2014 تقدم رجال الإطفاء وتراجع مفتعلي الحرائق.. إرهاصات العالم الجديد تتأكد
دخلت البشرية عام 2014 وهي تحمل مسبقاً بوادر التحولات الدولية الكبرى. أثبتت تطورات العالم خلال هذا العام، واستناداً إلى تجارب الشعوب في السنوات السابقة، أن العالم الذي راهن عليه الكثيرون أمريكياً لا يمكن أن يُحكَم من البيت الأبيض. وفيما كان البعض ينتظر حرباً عالمية ثالثة، لم تكن الجبهات المفتوحة بنسبٍ متفاوتة على امتداد الكوكب تشي بأقل من حرب عالمية ثالثة، لا من حيث حدة الاشتباك، ولا على صعيد تقنيات الصراع المستخدمة. وكانت الصورة على امتداد شهور العام أشبه بحرب ضروس بين متراجع يسعى إلى حرق ما أمكن من جبهات، وبين من تأهب بثياب رجل إطفاء رافضاً الانجرار إلى أتون حرب هدفها الأساسي إشغاله ووقف صعوده إلى منبر العالم الجديد غير الأمريكي. على الأغلب، لن تكفي صفحات جريدة كاملة لتوثيق مستجدات الصراع بين القطبين خلال 2014، لذلك، ستكتفي «قاسيون» بالإضاءة على بعض أبرز الأحداث المفصلية التي حملها العام الفائت على الصعيد العربي والدولي.
الأزمات تلاحق المركز الإمبريالي
افتتحت الولايات المتحدة الأمريكية عام 2014 وهي لا تزال تعاني من أزمة عدم الاتفاق بين «الجمهوريين» و«الديمقراطيين» على قانون الموازنة داخل أروقة الكونغرس الأمريكي. أزمة وصلت نتائجها إلى ألا يقبض رئيس أمريكا، باراك أوباما، راتبه السنوي نتيجة لتعطيل الحكومة الفدرالية. ومن الإضرابات العمومية لعمال المطاعم، إلى الحركات الاحتجاجية المنظمة التي نفَّذها عمال سياتل، مروراً بمظاهرات «وول ستريت» وإضرابات الممرضين مؤخراً، كانت أمريكا على موعدٍ مع حركة احتجاج داخلية وواسعة ضد سياسات التهميش التي تقودها الطغم المالية الحاكمة والشركات المتعددة الجنسيات الساعية إلى مراكمة رأس المال على حساب شعوب العالم.
كان عام 2014 عام التراجع الأمريكي بامتياز، في العديد من بقاع الأرض، وفي الجبهات التي سعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى إشعالها، اصطدم مشروع الفوضى الأمريكي- الغربي بعوائق عديدة تراكمت كنتيجة لاستعادة الدول المناهضة لمنطق التفرد الأمريكي دورها في مسرح الأحداث الدولي. حيث شهدت العلاقات الأمريكية- الروسية جولة من الصدامات هي الأولى من نوعها منذ انهيار الاتحاد السوفييتي في العقد الأخير من القرن الماضي. وكذلك كان الحال فيما يخص دول هامة كالصين والهند والبرازيل.. إلخ.
في 9/8/2014، كانت «الديمقراطية» الأمريكية تجهِّز لجولة سقوط أخرى؛ مع مقتل الشاب الأمريكي «الأسود»، مايكل براون، صاحب الـ18 عاماً على يد الشرطة الأمريكية في فيرغسون إحدى ضواحي مدينة سانت لويس بولاية ميزوري. من دون محاكمة ومن دون تقديم للقضاء، أطلقت النيران على براون بتهمة «سرقة علبة سيجار»! لتصبح بعدها أحداث ولاية ميزوري العنوان الأبرز للاحتجاجات المتسارعة في الداخل الأمريكي. ومع مقتل الأمريكي صاحب الأصول الإفريقية، أنطونيو مارتين، في 24/12/2014 ذهبت كل دعوات الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، إلى «السلام والهدوء» هباءً منثوراً، حيث انتقلت أمريكا- التي فضح التقرير الأخير للكونغرس الأمريكي أساليبها الوحشية في تعذيب المعتقلين- إلى عامها الجديد برفقة احتجاجات متسعة تجاوزت حدود ميزوري.
مناهضو الاستئثار الأمريكي يتقدمون
حفل عام 2014 بالمشاريع الاقتصادية ومساعي توحيد الجهود بين دول محور «بريكس» بالإضافة إلى غيرها من دول العالم التي تعيش حالة متفاوتة من التضاد مع المشاريع الغربية والأمريكية. ورغم اعتماد دول «بريكس»، وروسيا بشكلٍ لافت، على الأساليب الدبلوماسية في الصراع مع الهيمنة الأمريكية، غير أن 2014 كان قد حمل تصعيداً في حدة التصريحات بين الجانبين الروسي والأمريكي، ولا سيما بعد تمكن الروس من استعادة شبه جزيرة القرم عندما وافق الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على مشروع معاهدة ضم شبه جزيرة القرم إلى الاتحاد الروسي في 17/3/2014، بعدما جاءت أغلبية الأصوات المشاركة في استفتاء القرم 16/3/2014 مؤيدة لقرار الانضمام إلى روسيا. ومع دخول العقوبات الاقتصادية الغربية ضد روسيا على خط المواجهات بشكلٍ فاعل وأكبر، وما أعقبه من تصعيدٍ تمثَّل في تخفيض أسعار النفط العالمية كتهديد للاقتصاد الروسي المنتج للنفط، والفشل السابق لمحاولات التدخل العسكري المباشر في سورية، بفعل الموقف الروسي الصيني الثابت في مجلس الأمن والأمم المتحدة. كل ذلك زاد الهوة الفاصلة بين المحورين عمقاً واتساعاً.
ومثلما شكَّلت التدخلات الغربية في أوكرانيا تهديداً للخاصرة الروسية، برزت أحداث هونغ كونغ في 30/8/2014 كمحاولة لإقلاق الخصم الصيني انطلاقاً من إحدى جبهاته الجنوبية الرخوة. في وقتٍ برز فيه حجم التدخل الأمريكي في احتجاجات هونغ كونغ تحت قيادة حركة «احتلوا سنترال» التي يرأسها رئيس وزراء هونغ كونغ الأسبق، دونالد تسانغ، وهو الرجل المقرَّب من أمريكا والمطبِّق الأشهر لوصفات صندوق النقد الدولي. ومع ذلك لم يتطلب الاحتواء الصيني للاحتجاجات أكثر من أربعة أشهر، بما أفضى إلى إفشال مشروع الحريق فيها.
والتحديات قائمة..
خلال العام الفائت، برزت قضية تخفيض أسعار النفط العالمية كإحدى الأسلحة التي رفعها الغرب بوجه النفوذ الروسي المستمر بالصعود. حيث هبط في 16/10/2014 سعر نفط غرب تكساس إلى ما دون عتبة الثمانين دولاراً للبرميل الواحد، وفيما ذهبت العديد من وسائل الإعلام للترويج بأن ذلك سيشكل «ضربة قاضية» لاقتصادات روسيا وفنزويلا وإيران، تبيَّن أن انعكاسات الانخفاض في سعر النفط العالمي سوف لن يقف عند حدود هذه الدول، بل سيتعداها ليطال كل منتجي النفط حول العالم، بما فيهم أمريكا ودول الخليج العربي.
ومع نجاح مؤتمر قمة «بريكس» المنعقدة في البرازيل بتاريخ 21/7/2014، ومؤتمر «شنغهاي» في 12/9/2014، وكذلك قمة دول بحر قزوين في 29/9/2014، فضلاً عن الزيارات الرسمية واللقاءات الثنائية بين دول «بريكس» وأصدقائها وحلفائها، تتجلى ضرورة تسريع التكامل ما بين الدول المناهضة للنفوذ الأمريكي، بما يضمن تجاوز التحديات الداخلية والخارجية التي تواجهها هذه الدول سياسياً واقتصادياً.
الاتحاد الأوروبي.. واجهة الهجوم الأمريكي
ابتداءً من 25/5/2014، شهدت دول أوروبية عدة، الدنمارك وهولندا والمجر وفرنسا وبريطانيا، صعوداً لقوى اليمين الرافضة لسياسات التبعية للاتحاد الأوروبي، كنتيجة طبيعية للخلل البنيوي وتنامي الأزمات في أوروبا التي دفعت الثمن الأكبر جراء السياسات الأمريكية ولا سيما في المسألة الأوكرانية.
خرجت مدن أوروبية عدة في كلٍّ من ألمانيا والنمسا وسويسرا في شهر تشرين أول من العام الفائت، بمظاهرات احتجاجية رفضاً لاتفاقيات التبادل التجاري الحر بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، وخوفاً من غزو البضائع الأمريكية أسواق الاتحاد الأوروبي. وكان قد سبق ذلك، تظاهر العشرات من الفلاحين البولنديين أمام البرلمان الأوروبي في بروكسل 26/8/2014 احتجاجاً على فرض الاتحاد عقوبات ضد روسيا، حيث شكا المزارعون من أن محاصيلهم الزراعية ستتلف نتيجة لحظر روسيا واردات المنتجات الغذائية والزراعية من دول الاتحاد الأوروبي ودول أخرى، رداً على العقوبات الغربية.
وفي 2014 برز دور ألمانيا كحلقة اتصال بين الاتحاد الأوروبي وروسيا، فيما كانت المدن الألمانية تعيد التفكير بهويتها حيث أن الألمان منقسمون في انتمائهم للغرب، كما يعتقد الكثيرون أن ألمانيا يجب أن تتبنى دوراً خاصاً بعيداً عن الهيمنة الأمريكية، كما جاء الكشف عن تجسس وكالة الأمن القومي الأمريكية على اتصالات حكومية ألمانية ليعزز من الخلاف بين البلدين.
الثمن الأوكراني الكبير
استقبلت أوكرانيا عامها الجديد على وقع الاحتجاجات التي ما لبثت أن تحولت إلى فوضى عارمة في 20/2/2014، بعدما تدخل الاتحاد الأوروبي بشكلٍ مباشر في الاحتجاجات وأغرق البلد بـ «المنظمات غير الحكومية»، ليقتل خلال أعمال العنف في أول ثلاثة أيام ما يزيد عن المئة مواطن. ليغادر بعدها الرئيس الأوكراني، فيكتور يانوكوفيتش، البلاد ويحل محله بيترو بوروشينكو، الرجل المؤيد للغرب في 25/5/2014، ولتدخل البلاد بعدها في أتون صراعٍ دامٍ بين الحكومة الأوكرانية المدعومة غربياً، وسكان شرق أوكرانيا.
على الأثر، نجحت الحكومة الروسية باستعادة شبه جزيرة القرم وسيفاستوبول، بعد استفتاءٍ شعبي جرى في 16/3/2014، شارك فيه 82% من مجموع الناخبين، وحصل على أغلبية 96% مؤيدة لقرار الانضمام إلى الاتحاد الروسي.
ومع تنامي العنف، وتبعية الحكومة الأوكرانية للغرب وسعيها وراء قروض جديدة ومتتالية من صندوق النقد الدولي، تغرق البلد في نير الأزمات الاقتصادية والعوز، فيما لا تزال الحكومة الروسية تقدم التسهيلات للشعب الأوكراني، حيث بدأت الحكومة الروسية منذ 26/12/2014 بتوريد الكهرباء والفحم من دون انتظار الدفع الحكومي الأوكراني المسبق.
النووي الإيراني: عام المفاوضات المؤجلة
خاضت إيران خلال عام 2014 جولتين من مفاوضات النووي الإيراني مع مجموعة «5+1»، وكان قد سبق ذلك الجولة الأولى التي جرت في تشرين الثاني من عام 2013. في كل مرة جرى فيها التوصل إلى تفاهمات بين الطرفين كانت تنتهي المفاوضات بالتأجيل أربعة أو خمسة أشهر، وهو ما وضعه العديد من الباحثين والمطلعين في سياق الاستراتيجية الأمريكية الساعية إلى كسب المزيد من الوقت في المفاوضات التي تقلل فيها إيران تخصيبها لليورانيوم إلى الحدود الدنيا. وعلقت المباحثات في الجولة الأخيرة التي انتهت في 24/11/2014، عند نقطتين رئيسيتين، حيث تقود الولايات المتحدة الأمريكية المطلب الأمريكي والبريطاني والفرنسي والألماني بتخفيض عدد أجهزة الطرد المركزي الإيرانية إلى أقل من عشرة آلاف جهاز، بينما لا تزال إيران متمسكة بخيار الاحتفاظ بتسعة عشر ألفاً من أجهزة الطرد المشغَّلة والموجودة أصلاً على أراضيها. بالإضافة إلى وتيرة رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران، فبينما تتبنى إيران خيار رفع العقوبات الاقتصادية دفعة واحدة، تتمسك دول السداسية، باستثناء روسيا والصين، بخيار رفع العقوبات بالتدريج، وبشكلٍ يتوافق مع حجم التنازلات الإيرانية الفعلية. ما أدى إلى تمديد المفاوضات حتى 15/1/2015.
«الإخوان» خارج اللعبة.. ومصر موحَّدة
مع بداية عام 2014، كانت مصر تنتهي عملياً من استيلاء «الإخوان المسلمين» على السلطة عقب سقوط نظام حسني مبارك في ثورة 25 يناير، حملت الشهور الأولى من العام حكومةً انتقاليةً انتهت مهامها بعد انتخاب القائد السابق للجيش المصري المشير، عبد الفتاح السيسي، رئيساً للجمهورية في 3/6/2014. ليعطي في 5/8/2014 إشارة البدء لمشروع حفر قناة السويس الجديدة بطول 72 كيلو متراً. وكانت مصر قد شهدت خلال العام الماضي مجموعة من العمليات الإرهابية التي راح ضحيتها العشرات من المدنيين والعسكريين.
تونس تعد خطواتها نحو التقدم
في استفادتها من درس «الإخوان المسلمين» في مصر، سعت حركة «النهضة» التونسية إلى تقديم الكثير من التنازلات. كان أبرزها خلال العام الفائت نجاح الحوار التونسي الذي لعب خلاله «الاتحاد العام التونسي للشغل» دوراً بالغاً في إخراج البلاد من أزمتها.
وكانت الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التونسية قد جرت في 23/11/2014، ليحل خلاها مرشح «الجبهة الشعبية»، حمة الهمامي، في المركز الثالث بنسبة أصوات بلغت 9%، فيما تم انتخاب مرشح حركة «نداء تونس»، الباجي قائد السبسي، رئيساً للجمهورية في الجولة الثانية من الانتخابات التي جرت في 21/12/2014.
الأزمة السورية.. دفع سياسي وعراقيل أمريكية
دخل السوريون عام 2014 بزخم التحضيرات لمؤتمر «جنيف2» الذي انعقد في 22/1/2014، المؤتمر الذي حاول الغرب إفشاله بكافة الطرق، سياسياً عملت أمريكا على اختطاف تمثيل المعارضة السورية، وحصرها بـ «الائتلاف»، ما أدى إلى إجهاض المؤتمر من دون نتائج تذكر. وعسكرياً، كانت قد برزت الذراع الأمريكية الجديدة إلى الساحة السورية، تحت مسمى «الدولة الإسلامية في العراق والشام» وهو التنظيم الذي انسلخ عن تنظيم «القاعدة» في 3/1/2014. ليتبنى بعدها العديد من التفجيرات والعمليات الإرهابية التي استهدفت المدنيين السوريين، قبل أن يتم إعلان «الخلافة» بتاريخ 29/6/2014.
في 15/7/2014 أعلن بان كي مون تعيين الدبلوماسي السويدي، ستيفان دي ميستورا، موفداً للأمم المتحدة للنزاع في سورية خلفاً لـلأخضر الإبراهيمي، ونائب وزير الخارجية المصري السابق، رمزي عز الدين رمزي، مساعداً له. وفي 15/8/2014 اتخذ مجلس الأمن الدولي قراره رقم «2170» الداعي إلى اتخاذ التدابير لمنع تدفق المقاتلين إلى «داعش» و«النصرة»، وضرورة التزام كافة الدول بمنع توريد الأسلحة والتمويل لهما.
وبتاريخ 23/9/2014 أعلن البنتاغون أن الجيش الأمريكي و«التحالف الدولي» شنَّا للمرة الأولى غارات على مواقع لتنظيم «داعش» في سورية، بمشاركة السعودية والإمارات والأردن والبحرين، وفيما اعتبرتها روسيا وإيران انتهاكاً للسيادة السورية، قالت الحكومة السورية إنها علمت بشأن الضربات الجوية عن طريق مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري. فيما تمثل الحدث الأبرز بالصمود الشعبي السوري في بلدة عين العرب الحدودية خلال معارك عنيفة مع مقاتلي «داعش» الذين أجبروا على الانسحاب من مناطق عدة في البلدة.
فلسطين تنتصر.. والسلطة تفاوض
أعلنت حكومة الاحتلال في 13/6/2014 عن فقدانها ثلاثة مستوطنين بالقرب من الخليل، ليجري بعدها حملة اعتقالات طالت كوادر المقاومة الفلسطينية ما أدى إلى مناوشات واشتباكات في الضفة والقدس وأراضي48، تلاها حرق الفتى الفلسطيني، محمد أبو خضير، لتبدأ في 7/7/2014 نيران المواجهة بين جيش الاحتلال الذي نفذ عملياته تحت مسمى «الجرف الصامد»، وفصائل المقاومة الفلسطينية التي أظهرت تطوراً نوعياً في أدائها، لتصل صواريخ «فجر5» و«M75» و«F85» و«R160» عمق المستعمرات الصهيونية. ما أدى إلى شلل في حركة المطارات والمنشآت العسكرية والمدنية الصهيونية. لتنتهي 51 يوماً من المواجهة لمصلحة المقاومة الفلسطينية المسلحة.
وفيما اندلعت موجة من المواجهات في القدس والضفة، تحولت إلى اشتباكات وعمليات استشهادية، كانت السلطة الفلسطينية قد سعت أواخر العام الماضي إلى استصدار قرار من مجلس الأمن بإنهاء الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وعلى الرغم من الوقوف الروسي إلى جانب المقترح الفلسطيني، اختارت السلطة الفلسطينية تعديل المقترح «تحسباً» من الفيتو الأمريكي.
تغيير موازين القوى في اليمن
شهد العام 2014 يمنياً تقدم الحوثيين في مناطق يمنية عدة، بالتوازي مع سقوط المبادرة الخليجية الأمريكية في الشهر التاسع من العام الماضي، جراء توقيع الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، 21/9/2014، على اتفاقٍ لإنهاء الأزمة في البلاد، بحضور ممثلين عن الحوثيين وموفد الأمم المتحدة إلى اليمن، جمال بن عمر.
وفيما سيطرت جماعة الحوثي على مضيق باب المندب في منتصف الشهر الثامن 2014، انطلقت المناورات العسكري الإيرانية الممتدة من مضيق هرمز حتى مضيق باب المندب بتاريخ 25/12/2014، حيث شاركت في تلك المناورات القوات البحرية والجوية والبرية.
انتصار النهج الثوري في كوبا
بعد عقود من المحاولات الأمريكية لإخضاع الشعب الكوبي عبر سياسات الحصار، أعلن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، في 17/12/2014 أن «سياسة العزل التي مارستها واشنطن ضد كوبا أخفقت في تحقيق أهدافها»، معلناً أن بلاده ستنهي هذه السياسة لتفتح صفحة جديدة بين البلدين. فيما صادق البرلمان الكوبي بالإجماع في 19/12/2014 على الاتفاق الثنائي بين هافانا وواشنطن حول تطبيع العلاقات بين البلدين.