«الله يستر».. بلير يسعى لدور سياسي في الرباعية الدولية..!

أكدت مصادر دبلوماسية لوكالة رويترز أن توني بلير يدفع باتجاه الحصول على تفويض أوسع في الشرق الأوسط يمنحه دورا مباشرا بشكل أكبر «في صنع السلام» مما يوسع مهمته المحدودة كمبعوث عينته القوى الكبرى لها الشهر الماضي.

ويخطط رئيس الوزراء البريطاني السابق لاحتمال زيارة «إسرائيل» والضفة الغربية المحتلة الاسبوع المقبل للمرة الأولى كمبعوث لرباعي الوساطة الدولية للسلام في الشرق الأوسط المشكل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي وروسيا والأمم المتحدة.
وقال دبلوماسيون غربيون وأوربيون كبار تحدثوا شريطة عدم الكشف عن أسمائهم ان المحادثات بشأن دور بلير لا تزال جارية وان زيارته قد تتأجل، في حين امتنع مكتب بلير عن التعليق.
وقال متحدث باسم بلير إنه التقى بممثلين عن لجنة الوساطة الرباعية الدولية على انفراد عقب اجتماعهم في لندن يوم الثلاثاء الماضي واصفاً النقاش بـ«الايجابي والعملي».
وأوضحت المصادر أن بلير يطمح للعب دور سياسي من خلال اللجنة الرباعية من خلال عدم حصر عملها بجمع أموال للفلسطينيين وبناء مؤسساتهم الحاكمة ودعم التنمية الاقتصادية بمناطقهم.
وقال دبلوماسي أوربي إن بلير يرى «أن التفويض الممنوح له لم يصل إلى صيغته النهائية».
ورغم بعض المعارضة في البداية داخل الاتحاد الأوربي لتعيين بلير قال دبلوماسي كبير بالاتحاد إن هناك دعما متناميا داخله لمنحه المزيد من الحرية سياسياً.
وفي إعلانه تعيين بلير الصادر في 27 حزيران لم يوضح رباعي الوساطة أي دور وساطة سياسية لبلير في إحياء عملية السلام، واعتبر كثير من المعلقين العرب والأمريكيين عدم ذكر مثل هذا الدور علامة على أن رتبة بلير ستتراجع إلى دور جانبي تاركا أي عمليات صنع سلام جادة لوزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس وزعماء آخرين.
وبينما لا يتعارض هذان الأمران في ظل التبعية المألوفة لدى بلير تجاه واشنطن، فقد أثار بالفعل بعض الدبلوماسيين الأوربيين تساؤلات بخصوص قدرته على حشد دعم فلسطيني وعربي واسع بسبب تأييده للغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق وعلاقاته الوثيقة مع الرئيس الأمريكي جورج بوش.
ويقول مسؤولون آخرون إن دعم بوش لبلير هو تحديدا ما يتمتع به الأخير من قوة في المهمة بسبب نفوذ واشنطن لدى إسرائيل، والتي ستجد في كل الأحوال في بلير حليفاً مستمراً وخادماً طيعاً لها ولواشنطن مثلما كان طيلة فترة وجوده على رأس الحكومة البريطانية.