وسط محاولات مستمرة لفصم التحالف بين دمشق وطهران.. واشنطن توكل لتل أبيب البدء بضرب إيران

أكدت البحرية الأمريكية أنها أرسلت حاملة طائرات ثالثة لمنطقة عمليات الأسطول الخامس في الخليج والتي تضم المياه الأكثر قرباًُ من إيران، وتتوسع لتشمل الخليج العربي وبحر العرب والبحر الأحمر وخليج عدن وخليج عمان وأجزاء من المحيط الهندي.

وقال بيان للبحرية الأمريكية إن حاملة الطائرات انتربرايز توفر للبحرية قوة «لتتصدى للسلوك التخريبي القهري السافر لبعض الدول بالإضافة إلى دعم جنودنا ومشاة البحرية في العراق وأفغانستان».
يأتي هذا التحرك بعد أسابيع من إبحار سفن بحرية أمريكية عبر أضيق نقطة في الخليج لإجراء مناورات قبالة ساحل إيران في استعراض كبير للقوة.
وقالت دينيس جارسيا المتحدثة باسم البحرية الأمريكية: «هذه العمليات لا تستهدف بصفة محددة إيران... نحن نعتبر هذا الوقت غير مسبوق من حيث حجم انعدام الأمن وانعدام الاستقرار في المنطقة»، علماً بأنه سبق لوزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس أن قال إنّ سبب إضافة الحاملة هو «طمأنة الدول الشريكة في المنطقة»، في رسالة ضمنية موجهة إلى إيران.
أما حلف شمال الأطلسي الذي تقوده واشنطن حليفة إسرائيل، فقد أوكل رسمياً، مهمة توجيه الضربات العسكرية على إيران إلى تل أبيب، في سيناريو يستحضر ضرب مفاعل «تموز» النووي العراقي في 1980.  وإذا كان من شأن ذلك من الناحية الشكلية ألا يحرج دول ذلك الحلف مع الدول العربية التي ستتضرر شعوبها مع شعوب دول ذلك الحلف في كل الأحوال من تلك الضربة، فإنه من حيث المضمون والنتيجة سيفتح المنطقة أمام تداعيات المواجهة مع إسرائيل وحليفتها الأمريكية في نهاية المطاف.

وبناءً على تقرير وزير ما يسمى بـ«التهديدات الإستراتيجية» لدى الكيان الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، والذي قدم لرئيس الحكومة، إيهود أولمرت، بعد عودته من أوروبا، فإن تقديرات دول حلف شمال الأطلسي «تشير إلى أنه في نهاية الأمر سوف تضطر إسرائيل إلى مواجهة إيران لوحدها(!)»، وأنها «لن تستطيع الاعتماد على المجتمع الدولي من أجل منع إيران من امتلاك أسلحة نووية»... بل عليها «الاعتماد على الوسائل الموجودة بحوزتها»..(!!)
وبحسب التقرير، فقد صرح قادة الناتو بأن الحلف عالق في أفغانستان، علاوة على تورط قوات أوروبية وأمريكية في الوحل العراقي، الأمر الذي يمنع قادة أوروبا والولايات المتحدة من اتخاذ قرار بشن هجوم عسكري على إيران من أجل تدمير المنشآت النووية.
وفي أعقاب الجولة الأوربية تلك، جاء أن ليبرمان بات على قناعة بأن الدول الأوروبية و«الولايات المتحدة» (!!) لا يوجد لديها أي خيار عسكري ضد إيران، ومن هنا فإنه يتوجب على إسرائيل أن تعمل بنفسها على إزالة «التهديد الإيراني». وبحسب تقديرات ليبرمان فإنه «في حال قررت إسرائيل ذلك، فسوف تحظى بترحيب الدول الأوروبية والولايات المتحدة».
ولاستكمال التحضيرات المعنوية والنفسية للعدوان، نقلت صحيفة معاريف الإسرائيلية عن «مصادر سياسية» قولها إن الولايات المتحدة لم تعد لديها شكوك في المعلومات الإستخبارية الإسرائيلية، خاصة في أعقاب المعلومات التي كشف عنها الجنرال الإيراني علي عسكري، والتي ادعى فيها أن إيران تتقدم باتجاه القنبلة النووية عن طريق مسار تم إخفاؤه عن أعين المراقبين، بواسطة تكنولوجيا الليزر.
تجدر الإشارة إلى أن ليبرمان يقف على رأس طاقم سري يعمل بالتنسيق مع الأذرع الأمنية التي تتابع البرنامج النووي الإيراني، والذي يشارك فيه ممثلون عن الجيش الإسرائيلي وشعبة الاستخبارات العسكرية، والموساد ولجنة الطاقة النووية، ومجلس الأمن القومي، ووزارة الخارجية.
والتقى ليبرمان وزير الأمن الجديد، إيهود براك، عدة مرات، وناقش معه البرنامج النووي الإيراني. وفي أعقاب هذه اللقاءات صدرت أوامر للاستخبارات العسكرية (أمان) بنقل كافة المعلومات الموجودة بحوزتهم إلى مكتب ليبرمان.
وفي السياق ذاته أِشار تقرير لشعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي إلى أن إيران قد تتوصل إلى تقنية نووية عسكرية بحلول عام 2009. واعتبر التقرير، في سياق محاولات فصل التحالف السياسي بين سورية وإيران وحزب الله، أن الحزب غير معني بمواجهة حالياً مع إسرائيل وأن سورية أيضاً ليس لديها مصلحة في شن حرب على إسرائيل، ولكنه استدرك محذراً من ازدياد احتمالات المواجهة مع سورية في ظل انعدام تسوية سياسية حول الجولان، متوقعاً أن تتعرض «المدن الإسرائيلية» في حال اندلاع المواجهة مع إسرائيل، إلى قصف صاروخي مكثف يزيد بعشر مرات عن كثافة الصواريخ التي أطلقتها المقاومة اللبنانية أبان العدوان الإسرائيلي في تموز الماضي.
ويؤكد التقرير أن قدرة الردع الإسرائيلية تضررت في المنطقة نتيجة لحرب لبنان، مضيفاً أن تلك القدرة بدأت «تستعيد عافيتها» بعد أن دُرست دول المنطقة وحللت نتائج الحرب بشكل معمق، ورأت «القدرة الجوية لسلاح الجو الإسرائيلي وقدرته الاستخباراتية».
وخلص التقرير إلى إن إيران قد تمتلك سلاحاً نووياً في منتصف عام 2009، مشيراً إلى أن ما يمكن أن يعيق ذلك هو أمور عدة من بينها صعوبات تكنولوجية محتملة أو ضغوطات دولية تفضي إلى اتفاق بعدم تطوير أسلحة نووية، أو اندلاع مواجهات عسكرية.