ما معنى الطلعة الجوية الروسية الصينية المشتركة قرب اليابان خلال اجتماع «كواد»؟

ما معنى الطلعة الجوية الروسية الصينية المشتركة قرب اليابان خلال اجتماع «كواد»؟

تؤكد كلّ من الصين وروسيا مراراً وتكراراً على عمق العلاقات بينهما، وتطورها في مواجهة الغربيين، وتأريض أحلام واشنطن بضرب هذه العلاقات، أو حتى المساس بها، وكان من أواخر هذه التأكيدات ما جرى في بحر اليابان وبحر الصين الشرقي من مناورات مشتركة في 24 من الشهر الماضي.

نفذت الصين وروسيا تدريبات عسكرية بحرية وجوية مشتركة فوق بحر اليابان وبحر الصين الشرقي، وقد كانت هذه أول تدريبات مشتركة للبلدين منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وتضمنت التدريبات قاذفتين صينيتين وقاذفتين روسيتين انطلقتا بتدريباتهما من بحر الصين، وقامت بطلعة مشتركة وصولاً إلى بحر الصين الشرقي تبعها قيام طائرتين صينيتين وطائرتين روسيتين جديدتين تدريبات مشتركة من بحر الصين الشرقي إلى المحيط الهادئ، كما قامت طائرة استطلاع بطلعة جوية إلى شبه جزيرة نوتو في اليابان.
وقد جرت هذه المناورات بالتوازي مع قيام الرئيس الأمريكي جو بايدن بجولته في آسيا، وبالتزامن تحديداً مع قمة رؤساء التحالف الرباعي «كواد» الذي يضم الولايات المتحدة الأمريكية واليابان وأستراليا والهند في العاصمة اليابانية طوكيو.
لتحمل هذه التدريبات المشتركة- بتوقيتها ومكانها بذلك- رسالة محددة تؤكد مساندة روسيا للصين في وجه المحاولات الأمريكية للتفرّد بها ومحاصرتها جنوباً سواء بالمعنى العسكري، مثل تحالف «كواد» نفسه، أو حتى بالجوانب السياسية والاقتصادية، وتشير إلى عمق العلاقات بين البلدين واستعدادهما للتصدي المشترك لمحاولات التخريب الغربية في أية منطقة وملف.
من جهة ثانية، فإن لهذه التدريبات المشتركة- وما تعنيه- تأثيرات على دول المنطقة الآسيوية ككل، وهي بذلك تشكل عامل جذب وتطمين لها كي- بالحد الأدنى- لا تنجرف خلف المساعي الأمريكية بعقد اتفاقات معها، وبالحد الأعلى أن تعزز من علاقاتها وتعاونها مع الصين وروسيا بمواجهة الغربيين.

راهنت الولايات المتحدة على أن إشغال روسيا في حرب داخل أوروبا من شأنه أن يقلل من قدرتها على تقديم العون للصين في آسيا، وتكون الولايات المتحدة حسب هذا التحليل قادرة على التعامل مع الصين منفردة، لكن إدراك موسكو وبكين لخطورة تحقيق هذه النقلة التكتيكية دفعهما إلى تأريضها عبر تحويل الحدود الشاسعة بين البلدين إلى صمام لتخفيض الضغط الذي قد يتعرض له أيٌ من البلدين، ولذلك تشكّل هذه الطلعة الجوية المشتركة إعلاناً عن فشل هذه المساعي.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1073