«11 أيلول» بقياس «أوبامي 2010»
يبدو أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تريد تحويل الحادثة التي قيل إنها تضمنت محاولة شخص نيجيري تلقى تدريباته في اليمن على يد تنظيم القاعدة تفجير طائرة أمريكية متجهة من أمستردام إلى ديترويت إلى 11 أيلول أخرى بمقياس راهن يكفي واشنطن حالياً لأن تضرب «كذا عصفور بحجر بلبلة واحد»..!
ويبدو واضحاً من تهويل الحديث عن التقصير الأمني، وما نتج عنه من اضطرابات عفوية أو مقصودة في تسيير عمل المطارات الأمريكية لجهة إغلاق بعض صالاتها وتأخير الرحلات وإعاقة تنقل الركاب، هو إشاعة جو من الفزع يبرر تكوين فزاعات جديدة في وجه المواطن الأمريكي بالدرجة الأولى، لصرف نظره عن جوهر وأصول مشاكله وأزماته، وفي وجه العالم ثانياً تحت ذريعة حق واشنطن في «حماية الداخل الأمريكي من هجمات الإرهابيين والمتطرفين»، تحضيراً لتدخل أو انتشار عسكري أمريكي جديد تلوح بوادره في سماء اليمن ومنطقة القرن الأفريقي ولاسيما مع تلك الجلبة الإعلامية حول «القاعدة»، واستعداد متطرفين في الصومال مرتبطين بالتنظيم المذكور لخوض معارك في اليمن، الذي تواصل حكومته خوض حرب داخلية في محافظة صعدة بتفاعلات وتداخلات إقليمية لا تغيب عنها أيدي العواصم الغربية التي تلعب لعبة أمن سفاراتها وتتناوب في إغلاقها وفتحها في سياق التحضير ذاته.
وفي هذا الإطار شكلت «حادثة الطائرة» فرصة لتوجيه السهام الأمريكية في وجه كل الخصوم، وحتى الحلفاء المنضوين تحت سقف التبعية لواشنطن أو التي تتأثر حكوماتهم بالمنعكسات السياسية والاجتماعية لمختلف أشكال التدخل الأمريكي المباشر أم غير المباشر.
وهكذا خرجت واشنطن بقائمة جديدة للدول التي يتعين على المسافرين جواً منها إلى الولايات المتحدة اجتياز فحص أمني مشدد يتضمن مسح الأجساد الكترونياً وحتى التفتيش المباشر عشوائياً.
وتتضمن الإجراءات الأمنية الجديدة فحص الحقائب وإجراء تفتيش ذاتي للركاب المتجهين إلى الولايات المتحدة من دول تعتبرها واشنطن راعية «للإرهاب»، وهي كوبا وإيران وسورية ولبنان والسودان، وفي المقلب الآخر عشر دول أخرى من بينها السعودية ومصر واليمن وأفغانستان وباكستان.
ومن بين ردود الفعل الرسمية على الإجراء الأمريكي الاستفزازي أبدت كوبا غضبها المتزايد من الولايات المتحدة لضمها إلى القائمة المذكورة واستدعت هافانا رئيس قسم رعاية المصالح الأمريكية في هافانا جوناثان فارار لتسليمه مذكرة احتجاج على هذه الخطوة الأمريكية، وسُلمت المذكرة أيضا لوزارة الخارجية الأميركية في واشنطن، واصفة الإجراءات الأمريكية بأنها «حيلة دوافعها سياسية لتبرير الحظر التجاري الأمريكي المفروض على كوبا منذ 47 عاماً».
ومن الأخبار ذات الدلالة حول «الارتباكات» العفوية أو المقصودة في المطارات الأمريكية أن السلطات الأمريكية اكتشفت أن السائل «المريب» الذي أدى لإغلاق عاجل لمطار في ولاية كاليفورنيا، واستدعى نقل اثنين من فاحصيه إلى المستشفى لم يكن سوى «عسل»..!
