وزراء المالية خارج اللعبة في «هورشام» والمواطنون في شوارع «جيرسي»!
مثلما هي العادة، يظهر حكام المصارف المركزية ووزراء المالية الدرب للسياسيين! فقد نشر أولئك الذين يديرون التمويل العالمي بياناً بمناسبة انعقاد اجتماعهم في 14 آذار 2009 في هورشام قرب لندن، أشاروا فيه لقادة مجموعة العشرين الذين سيجتمعون في لندن إلى ما ينبغي عليهم فعله. وعلى الرغم من تواجد بلدان «بريك» BRIC الأربعة (البرازيل وروسيا والهند والصين)، التي تمثل وزناً سكانياً واقتصادياً هائلاً في العالم، يصعب علينا أن نفهم كيف تنطق هذه البلدان باسم نحو 200 بلد تمثل المجتمع الدولي.
وفق رأي أولئك الذين يديرون الرأسمالية، ينبغي أن ينتظم التدخل الدولي حول محورين: استعادة النمو وتعزيز النظام المالي الدولي. مرة أخرى، قرّروا أن يذرّوا في عيون الشعوب رماد «تغيير كل شيء» كيلا يتغير شيء أبداً. إن تكليف السوق بمهمة إدارة الكوكب ومستقبل سكانه سيؤدي إلى المفاعيل نفسها: المضاربة، عدم الاستقرار، موت 25 ألف نسمة جوعاً كل يوم وتدهور البيئة.
لقد فقدت الحكومات ووزراء ماليتها وأمناء المصارف المركزية صدقيتها اليوم. آن الأوان لتكليف الأمم المتحدة، لا لأية مجموعة، بمهمة تحديد الخيرات العامة العالمية الأساسية (المناخ، السلام، الصحة، التعليم، الاستقرار المالي، إلخ) بالسبل الديمقراطية، وبالتالي إدارتها، ولاسيما عبر تجميع الأموال اللازمة عن طريق فرض ضرائب دولية. ولأن وجود نظام اقتصادي ومالي جديد، يضع حداً بسرعة لسلطة الممولين ولوجود الفراديس الضريبية والتفاوتات التي أصبحت غير محتملة، أصبح اليوم ضرورياً، فقد تم إعلان نداء عالمي للتعبئة ضد مجموعة العشرين يوم الثامن والعشرين من آذار، عشية اجتماع تلك المجموعة.
في إطار هذه الحملة، ساهمت «أتاك»، ومعها منظمات دولية أخرى، في تحرّك تم في مدينة جيرسي يومي 12 و13 آذار 2009. وقد أظهر المناضلون المتواجدون في محاضرة عامة ومسيرة جابت شوارع سان هيلييه من مصرفٍ إلى آخر إمكانية الضغط المباشر في المراكز الحساسة للنظام. بعد تسليط الأضواء الأول هذا، تعتزم «آتاك» فرنسا مواصلة عملها كي يتحكم المواطنون بالمستقبل الذي يصادره منهم التمويل. وستتمثل ذروة التحرك يوم الثامن والعشرين من آذار، اليوم العالمي للعمل في مواجهة مجموعة الثمانية.
■ أتاك فرنسا
مونتروي، آذار 2009