ندوة السقيلبية للشيوعيين السوريين وأصدقائهم: المقاومة خيارنا وقرارنا.. والمخططات العدوانية محكومة بالفشل الذريع

أقامت منظمة السقيلبية للحزب الشيوعي السوري بالتنسيق مع اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين في حماة مساء يوم السبت 16/9/2006 ندوة سياسية حملت عنوان:
أهم المستجدات السياسية وضرورات المرحلة القادمة. وتضمنت محاور الندوة النقاط التالية:

1 ـ المخطط الأمريكي الصهيوني على المنطقة وتداعياته.
2 ـ الحرب الصهيونية الإسرائيلية على لبنان والدروس المستخلصة.
3 ـ مهام القوى الوطنية «دور المقاومة الشعبية».
حضر الندوة أكثر من خمسين رفيقاً وصديقاً يمثلون مختلف التيارات الفكرية والسياسية والاجتماعية الوطنية في السقيلبية وجوارها، وأدارها الرفيق أكرم فرحة سكرتير منطقية حماة، وقدم مداخلة مطولة تضمنت شرحاً وافياً لمحاور الندوة حيث قال:
إن الإمبريالية بشكل عام والأمريكية بشكل خاص تعاني من أزمة مستعصية ذات طابع بنيوي شامل لاحل أمامها إلا الخيار العسكري لذا فهي محكومة بالحرب وبتوسيع رقعة الحرب وهي غداً محكومة بالفشل الذريع والذي سيتبعه انهيار شامل بسبب المقاومة الشعبية الشاملة لمخططاتها.
كما قال: إن الضربات القادمة ستأخذ شكلاً مركباً، أي ستستخدم الضغط الداخلي والخارجي مستخدمة فيه كل الأدوات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والإعلامية والنفسية والعسكرية للوصول إلى هدفها المنشود عبر عملية تصعيد تدريجية من عام 2005 ـ 2010 حسبما يصدحون به أنفسهم لكي يستكملوا من خلالها مشروعهم في السيطرة على منطقة الشرق الأوسط حتى يهيئوا أرضية مواجهة خصومهم الكبار، روسيا، أوروبا، الصين، لذا أصبح العامل الزمني عالاً حاسماً في رؤية ومعالجة الوضع وإذا كان لدى البعض تصور بأن ورطة أمريكا في العراق سيمنعها من تنفيذ مخططها فهو واهم لأن الأحداث الماضية من اغتيال الحريري إلى طريقة معالجة الملف النووي الإيراني إلى الحرب على لبنان، تدل كلها على تأكيد أمريكا بالسيطرة على المنطقة.
وقال: لقد انتهت الجولة الأولى من الحرب الطويلة المتدرجة والمتدحرجة والفاصلة في الجنوب اللبناني بهزيمة مدوية للجيش الإسرائيلي الذي لايقهر على أيدي مقاتلين قلائل أشداء. ولكن لايجوز أن يتشكل لدى البعض أية أوهام بأن هذا الانتصار كاف لاستعادة الحقوق وتحرير الأرض المغتصبة، لذا يجب التحضير للجولات القادمة مع ذات العدو الصهيوني وحلفائه وأعوانه على الساحتين الإقليمية والداخلية وهذا التحضير هو أفضل مايمكن أن نقدمه للمقاومة لأن القرار 1701 الدولي يظهر أن الإمبريالية الأمريكية ـ الصهيونية لم يستسلما لانتصار المقاومة اللبنانية فكان القرار في غير صالحنا في الأمم المتحدة المهيمن عليها أمريكياً. إن منطق المقاومة ضد الإمبريالية ينتشر في كل القارات وكأن نبوءة غيفارا آخذة في التحقق شيئاً فشيئاً كذلك بروز منظمة شنغهاي للتعاون التي تضم (روسيا، الصين، كازاخستان، طاجكستان، أوزبكستان) وسينضم إليها (الهند، العراق، باكستان) وهذا كله سيؤثر على وضع الإمبريالية في آسيا لأن المنظمة أول أهدافها هو سحب القواعد العسكرية الأمريكية من المنظمة.

كما تطرق إلى الدروس المستخلصة من انتصار المقاومة اللبنانية:
الدرس الأول: درس الإرادة والعزيمة والإصرار على المواجهة والانتصار والطرف الأضعف في هذه المواجهة هو الطرف الأقوى إذا امتلك الإرادة السياسية.
الدرس الثاني: الإرادة هي الشرط الضروري للانتصار فإذا أضيف لها عنصر التنظيم أي تنظيم قوى الشعب وتعبئتها لأصبح النصر محتماً.
الدرس الثالث: الثقة بالقيادات وهذا يتوقف على إثبات مصداقيتها وسلوكها المتواضع القريب من الجماهير ورفض الامتيازات الضيقة الشخصية والحزبية.
الدرس الرابع: لم تهزم إسرائيل خلال نصف قرن إلا اليوم فلما أرادت حركة التاريخ أن يصطدم جهاز الدولة الأكثر تقدماً بجزء من بنية المجتمع تمتلك إرادة ودرجة معينة من التنظيم لم يستطع أن يكرر انتصاراته السابقة.
الدرس الخامس: المقاومة الشعبية المنظمة ذات الإرادة العالية غير قابلة للهزيمة وهي قادرة على ذلك لأنها جزء من بنية الشعب والمجتمع، فإذا أحسن تنظيمها يصبح من المستحيل الانتصار عليها وإذا توفرت لها قوى جيش نظامي داعمة كان الأمر أفضل مما يساعد على اختصار زمن ومسافات الانتصار.
ولكي يكتمل الانتصار يجب الوقوف على القضية المبدئية الهامة:

1. موقف لا لبس فيه ولا أوهام ضد الإمبريالية والصهيونية وفضح جوهر مخططاتها وسياستها العدوانية ضد شعوب المنطقة وشعوب العالم ويجب التصدي لها من خلال تعبئة قوى المجتمع وتحصين الداخل بالحوار الوطني وإقامة جبهة وطنية شعبية عريضة تلتزم خيار المقاومة.
2. اجتثاث قوى ومراكز الفساد الكبرى داخل جهاز الدولة وخارجه لأنها هي المكان الرخو في الوحدة الوطنية وهي بوابات العبور للعدو الخارجي.
3. الاستقواء بالداخل من أجل مواجهة الخطر الخارجي الداهم والاعتماد على الشعب وملاقاة مطالبه السياسية والاجتماعية والديمقراطية.
كما أكد على وحدة وطنية ذات محتوى سياسي معادٍ للمخططات الإمبريالية الأمريكية ـ الصهيونية وذات محتوى ديمقراطي يسمح للحركة الشعبية بالنمو والمشاركة في الدفاع عن كرامة الوطن والمواطن.

- الأستاذ حكمت شكري: توجه بالشكر للرفاق في اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين على هذا اللقاء الذي يقوي ويدعم وحدتنا الوطنية وتلاحمنا الشعبي من خلال الوقوف إلى جانب المقاومة الوطنية اللبنانية والشعب اللبناني، كما أكد على الفرز العربي والدولي ولاخيار الشعوب إلا خيار المقاومة وهو يرى أن لاحياد في سورية اليوم إما أنت مع الوطن وقيادته وإما في الخندق المعادي، وقال: إنني أؤكد على ثقافة النقد بدلاً من ثقافة الهجوم.
إن المخطط الأمريكي الصهيوني يراهن على الداخل السوري وهو رهان باطل.
- الرفيق نايف تركية: تحدث عن توسع المخطط الأمريكي ـ الصهيوني، وعن خيار المقاومة الوطنية الشعبية الشاملة وإطلاق المقاومة الوطنية الشعبية لتحرير الجولان، مؤكداً على تأمين مستلزمات المقاومة الشاملة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والديمقراطية، كما أكد على فضح جوهر المخططات الأمريكية الصهيونية وتعبئة الجماهير وتحصين الداخل بالانتباه إلى متطلبات الشعب من رفع مستوى معيشته وتأمين العمل والصحة والتعليم. من خلال اجتثاث قوى ومراكز الفساد الكبرى في جهاز الدولة وخارجه. كما أكد على ضرورة الاستقواء بالداخل والاعتماد على الشعب لمواجهة الخطر الخارجي لأن ما جرى في لبنان يثبت أن العين تقاوم المخرز.
- الأستاذ مدحت العبدالله: بدأ حديثه بتوجيه الشكر إلى اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين على هذه الندوة القيمة قائلاً: إن بلادنا تعوم على بحر  من النفط وخيراتها وافرة ورغم هذه الخيرات شعوبنا جائعة، مهمشة، غريبة في أوطانها، وهذه الخيرات أسالت لعاب الرأسمالية الأمريكية والصهيونية لذا استخدمت كل الأساليب والطرق الوحشية التي تتنافى وأبسط قواعد الإنسانية من قتل وتدمير واستباحة واحتلال وهذا مانشاهده في العراق الجريح.
مؤكداً على خيار المقاومة والمقاومة الوطنية الشعبية المنظمة والمدربة والمؤمنة بعدالة قضيتها. وقال: إن خيار المقاومة الوطنية الشعبية هو خيار استراتيجي لأن أي سلام مع إسرائيل هو سلام غير عادل.
- الرفيق أنور أبو حامضة: أكد على النقاط التالية أثناء الحرب وبعدها:

1. سقوط الثنائيات الوهمية.
2. الفرز والاصطفاف الوطني والطبقي داخلياً وعربياً وعالمياً.
3. النهوض الشعبي وملاقاة القوى الوطنية له.
4. تشكيل المقاومة الشعبية الداعمة لجيوش بلادها دون إذن من الحكومات.

كما قدمت مجموعة من المداخلات الشفهية تضمنت جميعها النقاط التالية:
1. التلاحم الوطني للوقوف بوحه المخطط الأمريكي ـ الصهيوني في المنطقة.
2.  دعم المقاومة الوطنية اللبنانية.
3. محاربة قوى ومراكز الفساد الكبير.
4. التأكيد على الحريات السياسية والديمقراطية من خلال رفع الأحكام العرفية.
5. التأكيد على تشكيل المقاومة الوطنية الشعبية لتحرير الجولان.
6. التأكيد على تحسين مستوى معيشة الشعب بكل فئاته، العمال والفلاحين وصغار الكسبة.
7. دعم القضية الزراعية الرافد الأساسي للاقتصاد الوطني وإطعام الشعب.

- وقد رد الرفيق أكرم فرحة بشكل عام على تساؤلات الحضور فأوضح ما يلي:
1. أزمة الرأسمالية العالمية وخاصة الأمريكية منها وموقفنا من المخطط لتقسيم الشرق الأوسط الكبير لمناطق تعوم على ثروات كبيرة من النفط وغيرها وعلى أسواق لصرف منتوجاتها، ولهذا سميت الحرب بالحرب العالمية الثالثة.
2. طرح الأثنيات كمشاكل رئيسية وطمس المشاكل الأساسية وهي الصراع بين الاستعمار الجديد والشعوب.
3. التحضير للمقاومة هو الدعم الأساسي لها.
4. المقاومة الوطنية الشعبية، تحديد نوعيتها والاندماج فيها.    

معلومات إضافية

العدد رقم:
283