طلاب لم يقترفوا الذنوب!

طلاب لم يقترفوا الذنوب!

فوجئ بعض الطلاب من الحاصلين على شهادة التعليم الأساسي لدورة عام 2018، بعدم قبولهم في الصف الأول الثانوي العام (العلمي أو الأدبي) رغم حصولهم على درجات القبول المطلوبة فيه، وذلك بسبب السن.

الحديث هو عن هؤلاء الذين فسحت وزارة التربية أمامهم الفرصة للالتحاق بالتعليم مجدداً، على إثر سنوات الانقطاع عن العملية التعليمية مجبرين بسبب تواجدهم في المحافظات والمناطق التي كانت تسيطر عليها المجموعات المسلحة، بما فيها «داعش» الإرهابية، وتقدموا لامتحانات شهادة التعليم الأساسي، ونجحوا فيها محققين علامات القبول المطلوبة في الصف الأول الثانوي العام، والتي صدرت تعليمات القبول باستثنائهم من استكمال تعليمهم في الصف الأول الثانوي العام بسبب سنة ميلادهم.
تعليمات
لقد صدرت تعليمات القيد والقبول في الصف الأول الثانوي للمدارس الثانوية الرسمية العامة والمهنية والخاصة للعام الدراسي 2018- 2019، على أن يبدأ التسجيل اعتباراً من 25/6/2018 ولغاية 12/8/2018، وقد تضمنت:
يقبل في الصف الأول الثانوي المهني الناجحون في شهادة التعليم الأساسي لدور عام 2018م من كل محافظة وفق الآتي:
جميع الطلاب الراغبين من المواليد كافة من المقبولين في التعليم الثانوي العام.
جميع الطلاب من مواليد: 1999- 2000- 2001م مهما كان مجموع درجاتهم.
جميع الطلاب من مواليد 2002- 2003- 2004- 2005م ممن حصلوا على الدرجات المحددة وما دون في شهادة التعليم الأساسي أو في الشهادة الإعدادية الشرعية، وفقاً لدرجات القبول في كل محافظة.
ويقبل في الصف الأول الثانوي العام (العلمي أو الأدبي) الطلاب من مواليد 2002- 2003- 2004- 2005م، ممن حصلوا على الدرجات المحددة وما فوق في شهادة التعليم الأساسي أو الشهادة الإعدادية الشرعية لدورة عام 2018، وفقاً لدرجات قبول خاصة بكل محافظة.
بالإضافة إلى نقاط أخرى تتعلق بالتسجيل والنقل والأوراق المطلوبة وخطط الاستيعاب وغيرها من النقاط الأخرى المتعارف عليها كل عام دراسي جديد.
التعليم المهني خيار وحيد
وزارة التربية كانت قد قدرت الظروف الخاصة والقاهرة التي مرّ بها الطلاب الذين حرموا من استكمال تعليمهم بسبب تواجدهم في المناطق غير الآمنة تحت سيطرة المجموعات المسلحة، وفسحت المجال أمامهم هذا العام لمتابعة دراستهم والتقدم لامتحانات شهادة التعليم الأساسي، وقدمت التسهيلات اللازمة من أجل ذلك، وقد حصل بعضهم على العلامات التي تؤهلهم للالتحاق بالصف الأول الثانوي العام كمجموع، لكنها بالمقابل لم تستثنيهم بموجب التعليمات أعلاه تقديراً لنفس الظروف، فتعليمات القبول بالصف الأول الثانوي العام والمهني لم تختلف عن تعليمات القبول خلال السنوات الماضية بالنسبة للسن، وهو ما حرم جزءاً كبيراً من هؤلاء من تحقيق طموحهم المشروع المعزز بعلاماتهم بنتيجة الامتحانات.
فكل من هو من مواليد 2001 وما دون، ومهما كانت الدرجات التي حصل عليها، ومهما كانت ظروفه السابقة والحالية، فالخيار المتاح أمامه هو التسجيل في الصف الأول الثانوي المهني، أي: أنه ملزم بهذا الخيار فقط لا غير، أو أنه سيضطر لترك الدراسة، وربما يتاح له التقدم مع الأحرار لاحقاً لامتحانات الثانوية العامة (علمي أو أدبي)، على نفقة أسرته وعلى حساب الضرورات المعيشية.
الإنصاف هو المطلوب
هؤلاء الطلاب مع ذويهم، يتساءلون عن سبب عدم لحظهم كحالة استثنائية في التعليمات الصادرة على مستوى سنهم؟ وجل مطلب هؤلاء وذويهم هو الإنصاف، فبرغم سني الانقطاع التي ذهبت من عمرهم سُداً وهم بعيدون عن التعلّم والعملية التعليمية مكرهين، أثبتوا جدارتهم من خلال علاماتهم المحصلة بنتيجة امتحانات شهادة التعليم الأساسي لهذا العام والتي تؤهلهم للالتحاق بالصف الأول الثانوي العام، لكن طموحهم المشروع تم إغلاقه أمامهم وذلك بإلزامهم بالخيار الوحيد وهو: التعليم المهني، أو هجر الدراسة، وكأنهم يعاقبون على ذنب لم يقترفوه!