هل ينهي تقارب «النورماندي» أزمة أوكرانيا؟
بعد عام من التدخل الغربي والحرب والتدهور الاقتصادي- الاجتماعي، يتواصل حراكٌ سياسي ودبلوماسي من أجل إيجاد حل للأزمة الأوكرانية. فيما كانت تصريحات الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، واجتماع برلين هي محور المستجد السياسي الأوكراني خلال الأسبوع الماضي.
انطلق في العاصمة الألمانية برلين، الاثنين 5/1/2015، لقاء ممثلي وزارات خارجية دول ما يسمى «إطار نورماندي: روسيا وألمانيا وفرنسا وأوكرانيا»، وأكد نائب وزير الخارجية الروسي، غريغوري كاراسين، أن الأطراف ستبحث في وزارة الخارجية الألمانية خلف الأبواب المغلقة، مجمل المسائل المتعلقة بالأزمة الأوكرانية، بما فيها اتفاقيات مينسك، مؤكداً أن هذه المحادثات ستحدد زمن لقاء وزراء الخارجية، وذلك قبل لقاء قمة «النورماندي» في أستانا يوم 15/1/2015.
وكانت روسيا قد أكدت موافقتها على المشاركة في اجتماع برلين، وفق صيغة «النورماندي» حول تسوية الأزمة الأوكرانية، كما جددت وزارة الخارجية الروسية استعدادها للحوار في المستقبل من أجل تطبيق بنود اتفاقية «مينسك».
هولاند: العقوبات ضد روسيا تطالنا أيضاً
وفي تحولٍ لافت في الموقف الفرنسي، أعلن فرانسوا هولاند، الذي التقى بنظيره الروسي، فلاديمير بوتين، في زيارة مفاجئة لموسكو أن الرئيس الروسي لا يسعى إلى ضم شرق أوكرانيا، بل هدفه منع انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي، مضيفاً أن العقوبات على روسيا تنعكس سلباً على الاقتصاد الأوروبي، لذلك أوروبا معنية بحل الأزمة الأوكرانية.
وفيما دعا إلى رفع العقوبات عن روسيا في حال حدوث تقدم في أوكرانيا، توقع هولاند بهذا الصدد حدوث تقدم جديد خلال المفاوضات حول الوضع بأوكرانيا في اجتماع العاصمة الكازاخية المرتقب.
السعي للحل يفوق العراقيل
بعد لقاء الرئيسين الروسي والفرنسي، صرَّح بوتين في لقاء متلفز أنه يتوقع وقفاً لإطلاق النار وحلاً للأزمة الأوكرانية، مضيفاً أن الرئيسين لم يتحدثا في قضية السفينتين الحربيتين. حيث أصبح ملف سفينتي «ميسترال» الحربيتين، اللتين باعتهما فرنسا لروسيا في حزيران/ يونيو 2011، مقابل 1.2 مليار يورو، في قلب هذا الخلاف الدبلوماسي العسكري المتصاعد في السنوات الماضية، منذ أن قرر هولاند في بداية أيلول/ سبتمبر ربط تسليم السفينتين بالتسوية السياسية لأزمة أوكرانيا.
ومع أن قضية السفينتين باتت ماثلة كأحد العوائق الرئيسية في العلاقات الروسية- الفرنسية، غير أن اجتماع الرئيسين، الذي دام «لأكثر من ساعة» نجح في تجنب الموضوع، لصالح التباحث في الحل السياسي للأزمة الأوكرانية. وهو ما يؤشر إلى أن ذلك الأخير بات مهمة رئيسية قد نجد مفاعيلها على الأرض في المدى المنظور.