إهمال طبي أدى إلى وفاة طفل من قرية المزرعة بحمص
حادثة وفاة مؤسفة جرت يوم الأحد 20/12/2020، كان ضحيتها طفل لا يتجاوز عمره بضعة أشهر من قرية المزرعة القريبة من حمص، والسبب الإهمال الطبي.
بحسب ذوي الطفل، فإن سبب الوفاة هو التأخر في قبول أحد المشافي استقباله في قسم الإسعاف، والإهمال في علاجه، ما أدى إلى وفاته.
تفصيلات مؤلمة
عن عمة الطفل، واسمه حسين أحمد حسين، من قرية المزرعة القريبة من حمص، أن والدته استيقظت صباحاً بشكل طبيعي، وكأي يوم عادي، لكنها لاحظت أن طفلها يعاني من بعض الصعوبة في التنفس، وعلى الفور اتصلت بإحدى قريباتها في القرية، العمة نفسها، وقامتا مباشرة بأخذ الطفل إلى أحد الأطباء في البلدة، الذي أشار عليهما بعد المعاينة بضرورة الإسراع بنقله إلى المشفى.
وبسبب الفقر وضيق ذات اليد، وعدم وجود إمكانية لإسعاف الطفل إلى إحدى المشافي الخاصة، تم اللجوء إلى مشفى الباسل في حمص، الذي يبعد عن القرية بحدود 15 دقيقة بالسيارة.
عند وصولهم إلى المشفى رفض قسم الإسعاف استقباله، والسبب كان عدم توفر طبيب، وعدم وجود كادر طبي لفتح وريد له، وبعد أخذ ورد استمر أكثر من ساعة زمنية كاملة، استفاق ضمير إحدى الممرضات، التي أخذت الطفل وأدخلته إلى إحدى الغرف لتضع له «سيروم»، طبعاً دون استشارة الطبيب لمعرفة ما يعانيه وما يلزمه من علاج، ثم وبعد عدة دقائق فقط، خرجت الممرضة لتخبر والدة الطفل أن طفلها توفي.. هكذا.
وقد أتى في تقرير الطبيب الشرعي لاحقاً أن الطفل فارق الحياة بسبب سخونة داخلية.
ليس للمفقرين إلّا التسليم بالقضاء والقدر
أسرة الطفل من الغالبية المفقرة، فوالده، أحمد حسين، يعمل خارج القطر بحثاً عن لقمة العيش لأفراد أسرته، وقد أسقط بيد والدته وعمته بعد إخبارهما بوفاة الطفل.
ومُسَلمين بقضاء الله وقدره، قامت والدة الطفل وعمته، باستكمال إجراءات استلام جثمانه من المشفى، كما تمت عمليات دفنه في القرية بنفس اليوم، دون التأكد مما كان يشكو منه وصولاً إلى وفاته، بل ودون التقدم بأية شكوى، فلا طائل وقدرة لديهم، لا بمواجهة المشفى وإدارتها وكادرها الطبي، وما قد يبرز من نفوذ ضاغط عليهم بهذا السياق، ولا بالحد الأدنى من النفقات التي قد يضطرون لإنفاقها بحال رغبتهم بالتظلم، لكن ذلك لم يمنعهم من بث معاناتهم مع تفاصيل ما جرى معهم.
المفقرون والمصير المشترك
مع عدم التعميم، ومع الأخذ بعين الاعتبار الضغوط التي يعاني منها الكادر الطبي في المشافي، وخاصة الحكومية، في ظل تفشي جائحة الكورونا والإجراءات الاحترازية المفروضة عليهم حسب البروتوكولات المتبعة، وبعيداً عن مسببات الوفاة، سواء كانت متوافقة مع مضمون تقرير الطبيب الشرعي أم لا، فإن ما يسجل بحسب قصة الطفل المتوفى أعلاه هو حال الإهمال واللامبالاة من قبل الكادر الطبي في قسم الإسعاف في المشفى المذكور، سواء الموجود أو المتغيب، والذي أدى إلى ضياع ساعة زمنية كاملة من المعاناة، قد تكون منقذة لحياة هذا الطفل لو تم التدخل العلاجي والإسعافي المناسب له.
فالخبر الذي انتشر كالنار في الهشيم في القرية الصغيرة، المفقرة والمهمشة، شكل حالة استياء عام بين الأهالي فيها، خاصة مع الحديث عن الإهمال وعن ضياع الساعة الزمنية الكاملة، ولسان حال هؤلاء يقول: إن مصيرهم كمفقرين مع أبنائهم ربما لن يختلف عن مصير هذا الطفل الضحية، في ظل بعض أنماط الاستهتار واللامبالاة التي لا يمكن تبريرها.
ومع تأكيد الأهالي على الإيمان بالقضاء والقدر، إلّا أن السؤال الهام الذي كان على ألسنتهم يقول: من سينصفهم مع أبنائهم في مثل هذه الحال أو سواها مما يعانونه فقراً وحرماناً وقلة حيلة؟!
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 997