الرفيق الرئيس موراليس: الهدف هو الاشتراكية... المعارضة اليمينية في بلادي تخشى شافيز لأنه ينجح في مواجهة الولايات المتحدة
* الإدارة الأمريكية حسمت بوجوب إسقاط حكومتي..
* نسجل باعتزاز إنجاز تأميم صناعات النفط والغاز ..
* نحن في بداية ثورة للإصلاح الزراعي..
* لا أستطيع نسيان الفترة التي بلورتني وصقلتني من كل النواحي..
* تتهمك المعارضة في بلادك أن في نيتك تحويل الارتباط الاقتصادي والسياسي بالولايات المتحدة الأمريكية لارتباط بفنزويلا؟
نحن غير مرتبطين لا بفنزويلا ولا بكوبا، وهما بالنسبة لنا دولتان شقيقتان، تناديان بالتضامن العالمي وتسعيان لتوحيد دول أمريكا اللاتينية لما فيه الخير لها. ونحن نجزل الشكر لهما على مساعدتهما لنا.
وتمدنا كوبا بمساعدات كثيرة لكي يتعلم الجميع في بوليفيا القراءة والكتابة، كما نحصل على مساعدات من دول أخرى مثل هولندا وكندا والسويد وايطاليا واسبانيا، منها برامج ومشاريع لشق وتعبيد شوارع ولإقامة شبكات ري. وقد أرسلت لنا الأرجنتين مساعدات، خاصة أدوية وأغذية بعد الكارثة الطبيعية التي حلت ببلادنا. ولكن السؤال هو: لماذا تخاف المعارضة اليمينية في بلادي من الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز؟ والسبب لهذا الخوف يكمن في أن شافيز ينجح في مواجهة ومعارضة الولايات المتحدة الأمريكية. ولذلك تحاول إمبراطورية جورج بوش، من خلال ممثليها في بوليفيا، إشعال الحرب داخليا ردا على ذلك، وفنزويلا لا تتدخل في شؤون بوليفيا، وهناك تعاون مثمر وجيد مع فنزويلا التي ستستثمر الأموال الكثيرة في مشاريع لكي نستفيد أكثر من الغاز والنفط اللذين نستخرجهما من أرضنا.
* هل أدّت زيارة شافيز إلى بوليفيا وتصريحاته إلى أزمة في العلاقات البوليفية الأمريكية؟
ثمة هدف واضح للإدارة الأمريكية ولسفارة الولايات المتحدة الأمريكية، وهو الهجوم والاعتداء والتسبب باستفزازات والسعي لإسقاط حكومتي، وهذا بدأ في عدة مواضيع وقضايا فقد ألغى نظام بوش الفيزا لإحدى العضوات في حزبي، التي كانت زارت كثيرا الولايات المتحدة الأمريكية في الماضي، قبل انتخابها في مجلس الشيوخ عن حزبي، وألغى كذلك الفيزا لنائب الوزير المسؤول عن خدمات المياه، رنه اورليانا، وعندما التقيت كل أعضاء السلك الدبلوماسي، رفض السفير الأمريكي لوحده حضور اللقاء معي، ولكن في الليلة ذاتها استقبل السفير الأمريكي في مقره أعضاء برلمان ووزراء كثيرين ولكن المهم أكثر، هو أن عسكريين أمريكيين يصلون إلى بوليفيا وقد انتحلوا شخصيات مدنية أو كطلاب جامعيين يريدون تعلم اللغة الكوتشية وهؤلاء يجمعون المعلومات في ارض بوليفيا غير آبهين لسيادتها، ووجود شافيز في بوليفيا لا يقدم ولا يؤخر، ولكن الإدارة الأمريكية حسمت بوجوب إسقاط حكومة بوليفيا.
* لقد مرت نصف سنة تقريبا منذ الانتخابات وحسب الاستطلاعات التي نشرت مؤخرا، فانك تحظى بدعم (80%) من البوليفيين، كيف تلخص هذه الفترة؟
لقد بلورنا وأقمنا خلال الأشهر الماضية طاقما لإدارة شؤون الدولة وقدمنا الأجوبة الملائمة لعدد من القضايا الاجتماعية؛ كما بدأنا بمعالجة القضايا الأساسية؛ وقررنا زيادات الأجور للعمال وألغينا التراخي في العمل؛ ووضعنا برامج تعليم في سلم الأولويات واهتممنا بالصحة أكثر؛ وبفضل المساعدة الكوبية بدأنا في تنفيذ حملة واسعة قدمنا خلالها المساعدات والدعم لآلاف المرضى؛ وقلصنا بشكل كبير رواتب الأثرياء وكبار الموظفين في سلك الدولة؛ وبدأنا بمعركة قوية ولا مساومة فيها ضد الفساد والرشوة في القطاع العام.
وفي القضايا الأساس، نسجل باعتزاز لصالحنا قضية تأميم صناعات النفط والغاز وبسط سيادة القانون من أجل بناء الدولة على أسس راسخة، وقد أثبتنا خلال الأشهر الأخيرة أننا ننفذ ما نقوله لصالح الجماهير.
* نشر أنك تفضل أن تنادى "الرئيس الرفيق" أو "الرئيس الأخ "، هل حدثت تغييرات في أدائك منذ أن تركت نشاطات النقابات المهنية؟
في الحقيقة اشعر أنني اقرب إلى شخصية قائد نقابي أكثر منها إلى كوني الرئيس، ولا أحب أن يتوجهوا إليّ بـ"سيدي الرئيس" أو الرئيس، وأفضل أن يتم التوجه إلي بشكل غير رسمي وأن ينادونني "الرفيق إيفو" أو باسمي الشخصي، أو الرفيق الرئيس.
* لماذا لا تزال تتمسك بمنصبك كرئيس اتحادات مربي نبتة الكوكا؟
لأن هذه هي رغبة تلك الاتحادات، وبالنسبة لهم فأنا لم اكف عن تمثيلهم، وبالنسبة لي فهؤلاء الرفاق هم أفراد عائلة واحدة، وخلال نشاطي وعملي في اتحاد الفلاحين تعلمت الكثير، بما في ذلك التثقيف السياسي الذي حصلت عليه على مدى سنوات، وناضلنا معا وشاركنا معا في المظاهرات، ومعًا بكينا حزنا على من سقطوا في المعارك، ورقصنا سوية احتفالاً بالانتصارات.. لا أستطيع نسيان تلك الفترة فهي التي بلورتني وصقلتني من كل النواحي.
* تشتكي نقابة الأطباء من وجود الأطباء الكوبيين، فهل كان إحضارهم إلى بوليفيا خطوة حكيمة ؟
سمعت عن بعض الأطباء الذين يصرخون ويدعون إلى طرد الأطباء الكوبيين! ولكن هؤلاء لا يخدمون الشعب ولا الفقراء ولا الفلاحين ولا غالبية الأمة، وبفضل الأطباء الكوبيين، يحصل الفقراء والأطفال والفئات الصغيرة وعموم الفلاحين، ولأول مرة، على أفضل الخدمات الطبية الجيدة والمجانية، وعيادات العيون التي أقامها أطباء كوبا موجودة في أحياء وقرى نائية. فقد أحضر أطباء كوبا معهم تكنولوجيا متطورة جدا وعالجوا الجماهير على أفضل نحو ممكن. يؤلمني وجود أطباء في بوليفيا يهاجمون زملاءهم الكوبيين، في حين تجزل غالبية الشعب البوليفي الشكر للأطباء الكوبيين على خدماتهم الإنسانية الرائعة. وهناك بين الأطباء البوليفيين من يتعامل باستهزاء مع الفلاحين ويطلق عليهم صفة الخنازير، فيما يقدم الأطباء من كوبا أحسن الخدمات ويتعاملون مع الشعب البوليفي باحترام.
* نشر مؤخرا على لسانك أن أرباب وسائل الإعلام المحلية من عائلة مونتريوس امتلكت أراضيها بشكل غير قانوني، وجاء انه سيجري قريبا إقامة محطات إذاعة محلية جماهيرية من اجل إضعاف قوة وسائل الإعلام التي بحوزة الرأسماليين ومن اجل تطوير وسائل إعلام بديلة، هل هذا موقفك؟
لا يمكن إبقاء وسائل الاتصال والإعلام في أيدي أصحاب رأس المال فقط، فللفقراء والفلاحين الحق في إعلام يخدمهم، والمعارضة الوحيدة القائمة حاليا في بوليفيا هي وسائل الإعلام الكبرى التي تسيطر عليها بضع عائلات من أصحاب رؤوس الأموال، وتلك العائلات تتحكم بالسوق والإعلام، وعلى هذا الوضع أن يتغير وبسرعة. إنهم يتذمرون حاليا من أننا نريد فصلهم عن مصادر الذهب ولذلك ليس غريبا أن ينشغلوا يوميا في الهجوم على الحركات الجماهيرية وعلى حركتي، الحركة من اجل الاشتراكية.
* إلى أين تنوي الوصول في ثورة الإصلاح الزراعي؟
نحن في بداية ثورة للإصلاح الزراعي، ولا تتجسد فقط في توزيع الأراضي، بل نريد تطوير جاهزية القرية وتطوير التسويق المباشر للمنتجات الزراعية. لقد بدأنا في توزيع الأراضي المملوكة للدولة وسنواصل توزيع الأراضي التي بملكية كبار الإقطاعيين الذين لا يعملون في الأرض.
* كثيرون يتساءلون: لماذا نحتاج إلى مجلس دستوري، خاصة أن الرئيس هو منا وهو قائد الحركة الاشتراكية. وسؤالي هو: لماذا انتم بحاجة إلى عقد مجلس كهذا؟
هدف المجلس هو ليس تقوية الرئيس الهندي، ونحن بحاجة إلى المجلس من أجل أعادة تأسيس بوليفيا وبأساليب وطرق غير عنيفة، ونحن نريد التكفير عن خطأ مؤسسي الدولة، فقد جرى سلب حق 90% من السكان حقهم في إدارة شؤونهم بأنفسهم والتعاون فيما بينهم. كما أننا بحاجة إلى جهاز قضائي نقي ومستقيم وجماهيري بدلاً من الجهاز الفاسد القائم حالياً، ونحن بحاجة إلى دولة تخدم الأغلبية وليس دولة تخدم مصالح قلة قليلة من أصحاب رؤوس الأموال.
* خلال المعركة الانتخابية عرفت نفسك بالـ"اشتراكي"، هل ما زلت كذلك؟
بالطبع، ولا شك في ذلك وافتخر بذلك: هدفنا هو الاشتراكية!
■ مجموعة التقدم البريدية
صوت اليسار المصري