العادة بالبدن ما بيغيرها غير الكفن..
سؤال بيخطر ع البال: معقول الشذوذ اللي فرضوه على حياتنا خلال السنين الماضية ولهلأ يصير مشروع بحكم الاستمرار والعادة؟
يعني مثلاً: قصة الرواتب والأجور الشاذة.. اللي ما بتنزل لا بميزان ولا بقبان.. ما عاد حدا جاب سيرتها من الرسميين، والحكي عم يصير ع الدعم والتعويضات وبس.. ورغم هيك ع بلا طعمة، يعني: لا الدعم دعم ولا التعويضات تعويضات.. بالوقت اللي الكل بيعرف أنو المشكلة بالأجور اللي لازم تكون مرتبطة دائماً مع الأسعار.. بس صار هاد الحكي من المنسيات بحكم العادة.. متل ما صارت الأجور الشاذة مسكوت عنها وكأنها طبيعية بحكم العادة كمان!
وقصة بيوت المخالفات والعشوائيات سوبر طبيعية.. وصارت بحكم مرور الزمن الطويل عادية ومقوننة كمان.. وفوقها استغلال وطمع لأن أصلاً المشكلة التاريخية أنو ما في مخططات تنظيمية، ولا في مشاريع سكن متل الخلق والناس.. يعني شذوذ مركب ع بعضو البعض..
وخلال السنين الماضية فرضوا علينا طوابير السكر والرز.. وقبلها ع الزيت والشاي والسمنة والمحارم.. متل ما فرضوا طوابير الخبز الطويلة وطوابير الغاز والمازوت والبنزين.. يعني: صارت الطوابير شي طبيعي بحياتنا رغم أنها شاذة.. والشاذ أكتر أنها تعممت ع كل شي تقريباً..
لك صار شي عادي يضيع جهدنا ووقتنا وحقوقنا وحياتنا برغم أنو كتيييير شاذ.. والأكتر شذوذاً هو أنو في مين اتعود ينتهك حقوقنا ويستهين بوقتنا المهدور.. والأكتر من هيك في شي بهاد المجال تقونن وتشرعن.. متل موضوع البطاقة الذكية اللي دخلت ع تفاصيل حاجاتنا وصرنا بدنا رضاها هي واللي مشغلينها لترضى علينا.. يعني غصب عنا صار لازم نستهلك عدد أرغفة محدد.. وغصب عنا بدنا ننتظر رسالة الغاز ولو طال هاد الانتظار أكتر من شهرين.. وهيك ماشي التعدي ع حقوقنا واعتادوا عليه..
وكمان اعتادوا ع رفع الأسعار بطعمة وبلا طعمة وبمبرر ولا بدون.. يعني كتير طبيعي أنو يتبدل السعر بين الساعة والتانية، أو بين محل والتاني.. أو انو يصير الغش منتشر وعادي.. وكتير طبيعي أنو جماعة التموين مثلاً يعملوا حالهم مو دريانين أو مطنشين..
كمان كتير طبيعي أنو نبلع ساعات التقنين بالكهربا والمي.. برغم أنهم بياخدو حقها منا ع دوز بارة مع كل الرسوم اللي اسمها اشتراك وضريبة استهلاك والذي منو.. يعني القصة ع بعضها شذوذ بشذوذ ومع هيك ماشية الأمور ع السبهللي.. والهاتف والنت مو أنظم.. كلو ملحق بعضو بالشذوذ.. برغم سوء كل هَي الخدمات..
وشو بدنا نحكي ع سوء النقل والمواصلات بالبلد.. والزحمة والتدفيش والمطاحشة.. ولا ع الشوارع المحفرة.. ولا ع اضطرارنا نمشي فيها بدل الأرصفة اللي صار كتير طبيعي أنها تكون محتلة من السيارات، أو من المحلات والمطاعم والبسطات.. يعني الشذوذ ضارب أطنابو ع كل المستويات.. لك حتى حقنا بشي اسمو مرافق عامة متل الحدائق والغابات والشواطئ صار بخبر كان..
واعتادوا أنو كل سنة في خسائر بالمواسم بيحصدو نتائجها لحسابهم.. هاد غير أنو صار مسلسل الحرائق السنوي كتير طبيعي.. وأبداً ما عاد فيه مفاجأة..
وفوق كل هاد مو ممكن ننسى المحسوبية والوساطة والنطوطة على القوانين والتعليمات وتجاوزها.. اللي تعودوا عليها وفرضوها علينا..
أما ع المستوى الرسمي فكمان اعتادوا ع الوعود غير المنفذة.. متل ما اعتادوا ع تزييف الحقائق والوقائع.. والطناااااش ع كل شي..
مختصر مفيد: الشذوذ مو مخلي شي يعتب عليه بالبلد.. وبحكم طول المدة والتكرار والاستمرار صار كأنو طبيعي واعتاد عليه المستفيدون منو طبعاً.. ناهبون وفاسدون وتجار حرب وأزمة و.. يعني كل الكبار.. بس بيبقى شاذ.. والشاذ بدو تقويم.. وع قولة المتل: «العادة بالبدن ما بيغيرها غير الكفن»...
«الكفن» عرفتوا كيف؟!
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 988