إدارة حصر التبغ.. تملأ آذانها بالتنباك!

ليست هي المرة الأولى، وبالتأكيد لن تكون الأخيرة، التي يرفع فيها مزارعونا صوتهم ليصل الصوت إلى الآذان المحشوة قطناً (أو المحشوة تبغاً)..

 وها هم من جديد مزارعو تبغ الفرجينيا يجربون رفع الصوت أمام مؤسسة إدارة حصر التبغ والتنباك التي لا تستجيب ولا تكترث، فقد صنفت هذه المؤسسة منذ سنوات مادة (تبغ الفرجينيا) إلى ثلاثة أصناف، ولكل صنف سعر كما لكل شيء سعر الصنف الممتاز سعر الكيلو غرام منه م101/ ليرة سورية والصنف الجيد سعر الكيلو غرام منه /75/ ليرة سورية، وضمن هذا الإطار اعتاد الفلاح أن يبيع محصوله بسعر وسطي لا يقل عن /75/ ليرة سورية .
أما العام الحالي فكان عام المفاجآت بالنسبة لمزارعي تبغ الفرجينيا، إذ طرحت المؤسسة أسعاراً تتراوح ما بين الأربعين والستين ليرة للكيلو غرام الواحد.
وهذا ما اعتبره الفلاحون أدنى من المنطق وأكثر من اللامعقول..
حيث أن دونم الفرجينيا على أرض الواقع يتراوح مردوده الوسطي الإنتاجي ما بين المئتين وخمسين كيلو غرام والأربعمئة، علماً أن تكلفته المادية المدفوعة، تدفع من جيب الفلاح وذلك دون احتساب جهود عمل أسرة الفلاح بكاملها.
وتقدر الكلفة الوسطية لزراعة الدونم الواحد بـ (تبغ الفرجينيا) خمسة عشر ألف ليرة سورية، وضمن هذا الواقع إذا كانت إنتاجية الدونم بأجود حالاتها هي /400/ كيلو غراماً من التبغ فسيكون مردود الدونم الواحد عشرين ألف ليرة سورية. فإذا كانت مؤسسة إدارة حصر التبغ «شاطرة» بالرياضيات فستدرك وببساطة أن الذي سيتبقى للفلاح لن يزيد عن خمسة آلاف ليرة سورية، يتقاسمها مع أفراد عائلته الذين يعملون حوالي العشرة أشهر في متابعة العمليات الزراعية والذين، وبحساب بسيط أيضاً، نلحظ أن الفرد منهم لن يتقاضى أكثر من عشرين ليرة سورية عن اليوم الواحد من الجهد المتواصل. والمزارع السوري ما زال يتساءل:
ماذا سأفعل بالعشرين ليرة؟! هل أشتري «باكيت دخان» أم أنها لا تكفي...؟!

معلومات إضافية

العدد رقم:
165