قمة فعالية المساعدات هل تقلص الدول الفقيرة تبعيتها للمعونة الخارجية؟
دأبت الدول الفقيرة على الاعتماد على الدول الغنية لتكملة ميزانياتها المخصصة للنهوض بقطاعات معينة، كالصحة والتعليم والصرف الصحي والسكن. فهل ساهمت سنوات التمويل الطويلة هذه في تقليص تبعية البلدان الفقيرة للمعونات الخارجية؟
فقد اعتادت معظم البلدان الفقيرة على السعي من أجل حشد الأموال اللازمة لاستكمال ميزانيات مثل هذه القطاعات... لتبقى تحت رحمة المانحين. لكن الإحصاءات تبين أن الدول الفقيرة تتوجه الآن تدريجياً نحو الاعتماد أكثر فأكثر على الذات.
فتقول لوسيا فراي من منظمة أكشن ريد في المملكة المتحدة «لقد انخفض الاعتماد على المعونة (الخارجية) بنسبة الثلث في حالة 54 من البلدان الأكثر فقراً في العالم خلال العقد الماضي، وهذا يعني أنها أصبحت الآن أقل تبعية واعتماداً على هذه المعونة مما كانت عليه منذ 10 سنوات».
وأضافت أن هذا «جاء نتيجة لتقديم مساعدات حقيقية للفقراء، مساعدات تعالج قضايا الفقر وانعدام المساواة من خلال تمكين الفقراء من النساء والرجال الحصول على حقوقهم، أو تدعم النظم الضريبية وتحسين الحكم والتنمية الاقتصادية، مع الهدف النهائي المتمثل في الحد من الاعتماد على الغير».
وبالفعل تمكنت بضع دول أفريقية من خفض اعتمادها على المساعدات، وبقدر كبير، بفضل نموها وقدرتها على تعبئة الموارد المحلية اللازمة لتوليد عائدات تمكنها من الاستثمار في القطاعات الأساسية.
فأشارت إيما كاوروزي، المشاركة في المنتدى الرابع رفيع المستوى المعني بفعالية المعونة المنعقد في بوسان في الفترة 29 نوفمبر- أول ديسمبر، أشارت إلى مثال رواندا التي تعد الآن واحدة من الدول الرائدة في مجال التنمية البشرية في أفريقيا، وتحظي بأعلى نسبة تمثيل المرأة في البرلمان، وخفضت بشكل كبير اعتمادها على المساعدات الخارجية.
ومن جانبه دعا رونالد نكوسي، مدير التمويل الخارجي في وزارة المالية في رواندا، إلى استمرار تمويل الجهات المانحة القادر على التأهيل للقيادة والمساءلة والشفافية وتلبية احتياجات الشعوب وردم الفوارق ومكافحة الفقر.
وعن الدول الأفريقية الأخرى، إضافة إلى رواندا، التي نجحت في تقليص الاعتماد على المعونات الخارجية، يشار إلى أوغندا التي خفضتها من 47 إلى 27 في المائة في الفترة 2000-2010، وموزامبيق، من 74 إلى 58% في الفترة نفسها.
فنسب بودو ألميرز، مسؤول السياسات في الشبكة الأوربية للديون والتنمية، هذا التحول إلى حقيقة أن «البلدان النامية باتت الآن قادرة على حشد المزيد من الموارد المحلية من خلال الالتفات إلى مواردها الطبيعية» مثل النفط والأراضي الخصبة الصالحة للزراعة.
وشرح أن هناك أيضاً بعض الدول «التي تبحث عن فرص جديدة للحصول على التمويل من الجهات المانحة الصاعدة. فأنغولا تستفيد الآن بشكل كبير من المساعدة الإنمائية البرازيلية، فيما يتجه العديد من البلدان الأفريقية الأخرى الآن إلى الصين للحصول على القروض».
• (آي بي إس)