موسى يضم «إسرائيل» للجامعة ولكن بشروط..!
فجر عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية مفاجأة من العيار الثقيل عندما أعلن وبكلمات واضحة في العاصمة السورية دمشق، أن هناك وساطة تركية لمحاولة خلق آلية شرق أوسطية للتعامل، تضم بمقتضاها إسرائيل وإيران وتركيا وجامعة الدول العربية، وهو مايعني ضم إسرائيل إلى جامعة الدول العربية. وجاء الطرح الجديد بعد سنوات من اقتراح قدمه الزعيم الليبي معمر القذافي، عبارة عن فكرة قيام دولة مشتركة بين إسرائيل وفلسطين وأطلق عليها اسماً من عنده وهو «إسراطين»، وبعد ذلك تضم هذه الدولة إلى جامعة الدول العربية.
وأبدت أطراف فلسطينية استياءها الشديد من الطرح التركي، وأعربوا عن رغبتهم في عدم مناقشة هذا الطلب الغريب إلا بعد إعلان دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس. وحسب صحيفة «الوفد» المصرية المعارضة، فقد وافق موسى على الاعتراضات الفلسطينية، وأكد بدوره أن هذا لن يتم إلا بعد موافقة إسرائيل على مبادرة السلام العربية وإعلان قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس.
وفي ظل العدوان الإسرائيلي المتكرر على الأراضي الفلسطينية، والاغتيالات المتكررة لرجال المقاومة، والحصار الجائر المفروض على قطاع غزة، وكذلك التهديد المستمر لسورية، وفي ظل هذا كله يأتي الطرح التركي غريباً ومرفوضاً من قبل الكثيرين، والذين لا شك سيغضبون من موسى لأنه أعلن قبوله المبدئي للطرح التركي، وان كان هذا لا يختلف كثيراً عما طرح من قبل في مبادرة السلام العربية، التي طرحتها المملكة العربية السعودية في قمة لبنان ونالت موافقة جماعية من القمة العربية.
وتقدم المبادرة لإسرائيل سلاماً شاملاً وتطبيعاً كاملاً في مختلف المجالات ومن قبل مختلف الدول، نظير قبول إسرائيل لمبادرة السلام، وإعادتها للأرض العربية المحتلة، والعودة إلى حدود 67 وقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس المحتلة. وكل هذا فالمبادرة العربية قالت من قبل أكثر مما قاله موسى بالأمس القريب بسورية، فالعرب لا يمانعون في وجود إسرائيل بينهم نظير قيامها بإعادة الحقوق المسلوبة، ومع ذلك ورغم مرور ما يقرب من ثلاثة أعوام إلا أن إسرائيل لاتزال تدرس المبادرة العربية، ولم تبت فيها حتى الآن. ومازالت إسرائيل كدولة تتمنع، وتدعي الدراسة والنظر في المبادرة العربية، ولا شك أن الأيام القادمة ستحمل في جنباتها الكثير والكثير حول الطرح التركي المثير بضم إسرائيل وتركيا وإيران للجامعة العربية.