الضغوط على روسيا:  جرائم القتل الشامل الأمريكي في طريقها إلى سورية
توني كارتالوشي توني كارتالوشي

الضغوط على روسيا: جرائم القتل الشامل الأمريكي في طريقها إلى سورية

إن ما يكتشف حالياً، بأن الانجرار نحو العنف في سورية كان مع سبق الإصرار من المخططين الغربيين لسنوات طويلة حتى  قبل الربيع العربي، ومحاولة الدفع باتجاه حمامات الدم الطائفية وإسقاط التطلعات الديمقراطية، فإن المسؤولين الأميركيين والغربيين قد وضعوا سياسات فكرية لذلك. وهذا ما صرحوا به مراراً في رسالتهم النهائية لروسيا من أجل البدء في تغيير النظام،  والتي مفادها هو استمرار العنف المتصاعد والموجه، حتى يتم إنجاز تغيير النظام.

روسيا يمكن أن تستسلم الآن، ويمكن أن يكون لهم رأي في كيفية حدوث التحول، أو الاستسلام في وقت لاحق والمعاناة من التهميش كما كانت الحال في ليبيا.

بلومبرغ تستشهد بأن «المسؤولين الامريكيين» يزعمون أن اجتماعهم مع روسيا هو للسعي والاتفاق على حدوث تحول منظم.

 

إن ما يتم تداوله في الأوساط المختلفة الأمريكية حول إسقاط النظام السوري آراء مختلفة، والحقيقة الساطعة هو التآمر العلني على استنزاف سورية حتى الموت للقضاء على نفوذها الجيوسياسي في منطقة الشرق الأوسط، والوصول إلى إسقاط الدولة السورية في نهاية المطاف، وهذا ما جاء بشكل واضح في مذكرة الشرق الأوسط رقم 21 حول خيارات تغيير النظام في معهد بروكينغز.

وفي الصفحة الرابعة من هذه المذكرة «إن الجهود الدبلوماسية تركز أولاً، على كيفية وضع حد للعنف وكيفية الحصول على وصول المساعدات الإنسانية، كما يجري القيام به تحت قيادة انان، وهذا قد يؤدي إلى خلق ملاذات آمنة وممرات إنسانية، والذي يجب أن يكون بدعم من قوة عسكرية محدودة. وهذا من شأنه، بالطبع، لا ترقى إلى أهداف الولايات المتحدة لسورية، والتي يمكن الحفاظ على بقاء النظام. من هذا المنطلق، ومع ذلك، فمن الممكن تشكيل ائتلاف دولي لتقديم المزيد من الإجراءات القسرية».

وفي الصفحتين 8 و 9، نصت المذكرة على ما يلي: «ربما كانت الولايات المتحدة تعلم  بأن تسليح المعارضة لا تشكل أبداً قوة كافية، لتغيير النظام وهي تختار ذلك ببساطة اعتقاداً منها بأن توفير بعض المستلزمات للشعب المظلوم ل لمقاومة مضطهديهم هو أفضل من عدم القيام بأي شيء على الإطلاق، حتى لو كان الدعم المقدم لديه فرصة ضئيلة لتحويل الهزيمة إلى انتصار. بدلاً من ذلك، أن الولايات المتحدة قد تحسب أنه لا يزال من المفيد وضع أيديهم على النظام واستنزافه، والحفاظ على حليف إقليمي جديد ضعيف، ولتجنب تكاليف التدخل المباشر».

وبالنسبة لذلك الخطاب «الإنساني» الذي اقترحه الغرب للوصول إلى دوافعه المزعومة في سورية، فمن غير المعقول إدامة، وخاصة العنف الطائفي الوحشي الذي تكشف الآن باعتراف الجميع، وذلك ببساطة للحفاظ على «عدو إقليمي ضعيف». وأنه من هذا الموقف الذي يمكن للغرب أن يتفاوض مع روسيا للحصول على «مرحلة انتقالية» في سورية.

يعتقد الغرب، من خلال استمرار سفك الدماء، ومن خلال التلاعب بالرأي العام بأن كل الجرائم  «من فعل الحكومة السورية»، أنه سيتمكن من إحراج الروس والصينيين، والإيرانيين ومع ذلك، الدعاية الغربية وتعثر مواجهة وسائل الإعلام البديلة. وبالإضافة إلى ذلك الجمهور بشكل عام، الذين يشعرون بالقلق من حرب لا نهاية لها، وعلى نحو متزايد التعبير عن الشكوك بشأن دوافع وتورط الغرب في ما يخص سورية. يدفع إلى الاقتناع بأن هناك فظائع غربية مدبرة في سورية مثلما جرى في الحولة.

وهناك اعتقاد خاطئ بأنه لا يمكن أن يكون، ومع ذلك، يمكن حدوثه وهو أنه من خلال استرضاء الغرب عن طريق التخلي عن سورية، مثل ما حدث مع ليبيا، أوالاسترضاء بطريقة أو بأخرى حسب طموحاتها للهيمنة. مثل انكارهتلر عن نيته غزو روسيا حتى اليوم الذي غزاها في الواقع.

الصين تواجه حالة من التطويق والاحتواء، فوزارة الدفاع الامريكية تعلن صراحة أنها تحول اهتمامها وأساطيلها في المحيط الهادي. في حين أن وزير الدفاع ليون بانيتا  يبدي محاولات «لتبديد» المخاوف من قيام  الولايات المتحدة بطرق لمواجهة  الصين، وهذا  ما يتناقض مع السياسات الأمريكية الدائمة منذ أكثر من 20 عاما من ورقات سياسة الولايات المتحدة التي حول انهيار  الصين لتأكيد هيمنة الولايات المتحدة في منطقة المحيط الهادئ.

وتأتي المواجهة عاجلا أو آجلا، وبالنسبة لأولئك الذين يتساءلون لماذا كان العالم لا مبالياً جداً في مواجهة النازيين، الذين كانوا يشكلون تهديداً واضحاً للسلام في العالم في وقت لاحق، فإننا نحصل اليوم على الحالة في وول ستريت، لندن وتلك التي تنتهك في مدارها سيادة ومصير الأمة بعد الأمة، وبمساعدة من بعض السكان المحليين، الذين سيدفعون الثمن في نهاية المطاف نتيجة التهاون والتراخي في مواجهة طموحات الهيمنة المتهورة.