مجازر «بيت حانون».. المأزق الأمريكي والدور الصهيوني..

يرى البعض أن المجازر الإسرائيلية في قطاع غزة، وفي مدينة «بيت حانون» الواقعة شمالي القطاع خصوصاً، تأتي كنتيجة أولية لانضمام اليمين المتشدد ممثلاً بحزب «إسرائيل بيتنا» بزعامة الإرهابي «أفيغدور ليبرمان» لمجلس الوزراء، وأن الحكومة الصهيونية باتت إثر ذلك حكومة حرب.. وهذا الكلام وإن كان صحيحاً بمعناه العام، إلا أن ما ينقصه هو الـتأكيد أن الحكومات الصهيونية برمتها، والمتعاقبة على مدى العقود الماضية،

وسواء كانت تضم (متشددين يمينيين) أم (منفتحين يساريين) لم تتوقف عن ارتكاب المجازر ضد الفلسطينيين، بغض النظر إن كان هؤلاء الفلسطينيون مقاومين مسلحين أو مدنيين عزل، والحكومة الحالية لا تخرج عن هذا السياق، فهي قبل انضمام (ليبرمان) إليها شنت عدوان «تموز- أب 2006» الآثم على لبنان، وأسرفت في قتل المدنيين الفلسطينيين قبل وبعد هذا العدوان الفاشل، والصحيح أن دخول «ليبرمان» في نصابها ما هو إلا حاجة ورغبة من الصهاينة وحليفهم الأمريكي لتمتين الحكومة الصهيونية بعد هزيمتها المخزية تلك، وللاستمرار في ضرب معاقل المقاومة الفلسطينية التي أبت أن تنساق إلى الانغماس في الاقتتال الأهلي.
ويمكن أيضاً قراءة انضمام حزب (إسرائيل بيتنا) الذي يتزعمه أفيغدور ليبرمان إلى الحكومة من زاوية الحاجة الكبرى أمريكياً لجهود اليمين الصهيوني في المساعدة على تنفيذ المخطط الأمريكي على مستوى المنطقة ككل، وليس فقط محاصرة حكومة حماس وإسقاطها، فهذا الحزب الذي يطالب أعضاؤه بضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة ونقل عدة بلدات عربية ضمن أراضي الـ48 إلى خارجها من أجل إقامة «دويلة فلسطينية» في المستقبل، لن يتورع عن تنفيذ أي مهمة من النوع الذي لا بد أن يحتاجها الأمريكان لتطييع المنطقة، ومن هنا نرى كيف أن الأمريكيين استطاعوا أن (يقنعوا) حزب العمل الإسرائيلي بالتصويت لصالح البقاء في الحكومة الائتلافية التي يترأسها أيهود أولمرت، بالرغم من انضمام حزب «إسرائيل بيتنا» إليها.
إن الأمريكيين الذين تستعصي مخططاتهم في عموم المنطقة، لم يعد لديهم فرص كثيرة ولا وقت كاف ليهدروه أو يضيعوه، لا على مستوى حليفتهم و(أداتهم) «إسرائيل» التي يجب أن تكتفي في هذه المرحلة، من وجهة نظرهم، بالتنفيذ دون نقاش، ولا على مستوى الخصوم أو (الأعداء) الذين ستحاول بما تبقى لديها من وقت وإمكانيات وذرائع أن (تقضي عليهم) دون رحمة..
وفي هذا السياق صهيونياً، يعطي نواب حزب (إسرائيل بيتنا) البالغ عددهم 11 عضوا سيطرة لائتلاف أولمرت بواقع 78 مقعدا في البرلمان الصهيوني البالغ عدد أعضائه 120نائباً، مما يزيد من إحكام قبضته على السلطة بعد الانتكاسة المذلة في لبنان والتي أدت إلى تراجع شعبيته بشدة.
يذكر أن ليبرمان كان قد دعا في السابق إلى ضرب كل من إيران ومصر والمراكز التي يتواجد فيها الفلسطينيون، كما طالب بترسيم حدود دولة «إسرائيل» بشكل يستثني كافة المواطنين العرب من أراضيها.
 أليس هذا ما يريده الأمريكيون تماماً؟؟

معلومات إضافية

العدد رقم:
285