حي التضامن.. إجراءات مبسطة ولكن!
يُقال: إن الإجراءات المتخذة من أجل تسليم المنازل في حي التضامن في دمشق لأصحابها تعتبر «مبسطة»، فبعد أن يتم التقدم بالوثائق المطلوبة، وما على صاحب العلاقة إلا انتظار الموافقات المطلوبة لاحقاً، ليصار بعدها إلى تسليم المنازل للأهالي من قبل لجنة مكلفة بهذا الموضوع.
أما الأوراق الثبوتية المطلوبة فهي: (صورة مصدقة عن الملكية- بيان عائلي لمالك المنزل- بيان عائلي لوالد مالك المنازل- صورة هوية- حصر إرث في حال كان المالك متوفى وبيانات عائلية للأولاد).
تعا ولا تجي!
الإجراءات والوثائق أعلاه قد تكون ضرورية للتثبت من الملكية، ومع ذلك هناك الكثير من الحالات الاستثنائية التي تحول دون تأمين بعض الوثائق المطلوبة السابقة، وهي حالات ليست قليلة، بعضها معقد، وبالتالي، فإن البعض لن يتمكن من العودة والاستقرار في بيته الذي كان مقيماً فيه قبل اضطراره لهجرانه والنزوح عنه.
ومع ذلك فقد بدأت تصدر بعض اللوائح الاسمية المتضمنة أسماء من تمت الموافقة على استلامهم بيوتهم في الحي تباعاً، وتبعها البدء بإجراءات عمليات التسليم للبيوت.
بالمقابل، يقول البعض من أصحاب البيوت: إن الموافقات تتأخر بالصدور، ومنهم من ينتظر منذ أكثر من شهر حتى الآن، أي: منذ الإعلان عن بدء استلام الوثائق المطلوبة.
أما الخطوة التالية، بعد صدور اللوائح الاسمية والاستلام، فتتمثل بالنسبة للراغبين في إجراء عمليات الترميم الضرورية لبيوتهم، بالتقدم بطلب إلى بلدية الميدان من أجل الحصول على الموافقة اللازمة لإدخال مواد البناء المطلوبة للترميم، وهذا الأمر متاح ليوم واحد في الأسبوع فقط، ولكم أن تتخيلوا ما سيواجه هؤلاء من صعوبات من أجل الحصول على هذه الموافقة، خاصة وأن غالبية البيوت بحاجة للترميم، طبعاً باستثناء المتهدم منها بشكل نهائي، ولا ننسى بهذا الصدد أن الموافقة اللازمة من البلدية قد تحتاج لإبراء الذمة من (الكهرباء والمياه والهاتف و..) وذلك بحسب ما أفاد به البعض.
وبحال تمكن مَن حصل على الموافقات السابقة أعلاه من تأمين النقود الكافية لشراء المواد والمستلزمات لعمليات الترميم المطلوبة في ظل ارتفاعات الأسعار الكبيرة عليها، وما سيفرض عليه من إتاوات إضافية لقاءها، وهي معضلة كبيرة وشائكة من كل بد، خاصة بعد طي الحديث الرسمي عن التعويضات للمواطنين عما فقدوه، دماراً وتعفيشاً، وبعد كل ما سبق، سيفاجأ الراغب بالعودة للبدء بعمليات الترميم اللازمة لمنزله، أن الخدمات الضرورية غير متوفرة، وخاصة الكهرباء، بالإضافة إلى صعوبة إيصال مواد ومستلزمات عملية الترميم بسبب عدم إزالة الأنقاض المتراكمة من الطرقات ومن الحارات الفرعية، بمعنى آخر، عدم وجود أي شكل من أشكال الخدمات التي تسهل عليه هذه العملية!.
فهل من الممكن إطلاق عبارة الإجراءات المبسطة على كل ما سبق؟!
وهل فعلاً هناك نوايا حقيقية بتسهيل عودة المواطنين إلى بيوتهم؟
لعل ما سبق أعلاه، وهو غيض من فيض، لا يشي بذلك أبداً!
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 988