الطالب السوبرمان

الطالب السوبرمان

حددت جامعة دمشق موعد بدء امتحانات الدورة التكميلية لطلاب السنوات الأخيرة في الكليات والمعاهد التابعة لها، اعتباراً من يوم الاثنين 3/9/2018 ولغاية الاثنين 10/9/2018.

اللافت أن المدة المقررة للامتحانات هي 8 أيام فقط، يتخللها يوما عطلة، أي: أن المدة العملية لامتحانات الدورة التكميلية هي 6 أيام دوام فعلي، ما يعني برامج امتحانية مضغوطة على حساب الطلاب ومستقبلهم.
برامج مكثفة
لقد أشارت الجامعة إلى أن الكليات المشمولة بالقرار هي (الآداب والعلوم الإنسانية- الإعلام- الاقتصاد- التربية- الحقوق- الزراعة- السياحة- الشريعة- الصيدلة- الطب- طب الأسنان- العلوم- العلوم السياسية- الفنون الجميلة- الهندسة المدنية- الهندسة المعلوماتية- الهندسة المعمارية- الميكانيكية- الكهربائية- المعهد العالي للغات- المعهد العالي للتنمية الإدارية- المعهد العالي لبحوث الليزر وتطبيقاته- المعهد العالي للبحوث والدراسات الزلزالية- المعهد العالي للترجمة والترجمة الفورية)، على أن يتقدم لهذه الدورة الطلاب الذين يحملون أربعة مقررات فقط وما دون.
وقد أصدرت هذه الكليات والمعاهد البرامج الامتحانية لهذه الدورة تباعاً، بما يتوافق مع المدة المحددة، الأمر الذي أدى إلى ظهور برامج امتحانية مضغوطة ومكثفة بشكل كبير، بحيث من الطبيعي أن تكون هناك مادتان وربما أكثر بنفس اليوم، مع ما يعنيه ذلك من ضغط على الطلاب، ذهني ونفسي، بالإضافة إلى الإجهاد والتعب والإرهاق، ناهيك عن عامل الوقت الضاغط أصلاً والمتمثل بـ 6 أيام فقط لا غير لمجمل الدورة، علماً أن هؤلاء من المفترض أنهم على أبواب التخرج، وهذه الدورة الامتحانية هي فرصتهم المشروعة لتحقيق ذلك.
خارق الزمان والمكان
أما أن تكون هناك مادتان بنفس اليوم وبنفس التوقيت، في بعض البرامج الامتحانية، فهذا ما شكل صدمة للطلاب في بعض الكليات، فكيف للطالب أن يتقدم لامتحانات مادتين بنفس التوقيت، وفي مكانين متباينين ربما، إلا إن كان خارقاً للزمان والمكان، ويتمتع بصفات فوق بشرية، وخارج حدود الإنسانية!
ففي البرنامج الامتحاني لكلية الاقتصاد، وبعض برامج كليات الآداب والعلوم الإنسانية، على سبيل المثال، ظهرت مثل هذه الحالات، التي من المفترض أن يكون الطالب فيها أكثر من سوبرمان بحيث يتقدم لامتحانات مادتين بنفس اليوم وبنفس التوقيت!.
التخلي عن فرصة التخرج
أن يتحمل هؤلاء الطلاب ضغط امتحان مادتين بنفس اليوم ربما يجدون له التبرير من خلال تكثيف البرنامج الامتحاني والمدة المقررة والمحدودة له، أما مادتان بنفس التوقيت أيضاً فهو ما لم ولن يتفهموه!
فالنتيجة المفترضة والمحسومة سلفاً، هي: أن يتخلى هؤلاء عن حقهم في التقدم لامتحانات إحدى المواد المحمولة، ما يعني عملياً تخليهم عن فرصة التخرج حكماً بنتيجة امتحانات هذه الدورة، مع العلم أن الدورة الامتحانية التكميلية للخريجين تعتبر حقاً مشروعاً لهؤلاء لتحقيق هذه الغاية ومن أجلها.
كيف ذلك، وأين مصلحة الطالب المفترضة، لا أحد يعلم؟!