المعاناة مع الصرافات مستمرة!

المعاناة مع الصرافات مستمرة!

ما زالت أزمة الصرافات مستمرة، على الرغم من كثرة الحديث الرسمي عن معالجتها، والكثير من الشكاوى والمعاناة التي يتحمل نتائجها أصحاب الأجور شهرياً.

مطلع كل شهر بالنسبة لأصحاب الأجور هو سباق مع عامل الزمن في البحث عن كوّة صراف تكون بالخدمة وجاهزة، فغالبية الكوى خارج الخدمة ومعطلة، والعاملة منها تبقى مزدحمة، حيث يستمر وقوف البعض على طابورها لأكثر من ساعتين، وأحياناً دون جدوى، حيث ما تلبث أن تقف تلك الكوّة عن العمل، إما لتعطل الكهرباء، أو لانقطاع الشبكة.
أحد المتقاعدين قال لنا: إنه وقف لمدة ساعتين بالتمام والكمال أمام كوّة الصراف الخاصة بالمصرف التجاري السوري عند مدخل وزارة المالية، وقد كان الدور منتظماً على الرغم من كثرة المواطنين، إلّا أن الكوّة توقفت عن العمل فجأة بسبب انقطاع شبكة النت، بالمقابل، أشار المتقاعد إلى أن الكوّة الأخرى الموجودة داخل البناء كانت تعمل، لكنها مخصصة للعاملين في الوزارة بحسب البواب المسؤول عن الباب، حيث مُنع هؤلاء من الدخول للاستفادة من خدمة الكوّة العاملة، وما عليهم إلّا البحث عن كوّة في مكان لآخر، أو العودة في اليوم التالي عسى تكون الكوّة قد استعادت عافيتها!
كذلك في مبنى الإدارة العامة للمصرف العقاري في ساحة المحافظة بدمشق، ففي البهو الكبير يوجد العديد من الصرافات، وكذلك الكثير من الازدحام، ومع ذلك فهناك بعض الصرافات خارج الخدمة، ما يؤدي إلى مزيد من الازدحام عند الصرافات العاملة، حيث يضطر البعض للانتظار لمدة أكثر من ساعة في الطابور المزدحم ليصل دوره إلى الكوّة ويحصل على راتبه.
يضاف إلى ما سبق أن بعض الصرافات تكون فارغة من الورق في كثير من الأحيان، ما يعني أن صاحب الاستحقاق لن يعلم حقيقة ما تم صرفه ولا ما بقي في رصيده، مع العلم أن خدمة الاستعلام عن الرصيد مأجورة وليست مجانية، وقد تم زيادة رسمها مؤخراً.
المشكلة والمعاناة ليست مقتصرة على دمشق فقط، بل هي معممة في جميع المحافظات، وتصبح أكبر بالنسبة لكبار السن، فهؤلاء ومع ساعات الانتظار وقوفاً تزداد معاناتهم، والأسوأ في حال عدم تمكنهم من استلام رواتبهم ما يضطرهم لمعاودة الكرّة في اليوم التالي، وهكذا.. في جحيم شهري ومستمر دون حلول!
لا يعني هؤلاء كل ما يمكن أن يقوله الرسميون، في المصرف التجاري أو العقاري أو غيرهم، حول عدد الصرافات وصيانتها المكلفة أو أسعارها المرتفعة، أو عن المناقصات المعلن عنها لتأمين أعداد جديدة منها، فكل هذه المبررات أصبحت بالنسبة لهم ذرائع مكررة ولا طائل منها، في ظل استمرار معاناتهم مع كل استحقاق شهري.
فهل من حل نهائي لمشكلة الصرافات المزمنة، أم أن المعاناة معها ستستمر على ما هي عليه إلى ما شاء الله على حساب تعب وإرهاق أصحاب الأجور والاستحقاقات؟!

معلومات إضافية

العدد رقم:
1069
آخر تعديل على الإثنين, 09 أيار 2022 11:09