مفاجآت إيران العسكرية في الحرب المحتملة
تحت هذا العنوان كتب الباحث اللبناني في الشؤون الإستراتيجية كمال مساعد في جريدة الأخبار في 8 / 5 / 2007 أن القلق الذي يساور القيادة المركزية الأميركية، هو إذا كانت إيران تخبّئ مفاجئة خلال الحرب، خاصة وأن استعراض منظومة جديدة من الصواريخ- المضادة للأهداف الجوية في عيد يوم الجيش، كانت رسالة ذات معنى في المفهوم الاستراتيجي لأية حرب مقبلة، ومنها صاروخ رعد، أرض- جو، وصاروخ زوبين الموجه عن بعد، والصاروخ الراداري R72 ـــ R73 وصواريخ جو-أرض ماوريك، وصواريخ جو- جو الرادارية والحرارية فينيكس واسبارو- وسايد وأنيدو، وراجمات صواريخ أرض- جوهاك، ومنظومة صواريخ اسكاي كار وصواريخ أرض- أرض نازعات وزلزال. هذا مع إمكانية مفاجأة أميركا في استخدام صواريخ روسية الصنع مضادة للسفن من طراز «اس اس- ان- 22»؟ وهذا ما يقلق صنّاع القرار في واشنطن وخاصة البحرية الأميركية.
وهناك تقارير تحدثت عن أن موسكو عرضت هذا الصاروخ الجوال المتطور للتصدير في أوساط التسعينات عندما كانت روسيا بحاجة لعملة صعبة، وأبدت إيران رغبة قوية في شرائه. إلا أنه لم يتضح للاستخبارات الأميركية ما إذا كانت روسيا باعت فعلاً هذا الصاروخ إلى إيران وما إذا كان أدخل الخدمة في البحرية الإيرانية بشكل سري. إلا أن تقارير أخرى تحدثت عن قدرة إيران على إغراق حاملتي طائرات أميركية على الأقل خلال الساعات الأولى من اندلاع القتال. وحسب مصادر أميركية مطلعة، فإن هذا الطراز من الصواريخ، والذي يعرف في الغرب باسم «Sunburn» وصممته موسكو خصيصاً لاختراق نظام «ايجس» (Aegis)، وهو من أهم الأنظمة الدفاعية في البحرية الأميركية لدى التعامل مع الصواريخ المضادة للسفن، علماً بأن مدى الصاروخ يبلغ 90 كلم، وميزته أنه سريع جداً، وخصوصاً في المرحلة النهائية عند اقترابه من الهدف بحيث يقوم بالمناورة وهو بسرعة تبلغ ضعفي سرعة الصوت لتفادي القذائف أو الصواريخ المضادة. ويبلغ حجم الرأس الحربي للصاروخ حوالى 300 كلغ، كما يمكن تزويده برأس نووي تكتيكي. وقامت روسيا بتطوير الصاروخ في أواخر التسعينات وزادت من مداه ليصل حتى 150 كلم. وتعمل موسكو منذ مطلع الألفية الجديدة بالتعاون مع بكين على تطوير هذا الصاروخ الذي تسلمت البحرية الصينية كميات منه. وأجرت البحرية الأميركية في السنوات الأخيرة تجارب عدة على أنظمة للتعامل مع هذا الصاروخ تحديداً وأضافت تعديلات على نظام «أيجس»، إلا أنه من غير المعروف حتى الآن ما إذا كانت قد تمكنت من إبعاد هذا التهديد، إذ إن هذا الأمر يعدّ من الأسرار العسكرية التي يتم كشفها عادة بعد الأعمال العسكرية.
ويتوقع غالبية المراقبين والمحللين أن تشهد أية حرب مع إيران تكراراً للحرب الجوية التي شنّتها أميركا ضد العراق، لكن مع إمكان تمكن الدفاعات الجوية الإيرانية والمعززة حديثاً بنظام صواريخ «ثور أم -1» الروسي ونظام 300 ss المتطور والمضاد للأهداف الجوية، من استحالة تحقيق معظم الأهداف، ومن إسقاط عدد من الطائرات الحربية الأميركية التي تنطلق من قواعد جوية في أذربيجان والعراق ودول أخرى تقيم قواعد عسكرية أميركية على أراضيها، إضافة إلى أفغانستان(..)
لكن المواجهة الكبرى، إذا حصلت، وهي الأكبر من نوعها منذ الحرب العالمية الثانية، فستشهدها مياه الخليج. إذ ستركز البحرية الأميركية على تدمير البحرية الإيرانية ودفاعاتها الساحلية بشكل كامل لمنعها من تهديد الملاحة في مياه الخليج أو إغلاق مضيق هرمز. وهذا الأمر تحضّر له البحرية الأميركية منذ العام الماضي بعدما أجرت البحرية الأميركية-حرباً بواسطة الكومبيوتر، وتلك تسمى الحرب الافتراضية.
وخلصت إلى أن إيران قادرة على تدمير البحرية الأميركية. لذا سيكون على البحرية المذكورة تحقيق أهدافها بسرعة وفي وقت قياسي للحدّ من الخسائر المتوقع أن تلحقها الزوارق السريعة والمتفجرة والغواصات التي يقودها الانتحاريون، والألغام المضادة للسفن الأميركية وناقلات النفط...