مسرابا.. العودة إلى البيوت المتهالكة

مسرابا.. العودة إلى البيوت المتهالكة

برغم كل الصعوبات والمعيقات، عاد بعض أهالي بلدة مسرابا إلى بقايا بيوتهم، فغالبية البيوت تعتبر غير صالحة للسكن بواقعها الراهن، ومع ذلك تعتبر بالنسبة إلى هؤلاء أرحم من السكن بالإيجار، بسبب ارتفاع تكاليفه وانعدام الاستقرار معه.

نسبة الدمار كبيرة جداً في البلدة، بين الكلِّي والجزئي، سواء للأبنية السكنية أو للمحال التجارية والمنشآت الحرفية والصناعية في البلدة، وكذلك هي حال البنى التحتية والخدمات العامة، ما يعني المزيد من الصعوبات بالنسبة للأهالي على مستوى الاستقرار.
بيوت متهالكة ولا ترميم
من الطبيعي جداً أن تشاهد بيتاً مأهولاً في بناء متهالك، وأن تكون النوافذ والأبواب مغلقة بالنايلون أو بالمشمعات والشوادر، وأحياناً بالكرتون، ليس بسبب ارتفاع أسعار وتكاليف الترميم ومستلزماته بالمقارنة مع معدلات الدخول المتدنية ومستويات المعيشة المتردية فقط، بل بسبب منع عمليات الترميم، ومنع إدخال مواد ومستلزمات هذه الأعمال من قبل المواطنين، وهو أمر غير مفهوم بالنسبة لهم، فكيف ستعود الحياة إلى البلدة إذا لم تتوفر شروط عودة واستقرار أهلها فيها؟
والنتيجة، أن عامل الاستقرار الأساس المتمثل بالسكن، حتى في البيوت المتهالكة، يصبح غير متاح بسبب موانع الترميم، فكيف الحال مع بقية العوامل الهامة الأخرى، مثل: الطرقات والكهرباء والمياه وشبكة الصرف الصحي، وغيرها من أساسيات الحياة والاستقرار.
لا خدمات!
على الرغم من وعود البلدية من أجل إعادة تأهيل البنى التحتية والخدمات في البلدة، إلّا أن ذلك لم يتم حتى الآن، فلا كهرباء ولا مياه في البلدة، اللهم باستثناء المياه التي يتم تأمينها عن طريق الآبار والكباسات اليدوية، والكهرباء المولدة من بعض المولدات الصغيرة الخاصة والمحدودة.
الاحتياجات الأساسية اليومية يتم تأمينها من دوما، كالخبز والمواد الغذائية ومواد التنظيف وغيرها من المستلزمات المعيشية اليومية، وبأسعار مرتفعة نسبياً بالمقارنة مع غيرها من البلدات الأخرى.
أجور المواصلات مرتفعة هي الأخرى، حيث يتقاضى السرفيس 100 ليرة لقاء نقل المواطن من مسرابا إلى حرستا أو دوما وبالعكس، يضاف إليها 100 ليرة أخرى لقاء الانتقال من حرستا ودوما إلى دمشق، وهي تكلفة مرتفعة ومرهقة للأهالي.
مطالب
الأهالي، من أجل تسريع العودة والاستقرار في البلدة، يطالبون البلدية بالتعاون مع المحافظة بما يلي:
السماح لهم بترميم البيوت المدمرة جزئياً من أجل الاستقرار فيها مجدداً، وتقديم التسهيلات اللازمة على هذا المستوى، بما في ذلك السماح لهم بإدخال المواد ومستلزمات إعادة التأهيل، من بلوك ورمل وبحص وإسمنت وحديد وأخشاب وغيرها.
كما يطالبون باستكمال عمليات إعادة التأهيل للبنى التحتية في البلدة، من طرق وشبكات كهرباء ومياه وصرف صحي، وإيصالها للأحياء والبيوت.
عودة الخدمات العامة كافة إلى البلدة وتحسينها، وخاصة الأفران والمدارس والمستوصفات.
فتح الطرق كافةً المؤدية للبلدة، وتسيير وسائط نقل تحت الرقابة والمتابعة، وخاصة ناحية السعر.