العيد وبقرة جحا..
دعاء دادو دعاء دادو

العيد وبقرة جحا..

وأخيراً خلص العيد.. السوبر سعيد للبعض طبعاً... لأنو طقوس العيد الاعتيادية وفرحتو وبهجتو العوض بسلامتكن... انسلبت من 99.9% من الشعب بالإجبار... لأسباب باتت معروفة وواضحة عند الكل ما رح نذكرها... مو خوفاً ع مشاعر هدوليك يلي موتونا ونحن عايشين!! أبداً كرمال بس ما نفتح جروحات المسحوقين يلي عايشين بفضل الهوا يلي لسا ما حسنوا يحتكروه لهلق جماعة النهب والاحتكار...

بقولوا إنو العيد بهجة... سعادة... فرح... فرصة حلوة لتنسى وتتخطى ضغوطات الحياة... «بريك» من الشغل.. وهاد الأهم بالعادة عند كل العاملين بكلا القطاعين...
بس بهالـعيد- السوبر سعيد.. ضمن الأزمة الاقتصادية- السورية- الخانقة اللي عايشينها.. كان الوضع مختلف تماماً عن العادات المتعارف عليها سابقاً..
أغلب الفئة الشبابية بالقطاع الخاص طلبوا من أرباب العمل إنهن يداوموا بفترة العيد.. ومو بس كرمال العائد المادي متل ما كنا مفكرين...
حسب ما حكينا مع بعض العاملين وسألناهن ليش طلبتوا تداوموا بالعيد؟ ما بدكن تعيدوا وتروحوا تجوا؟؟!!
ما كان الجواب إلا عطلة العيد هية عطلة مخصومة الأجر.. وفوقها كسران خاطر بالدفع...
كيف يعني؟
يعني اليوم أيا شخص بدو يروح زيارة ليعيد ع حدا من معارفه وقرايبينه بدو يحط بقرة جحا..
إن كان معو سيارة- وهدول أقلية طبعاً- فالمصيبة بسعر البنزين الحر.. لأنو المدعوم كلنا منعرف إنو ما عم يحصلو عليه إلا بطلوع الروح... وإن كان ما معو سيارة- يعني الأكترية- فالنقل والمواصلات شبه معدومة.. ومنشان ما نهمش موضوع التكاسي وتكسي- سيرفيس فما حدا عم يطلع فيهن لأنو صار بدهن بقرة جحا كمان.. وفوق القدرة الجيبية للمواطن المنتوف...
غير هيك صارت العالم تحسب حساب العالم يلي بدها تروح تزورها.. إن عندن قدرة يستقبلوا حدا ويضيفوه- ولو كاسة شاي- وهنن يا دوب قدرانين يكتفوا بالأكل والشرب هنن وولادهن...
إنتوا متخيلين لوين موصلينّا؟؟؟
عاملين تفكك أُسري وقطع لصلة الرحم وانقطاع للحياة الاجتماعية.. وبالإجبار يا جماعة.. وبالغصب عنا كمان...
وغير هيك وهيك... لك إذا هل الفئة الشبابية ما بدها تكلف حدا وتروح لعندو.. بدها تطلع مع رفقاتها.. يعني شغل كاسة عصير وسندويشة... لك بأتفه الشغلات يطلعوا يلعبوا شدة أو طاولة مع كاسة شاي أو فنجان قهوة.. بدها تكلفن كمان بقرة جحا...
لهيك الغالبية من هالمعترين أخد قرار يداوم بالشغل أحسن ما يضلوا آعدين بهالبيت وبالبيجاما وتطلع روحن أكتر مالها طالعة وبالإجبار...
بالإضافة لهالشي... المعنيين- يلي الله يريحنا منهن ومن نهبن- عيشونا بجميع فئاتنا العمرية بحالة من الاكتئاب والملل والقرف من كلشي... لك ما عاد حدا إلو نفس يتنفس.. الله وكيلكن...
نعم هاد جزء من نتائج العمل الحكومي القائم على سعادة وراحة المواطن السوري.. وكلو تحت شعار «نعمل لأجلكم».. ومن ورا هاد الشعار الفظيع والرهيب والمقشعر للأبدان صارت حياتنا الاجتماعية عم تموت وتنقتل.. متل ما مات وانقتل كلشي حلو فينا وببلدنا...
وع فكرة هاد مو يأس أبداً.. هاد توصيف مخفف لجزء من واقعنا السيئ ع إيدين اللي ما بيرحمو ولا بيخلو رحمة الله تنزل.. واللي لازم نتصرف معهم لنسترد حقوقنا من عيونهم..

معلومات إضافية

العدد رقم:
1080