في ريف دير الزور الشرقي..بقرص فوقاني محرومة من الكهرباء.؟

في ريف دير الزور الشرقي..بقرص فوقاني محرومة من الكهرباء.؟

ما تزال غالبية أحياء مدينة دير الزور محرومة من الكهرباء، وكذلك غالبية قرى وبلدات ومدن ريفي المحافظة الشرقي والغربي جنوبي نهر الفرات، وغياب الكهرباء من الأسباب الأساسية لعدم عودة الأهالي إلى منازلهم، وإلى حقولهم ومزارعهم وعملهم، مما يؤخر عودة الحياة والإنتاج الزراعي الذي هو المصدر الأساس للوجود منذ آلاف السنين.

مرّ عامان منذ تحرير هذه المناطق، ورغم الوعود المستمرة والزيارات المتكررة للجان الحكومية والوزارية، ورغم وعود المسؤولين في المحافظة إلاّ أن الأمور متوقفة، وقلة منها تسير سير السلحفاة، ناهيك عن المعيقات المتعمدة من موافقات أمنية، وترسيمٍ، تتنافى مع الوعود والأحاديث الإعلامية عن إعادة تأهيل المناطق المحررة بالخدمات الضرورية من كهرباء وماء وطرقات وصحةٍ وتعليم، باستثناء بعض المبادرات التي يقوم بها الأهالي، من حفر آبار وتأهيل مدارس.
وبلدة بقرص بشقيها الفوقاني والتحتاني مثال على ذلك، فقد اشتكى الأهالي لجريدة قاسيون خلال جولةٍ ميدانية، من حرمانهم المتعمّد من الكهرباء، حيث وصلت الكهرباء إلى القرى التي قبلهم، والقرى التي بعدهم على طول خط دير الزور الميادين والبالغ حوالي 45 كم.

حديث وشكوى

يقول أبو سالم، أحد أبناء البلدة لقاسيون: نحن أهالي قرية بقرص فوقاني، كنا من أوائل العائدين إلى القرية رغم الظروف الصعبة جداً، وبدأنا بتأهيل محطة المياه على نفقتنا الخاصة، وكذلك قمنا بتأهيل بعض المدارس، وحالياً يوجد في القرية حوالي 1500 تلميذ وتلميذة، وتُوّج أربعة من طلاب القرية بالنجاح العالي في الثانوية، وحققوا نتائج متفوقة تؤهلهم لدراسة الطب، وكان المجمع التربوي موجوداً في بقرص قبل نقله إلى مدينة الميادين مركز المنطقة. كما بدأنا عملنا الزراعي، وفي هذا العام ورّدنا إلى مركز الحبوب 1000 طن من القمح، من أصل 1700 طن استلمها المركز، ورغم كل ذلك محرومون من الكهرباء، ونحتاج إلى 8 محولات كهربائية فقط، لأنّ خط التوتر العالي يمرّ من القرية باتجاه الميادين وموصول بالشبكة الكهربائية العامة، وقرية الزباري التي بعدنا فيها كهرباء، لأنها مدعومة من أحد أعضاء مجلس الشعب من أبنائها وحصل على موافقة من وزير الكهرباء، وهذا يسرنا ويفرحنا، لكن أيضاً من حقنا أن نحصل على الكهرباء، لأننا أبناء وطنٍ واحد ومحافظة واحدة.
وأضاف أبو سالم: شكلنا وفداً من الأهالي للمطالبة بالكهرباء، وقابلنا محافظ دير الزور، ومدير كهرباء دير الزور مجتمعَين، وسألناهما: لماذا تمّ تجاوز بقرص فوقاني من الكهرباء.؟
وكان التبرير أن قرية الزباري حصلت على موافقة خاصة من وزير الكهرباء عن طريق أحد أعضاء مجلس الشعب.

رسالة باسم الأهالي

ويختم أبو سالم حديثه باسم الأهالي بما يلي: نتوجه إلى وزير الكهرباء، وندعوه ليقيم يوماً واحداً في بقرص فوقاني ويرى الواقع بعينه، ويستمع إلى المواطنين ويرى معاناتهم، في هذه الظروف الصعبة، فهل يستطيع أن يتحمل البقاء فيها.؟
ألم تكفنا سنوات الحرب والتهجير والتشريد.؟ ألم تكفي سنتان لإنجاز الحد الأدنى من حقوقنا في الخدمات وإنصافنا.؟ لماذا ما زال الترسيم على الحواجز لمنتجاتنا الزراعية التي هي غذاء أبناء المنطقة وتحقق جزءاً من أمن الوطن الغذائي.؟
قاسيون، إذ تنشر مضمون شكوى ورسالة أهالي بقرص، فهي تساند مطالبهم المشروعة، لتضع مضمون هذه الشكوى بعهدة وزير الكهرباء واللجنة الوزارية المكلفة بالإشراف على إعادة التأهيل والإعمار في دير الزور، والجهات المسؤولة في الحكومة وأعضاء مجلس الشعب، كون الأهالي في المنطقة أبناء وطنٍ واحد.
علماً أن المطالب أعلاه هي الحد الأدنى من الحقوق، ويجب ألاّ يكون هناك خيار وفقوس في معاملة أبناء الوطن والمنطقة، وخاصةً أنهم قاموا بمبادرات عديدة وعلى نفقتهم، وأنهم يعملون في الإنتاج الزراعي الذي يساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي للمنطقة والوطن.
فهل ستتم الاستجابة لمطالبهم، أم عليهم أن ينتظروا سنين أخرى.؟

معلومات إضافية

العدد رقم:
927
آخر تعديل على الإثنين, 19 آب/أغسطس 2019 15:11