السلطة الفلسطينية والموقف من الأزمة السورية.. خروج على ثابت فلسطيني
لايزالتأييدفلسطينلتعليقعضويةسوريةفيالجامعةالعربيةينتظرتفسيراًرسمياًيوضححيثياتهوأسبابهوالغموضالذيلايزاليحيطبدواعيه..
كانومازالعدمالتدخلفيالشؤونالداخليةللدولالعربية،وفيالمنازعاتبينها،ثابتاًمنالثوابتالفلسطينية،ومحلإجماعفلسطيني،يتجاوزالانقسامالوطنيالراهنوكلالخلافاتبينفصائلالعملالوطني. لكنتأييدممثلفلسطينفيجامعةالدولالعربيةلقرارتعليقعضويةسوريةفيالجامعةفيالثانيعشرمنالشهرالجاريمثّلخروجاًواضحاًعلىهذاالثابتالفلسطيني،لايحظىبإجماعفلسطيني،ولايزالينتظرتفسيراًرسمياًيوضححيثياتهوأسبابهوالغموضالذيلايزاليحيطبدواعيه.
وفيغيابأيتفسيررسمي،يتلخصماحدث،حسبماوردفيوسائلالإعلام،فيتنازلفلسطينالمفاجئدونمقدماتعنالرئاسةالدوريةللدورةالـ 136 لجامعةالدولالعربيةلمصلحةقطر،وهذهواقعةليستموضعجدل،فقدأعلنهافيالثالثعشرمنأيلول / سبتمبرالماضيوزيرخارجيةسلطنةعمانيوسفبنعلويبنعبدالله،الذيكانتبلادهالرئيسالدوريللدورةالـ 135 السابقة. وكانتهذهالمبادلةمفاجئة،ففياليومالسابقكانممثلفلسطينبركاتالفراقدتولىالرئاسة،ونقلتعنهوكالةالأنباءالرسميةللسلطة «وفا» حثهللأقطارالعربيةالشقيقةعلىالدعمالسياسيلطلبعضويةفلسطينفيالأممالمتحدة،ودعمالسلطةالفلسطينيةماليا،ودعمالمؤسساتالفلسطينيةفيالقدسالمحتلة.
غيرأنالجدليدورحولأسبابالتنازلالفلسطيني،وسطتكهناتإعلاميةقالأحدها،علىذمة «مصادر« نقلتعنهاصحيفةالأنباءالكويتية،وغيرها،إنهحدثضمن «تفاهم» معقطر،تتولىالدوحةبموجبهتغطيةالنفقاتالماليةللسلطةالفلسطينيةفيراماللهلمدةأربعةأشهر،فيإطارمواجهةالسلطةللأزمةالماليةالناجمةعنالعقوباتالماليةالتيفرضتهادولةالاحتلالالإسرائيليوراعيهاالأميركيعليهامؤخراً،لإرغامهاعلىسحبطلبعضويةدولةفلسطينفيالأممالمتحدةوعدمتنفيذاتفاقالمصالحةالوطنيةمعحركةالمقاومةالفلسطينية «حماس». ولميصدرلاعنالسلطةولاعنقطرماينفيتلك «التكهنات» حتىالآن.
ومعأنبعضوسائلالاعلامالمؤيدةلسوريةاعتبرتأنتوقيت «المبادلة» الفلسطينيةالقطريةمكّنقطرمناحتلالموقعقياديفيالجامعةالعربيةاستغلتهالدوحةللتصعيدالعربيضددمشق،فإنالموقفالسوريالرسميالمنشغلبمنعأيتدخلعسكريأجنبيمنالخارجوبالتصديلمايقولإنه «عصاباتإرهابيةمسلحة» فيالداخل،قدتحاشىالدخولفيملاسنةثانويةتحملأيمسؤوليةلمنظمةالتحريرالفلسطينيةجراءقرارهاالتنازلعنرئاستهاالدوريةلقطر،ثمقرارهابتأييدتعليقعضويةسوريةفيالجامعةالعربيةوفرضعقوباتاقتصاديةعربيةعليها.
لكنانعدامردالفعلالسوريلايجبأنيكونسبباًكافياًلعدموجودردفعلفلسطيني،يصرفيالأقلعلىمعرفةأسبابوحيثياتالقرارين،ليسفقطلأنمبادلة «ثابت» وطنيبـ«نجدة» ماليةهوأمرمرفوضوطنياًمنحيثالمبدأ،وليسلأنالقرارينلايحظيانبإجماعفلسطينيفحسب،بلأيضالأنالخروجعلىهذاالثابتالفلسطينيبالذاتيثيرمجموعةمنالأسئلةالوطنيةالهامة.
وأولهذهالأسئلةيتعلقبالتناقضبينالقرارينوبينماأعلنهرئيسالسلطةمحمودعباسبراماللهفيالسادسعشرمنالشهرالجاريحولموقفهمن «الربيعالعربي» عندماقال: «موقفناهوأنلانتدخلفيالشؤونالعربيةالداخلية. نحننراقبولانقولكلمةهناوكلمةهناك». وهذاهوموقفحماسأيضاً،وقدكررعضوالمكتبالسياسيللحركةد. محمودالزهارالتأكيدعليهبقولهلصحيفةالأخباراللبنانيةفيالخامسوالعشرينمنأيار / مايوالماضي: إن «موقفناممايحدثفيسوريةهوذاتهموقفنامماحدثفيتونسومصروليبياواليمن: نحنلانتدخلفيالشأنالداخليالعربيفيوقتالثوراتولافيوقتالهدوء. نحنضيوفعلىالقطرهدفناهوالعودةإلىفلسطين. منيتدخلفيالشأنالسوريفيهذاالاتجاهأوذاكعليهأنيدفعثمنذلك». لكن «ثمن» القرارينالمناقضينلهذاالموقفالمعلنلايمكنأنيقتصرعلىفصيلفلسطينيبعينه،ولذلكلايجوزالسماحلأيفصيلبالخروجعلىالإجماعالفلسطينيعلىهذاالموقفباعتبارهمنالثوابتالوطنية.
أسئلةتحتاجإلىأجوبة
ولايسعأيمراقبمحايدإلاأنيتساءلكيفيمكنللانحيازالفلسطينيإلىمحورعربيضدسوريةوالتدخلالفلسطينيفيشأنسوريداخليأنيساهمإيجابياً،علىسبيلالمثال،فيإنجاحمساعيالمصالحةالوطنيةعشيةلقاءعباسفيالقاهرةمعرئيسالمكتبالسياسيلحركةحماسخالدمشعلالذييتخذمندمشقمقراًله.
وثانيالأسئلةيتعلقبمصيرأكثرمننصفمليونلاجئفلسطينيتستضيفهمسوريةمعززينمكرمينمنذالنكبةعام 1948. وسواءصدقأملميصدقالخبرالذينشرتهصحيفةالمدينةالسعوديةيومالأربعاءالماضيعنقلقأردنيمنتهجيرهمإلىالأردن،فإنتجربةاللاجئينالفلسطينيينإلىالعراقمازالتنازفةبعد «التحريرالأميركيللعراقمنالدكتاتورية»،والقلقعلىمصيرمماثللأشقائهمفيسوريةقلقمشروعيتزايدطرديامعتزايداحتمالاتالتدخلالخارجيفيالأزمةوتصعيدالتمردالمسلحالمدعوممنذاتالقوىالأجنبيةالمسؤولةعنمأساةالفلسطينيينفيالعراق،ناهيكعنمصيرفصائلالمقاومةالفلسطينيةالتيتحتضنهادمشق.
وثالثالأسئلةيتعلقبالموقفالفلسطينيالمتناقضالذييجدنفسهاليومفيمواجهةدبلوماسيةوسياسيةمعدولةالاحتلالالإسرائيليوراعيهاالأميركياللذينيسعيانفيهاإلىعزلفلسطينوقياداتهاجميعاً،لكنهيتخذقرارينيستهدفانعزلالسندالعربيالسوريالتاريخيالاستراتيجيلحركةالتحررالوطنيالفلسطينية.
يومالأربعاءالماضينشرتاليوميةالعربيةالسعوديةباللغةالانكليزية، «أرابنيوز»،مقالاًبعنوان «عزلسوريةهديةلإسرائيل» قالتفيهكاتبته،لينداهيرد،ماكانيجبأنيدركهمتخذقرارتعليقعضويةسوريةفيالجامعةالعربية،ففيرأيهاأن «إخراجسوريةمنالمعادلةالإقليمية» سوفيطلقيد«إسرائيلحرةلتفعلالأسوأ» فيجعبتهاو«يمهدالطريقلهجومإسرائيليعلىإيرانتسندهالولاياتالمتحدة» وهوالهجومالذييردعردالفعلالسوريواللبنانيوالفلسطينيالمتوقعدولةالاحتلالعنشنهالآن،لتخلصإلىالقولإن «سوريةحالياًقدتكونخارجالجامعةالعربيةمؤقتاً،لكنيجبعدمالتخليعنهالمنيعوونكالذئابعلىأعتابها».
ورابعالأسئلةالهامةيتعلقبالأولويةالتيتحتلهاالقضيةالفلسطينيةعلىجدولالأعمالالعربيفيالوقتالراهن. إنسحبالملفالفلسطينيمناحتكارالرعايةالأميركيةلهوالذهاببهإلىالأممالمتحدةمباشرةقادإلىوضعالقضيةالفلسطينيةفيمركزالصدارةالتيكانتتحتلهإبانالمقاومةالوطنيةالتيوضعتهاعلىرأسجدولالأعمالالدوليالإقليمي. لكنالولاياتالمتحدةنجحتكمايبدوفيإزاحتهاعنمركزالصدارةلمصلحةقضاياعربيةوشرقأوسطيةاقلأهميةمنهابكثيرفيتقريرمصيرالحربوالسلمفيالمنطقة.
وكانالمطلوبعربياًوفلسطينياًتعزيزالموقفالفلسطينيكيتظلقضيتهالوطنيةفيموقعالصدارةدولياً،والرئاسةالفلسطينيةالدوريةللجامعةالعربيةتخدمهذاالهدف،لكنالتنازلالمجانيعنهذهالرئاسةيظلبحاجةإلىتفسيرمقنعينفيكونهمجردثمنباهظلمجردتمويلرواتبموظفيالسلطةلبضعةأشهر. فبعدهذاالتنازللايجادلاثناناليومفيأنالقضيةالفلسطينيةلاتحتلصدارةماتبقىمنالعملالعربيالمشترك،بينماكلدولةعربيةعلىحدةمنكفئةعلىذاتهاومنشغلةبالخروجسالمةمنعاصفةالحراكالشعبيالتييختلطفيهاحابلالثورانالداخليالمشروعبنابلالتدخلالأجنبيغيرالمشروع.
تدويلالأزمةالسورية
لقدأوصىالمجلسالاقتصاديوالاجتماعيللجامعةالعربيةفيالسادسوالعشرينمنهذاالشهربحزمةعقوباتعربيةضدسورية،وفلسطينجزءمنهذهالعملية. وكانالمقرريومالجمعةالماضيأنتبلغالجامعة «مجلسالأمنالدوليبهذاالقرار» وتطلبمنه «دعمجهودالجامعةالعربيةفيتسويةالوضعالمتأزمفيسورية». وفلسطينجزءمنهذهالعمليةالعربيةلتدويلالأزمةالسورية.
والرئيسعباسيقول: «نحننقولإننامعالشعوب». وقالأمينعاممجلسالوحدةالاقتصاديةالعربية،د. محمدربيع،فيمذكرةسلمهاالأربعاءالماضيإلىأمينعامالجامعةالعربية،د. نبيلالعربي،إنعزلسوريةاقتصادياً «سيعاقبالشعبالسوريأكثرمماسيعاقبالنخبالسياسية». فهلكانالقرارالذياتخذهعباسبتأييدتعليقعضويةسوريةو«الإجراءات» اللاحقةالمبنيةعليهقراراًفيخدمة «الشعوب» حقاً،وبخاصةالشعبينالشقيقينالفلسطينيوالسوري؟
نقولاناصر : كاتبعربيمنفلسطين