دعوة إلى اللغة الواضحة اللهم احفظ لنا عقولنا.. اللهم بارك بأعصابنا

وبعد: هل هو غريب عجيب أن يطق عقل البعض فيدعو أمريكا للسيطرة على مقدراتنا ورقابنا بدلاً من ذوي القربى الذين يتعاملون مع الوطن ليس كمزرعة بل كمدجنة؟!

من الذي يقف خلف مدير عام ألبان حمص ليكون حصيناً إلى هذا الحد؟ هل هي أخلاقه فقط؟ أم هو حلف الناتو.؟ بوش؟ كوفي أنان؟ من؟!

إذا كان كاتب المقال في العدد 228 من «قاسيون» قد خاطب فرع الحزب والمحافظ والرقابة والتفتيش في حمص ودمشق، ورؤساء المكاتب الاقتصادية في حمص ودمشق، ورئيس الاتحاد العمالي العام،وأفرع الأمن وصحيفة تشرين والثورة، إذا تمت مخاطبة كل هؤلاء ولاحياة لمن تنادي، فلاشك أن هذا المدير قضية بحجم الوطن طولاً وعرضاً ومستقبلاً وحاضراً. لذا أدعو كل المعنيين بمصير هذا البلد إلى التفكير بتنظيم يوم عالمي أو قطري من أجل محاكمة مضمونة النزاهة لهذا المدير، أو ربما الاحتكام إلى مجلس الأمن.

طيب الله ذكر النائب اللبناني نجاح واكيم، فلقد كان دائماً يصرخ في البرلمان:

حاكموهم أو حاكموني على كذبي، وبعدها اعتزل الحياة البرلمانية فما سمعنا له صوتاً، فلقد حوصر إعلامياً أو أنه أعاد النظر بوسائل استعادة لبنانه.

بماذا تفكر اليوم أستاذنا المحترم نجاح واكيم؟!

يا أيها الناس: إن مدير ألبان حمص هو الشفرة أو الرمز أو الاسم الحركي لكل قضايانا والنضال ضده هو الشيفرة أو الرمز أو الاسم الحركي لكل شعاراتنا.

والاقتصاد في النشاط السياسي كما الوضوح في المقاصد، كما اللغة المفهومة المستندة إلى الموروث والعقل والفطرة، كل هذا يتطلب أن توحدوا الجهود من أجل محاكمة مضمونة النزاهة لمدير ألبان حمص!!!

يا أيها الناس: كل منكم له أولوياته، ولكم كل الحق في هذا، لكن إذا ما بدأتم من هنا معاً تكونون قد بدأتم كل حسب أولوياته. أليست هذه القضية تكثيف للقضايا كلها؟! وهل يمكن الانطلاق إلى أي قضية أصلاً قبل أن يصبح بمقدوركم إنجاز هذه المحاكمة؟!

الفضائح سلطة رابعة عندما يتوفر أناس يدركون معنى الفساد، معنى الديمقراطية والمجتمع المدني وسيادة القانون.

في الدول التي ترسخت فيها هذه المفاهيم لاتمر فضيحة على البارد المستريح، فالصراع مع الفساد هو مفتاح إلى هذا المجتمع، أو صناعة له حيث يكون غائباً، أو تأكيد وحماية وترسيخ له حيث وجد، فهل نحن حائرون في أية فضيحة نبدأ؟! أم أننا لم نهضم بعد المفاهيم التي نتداولها؟!

أتطلبون سيادة القانون أم تناضلون من أجلها؟ إذاً اعملوا من أجل قضية تجمع، قضية مفهومة محددة، كونوا واضحين واعملوا من أجل قضايا ملموسة ولو كانت صغيرة بحجمها فهي كبيرة بنتائجها ومغزاها.

 

■ أكرم ابراهيم

معلومات إضافية

العدد رقم:
231