البلدان النامية و«محاصيل الطاقة»: إما وقود للأغنياء أو طعام للفقراء
الدول الصناعية تشجع على إنتاج المحروقات الزراعية واستخدامها لتغطية احتياجاتها من الطاقة، لكن ذلك سيترك أعداداً متعاظمة من أهالي البلدان النامية من دون طعام.
هذه هي المخاوف التي أعربت عنها تولي ماكاما، مديرة منظمة أصدقاء الأرض- سوازيلاند، محذرة من «أننا نواجه خطر إنتاج الغذاء لإطعام السيارات والآلات لا البطون».
وأشارت إلى حالة سوازيلاند، على سبيل المثال، التي تواجه نقصاً خطيراً في الغذاء ويحتاج 170.000 ألف من مجموع مواطنيها، البالغ مليون نسمة، معونات غذائية هذا العام.
وأطلقت ماكاما ومنظمة أصدقاء الأرض البيئية العالمية حملة قوية ضد مشروع لإنتاج المحروقات الزراعية-المسماة بالوقود الحيوي- من جاتروفا في سوازيلاند.
فقد وقعت شركة مقرها المملكة المتحدة واسمها D1 Oils عقوداً مع المزارعين لزراعة الجاتروفا لحسابها. وينص اتفاق مبدئي مع الحكومة لتخصيص 20.000 ألف هكتار من الأراضي لإنتاج المحروقات الزراعية مع إمكانية توسيع هذه المساحة حتى 50.000 ألف هكتار.
ويقول موقع الشركة على شبكة انترنت إن هناك ملايين الهكتارات من «الأراضي الهامشية» في الدول النامية التي لا يمكن استخدامها على نحو فعال لزراعة المحاصيل الغذائية. ويقول أيضاً إن «الكثير من هذه الأراضي مناسبة لزراعة محاصيل الطاقة مثل الجاتروفا» وأن الشركة تخطط للعمل في المناطق المصابة بالجفاف في سوازيلاند.
وبينما تحدثت منظمة أصدقاء الأرض العالمية إلى العديد من المزارعين المشاركين في المشروع، فقد قال أحدهم، سام ديوب، أنه كرس حقوله الثلاثة لزراعة محاصيل الطاقة، خلافاً لما اعتاد عليه من زراعة المحاصيل الغذائية في حقلين، والقطن في الحقل الثالث للحصول على دخل نقدي. وأفاد أنه اضطر إلى الانتظار ثلاث سنوات حتى نضجت الجاتروفا وبدأ يحقق بعض الربح.
كما جازف سام ديوب بالوقوع في ورطة. فقد انسحبت شركة D1 Oils من المشروع قبل بدايته الفعلية، نظراً لعدم رغبة الحكومة في دعم المشروع بالتشريعات اللازمة، وفقاً لرئيس مجلس إدارة الشركة في سوازيلاند، غايتان نينغ.
وأضاف نينغ «إنهم (الحكومة) يريدون منا أن نعد إستراتيجية وطنية بشأن «الوقود الحيوي»، لكنها ليست وظيفتنا أن نفعل ذلك، فهذا من شأن الحكومة». وأفاد أن الشركة أنفقت أكثر من 8 ملايين دولار في خمس سنوات لزراعة هذا المحصول في مزارع خاصة، وتعاقدت مع 500 شخص للعمل فيها.
أما المتحدث باسم هيئة البيئة في يوازيلاند، غسينا دلادلا، فقد صرح أنه من المؤسف أن قررت الشركة التخلي عن المشروع على خلفية طلب إعداد إستراتيجية تقييم بيئية، «فقد أردنا التأكد من تداعيات (زراعة) الجاتروفا على الأمن الغذائي وعلى نوعية التربة، استجابة لاحتجاجات منظمات المجتمع المدني».
وعن هذا، أكدت الفريدا بشورن- شتراوس، من منظمة «غرين» غير الحكومية الدولية المعنية بدعم التنوع الزراعي والنظم الغذائية المجتمعية، أن المحروقات الزراعية قد أجبرت بالفعل المزارعين على النزوح من أراضيهم، وأثرت سلباً على الإنتاج الغذائي، وتسببت في تدمير الغابات.
■ (آي بي إس)