ملف التهميش المرأة لا تساوي نصف رجل لا توجد في سورية قضية باسم تحرير المرأة!
لا توجد في سورية قضية باسم تحرير المرأة بعد أن حررها الإسلام..... (عبارة قالها ذات يوم المراقب العام للإخوان المسلمين في سورية... هذا بعد أن أضاف في وقت لاحق شيخ سوري يقدم برنامجاً تلفزيونياً (إن المرأة هي أخطر ابتلاء دنيوي على الإطلاق. لأنها فتنة للرجل أكثر من أن يكون الرجل فتنة لها) وبأن (الضمانة الكبرى لبقاء الأمور على نهجها السوي، هي ألا تنزل المرأة إلى ميدان العمل من أجل الرزق إلا في أضيق الظروف والحالات الضرورية).
القانون ذلك الشيخ العجوز!
النظام يدعي العلمانية بما فيها مساواة المرأة، وإذا دققتم في القوانين فلا يمكن أن تشكوا لحظة واحدة بأنها ليست مع تحرير المرأة. وفي الممارسة العملية... انظروا إلى قانون الأحوال الشخصية
لا يحق للمرأة المسلمة أن تتزوج بغير المسلم (المادة 48). ولا يجوز للمرأة أن تطلق زوجها.الطلاق بيد الرجل (المادة 85). للابنة نصف حصة الابن وللزوجة نصف حصة الزوج وللأخت نصف حصة الأخ (المادة 272 -2،297-1). يشترط في عقد الزواج شاهدان رجلان أو رجل وامرأتان (المادة 12). أما قانون الجنسية فلا يسمح للمرأة السورية بإعطاء المرأة جنسيتها لزوجها وأولادها حتى ولو ولدوا في سورية.
إذا دققنا في أغلب هذه المواد سوف نكتشف مدى الغبن والقهر والتقزيم الذي يلحق بالمرأة. ففي مادة الإرث المرأة تساوي نصف الرجل وفي المادة 12 المرأة لا تساوي حتى نصف رجل لأن شهادة أربع نساء في عقد الزواج لا تصلح، وحين تهان المرأة بغير سبب فلا يحق لها الطلاق بل أنها تعتبر بنظر القانون ناشزاً إذا تركت منزلها.
حتى في السعودية(المملكة الإسلامية) يحق للمرأة أن تحتفظ بجنسيتها إذا تزوجت من أجنبي ومن حق أولادها التمتع بجنسية والدهم أو الحصول على الجنسية السعودية بعد بلوغهم سن الرشد.. تحت ستار الحفاظ على نقاوة الدم تحرم المرأة السورية من إعطاء جنسيتها لزوجها وأولادها لأن من شأن ذلك أن يدخل الشوائب إلى الدم المقدس ألذي لايزال مقدساً؟؟!.
السعوديون بدءوا يدركون أهمية التغيير في الظروف الراهنة، أما نحن فمازلنا نفضل أن نضع رؤوسنا في الرمل كي لانرى ما يجري من حولنا رغم أن تحضيرا ما بدأ الإعداد له الآن في سراديب البيت الأبيض!!.
حاقدون على النساء
إن رجلاً سورياً، يخرج فجأة من كهوف الزمان الغابرة، يستقل دراجة بدلاً من حصان يجوب شوارع دمشق رافعاً شعاره المقدس (الحقد على النساء) قد قام بغرس خنجره الطاهر في أجساد عشر نساء... الرواية الرسمية تقول بأنه مصاب باكتئاب نفسي.. ولكن ماذا لو قام جميع المرضى النفسيين بهذا الفعل. بلا شك لن يعد بإمكاننا أن نجد كائناً اسمه المرأة إلا في كتب التاريخ.... دققوا إذاً في لاوعيكم ووعيكم. الذي ماتت فيه الرومانسية ستجدون أن شخصاً اسمه أسامة بن لادن قد احتل جميع المنطقة بما فيها الأنا والأنا الأعلى والهو.
الرجل العربي مسكين، لايجد شرفه إلا في المرأة. وهذا ما يفسر مدى الإقبال على القيام بذلك الفعل الذي يسمى جناية الشرف بكل هذا الهياج الانفعالي. فجسد المرأة ليس ملكاً لها، ولا يحق لها أن تتصرف به.
تقول س.ع: إحدى بنات الريف وهي الآن طالبة جامعية ..(لا أستطيع القبول بفكرة الزواج من شخص خارج الدائرة. أو الأصح هم لايقبلون بذلك. فالنتيجة غالباً تكون الموت. حيث يمكن أن ينتظرك قطع اليد أو الرجل أو الرمي بالرصاص، وفي أحسن الأحوال مقاطعة اجتماعية. تنبذ المرأة وأسرتها. حتى أن صاحب الفرن يرفض بيع الخبز لها). فيما تؤكد أخريات بـأن هذا الشيء لايحدث فقط في الجبل بل في السهل والبحر أيضاً.
أمام مأزقه الوجودي وعجزه عن مجابهة الواقع وقوى التسلط. يقوم الرجل بإسقاط كل قهره وعجزه على المرأة. تموت المرأة نفسياً كي يستمد هو في هذا الموت وهم الحياة. فالمرأة في نظره لم تخلق إلا لتكون رحماً يلد الأطفال أو سلعة لإمتاع الرجل جنسياً. ولا يهم بعد ذلك إن كانت تتمتع بأي ذكاء أو عقل أو إحساس.
قاموس كامل من الصفات التبخيسية حول المرأة، فهي الانفعالية والقاصرة والخادمة والغاوية والماكرة والمظهر والعبء. دائما الرجل هو الفاعل والمرأة هي المفعول به، والرجل بدل أن يثور ضد مصدر عجزه وعاره الحقيقي فأنه يثور ضد من يمثل عاره الوهمي (المرأة المستضعفة). ألم يقل قاسم أمين:(.. وفي الشرق نجد المرأة في رق الرجل والرجل في رق الحكومة، الحكومة التي تؤسس على السلطة الاستبدادية لا ينتظر منها أن تعمل على اكتساب المرأة حقوقها وحريتها.).
اقتصاد التسول والمرأة
الاقتصاديون لا يزالون في جدل مستمر حول تحديد هوية الاقتصاد السوري. حتى الآن لا نعرف فيما إذا كان هذا الاقتصاد اشتراكياً أم رأسمالياً، إقطاعيا أم عبوديا، فارسياً أم بيزنطياً. لكنه في كل الأحوال جدير بأن يأخذ صفة (اقتصاد التسول). الذين هللوا لقانون الاستثمار رقم 10 و20 و70 يشكون من ضعف رواج بضائعهم لأن جيوب الناس لم يبق فيها شيء سوى أصابعهم. وبما أنهم رفضوا أن يتنازلوا عن جزء من أرباحهم لصالح المستهلك من أجل تنشيط السوق كما يفعلون في الغرب الرأسمالي. فقد قرروا التهام أصابع المواطن ومع ذلك مازلنا نسمع ذلك الضجيج المستمر حول الإصلاح الاقتصادي والانتعاش الاقتصادي والنمو الاقتصادي والتحديث الاقتصادي.. ترى لماذا لم يفكر أحدهم باستخدام مصطلح العهر الاقتصادي.
إذا سألتم إحدى اللواتي يبعن الدخان في البرامكة. ما رأيك بالإصلاح الاقتصادي فأنها سترد ببساطة هي أن تترك المحافظة والبلدية لي فرصة للتأمل من على هذه الأرصفة.
دائماً هناك تبخيس لعمل المرأة، دائماً يستغل الرجل هذا العمل دون مقابل أحياناً، ودائماً تدفع المرأة إلى مواقع هامشية في الإنتاج كي تظل في حالة تبعية مستمرة. هذا بعد أن يتم نسجها بمجموعة من الأساطير والأوهام حول إمكاناتها الذهنية. فمنذ البداية توكل للمرأة مهام الخدم. عليها أن تكنس وتمسح وتغسل وتطبخ وغير ذلك دون أن تلقى تعويضاً ولو بسيطاً عن جهدها.
أما معامل ومصانع البوظة والسكاكر والمحارم النسوية التي تأسست بموجب القانون رقم 10 وجدت في المرأة ضالتها. ساعات طويلة من العمل مقابل أجر زهيد.
تقول نادية أحمد: هاجرت مع أهلي إلى دمشق طلباً للعمل، وبعد تعب مضنٍ وجدنا أنا وأخوتي البنات عملاً في إحدى معامل الكرميلا. نعمل اثنتي عشرة ساعة متواصلة مقابل 3000 ل.س فقط، ومع ذلك دائماً نهدد بالطرد من العمل إذا لم نبذل قصارى جهدنا. لا يوجد شيء اسمه عقد عمل أو ضمانات أو تأمينات. يعمل معي حوالي مئة فتاة أغلبهم تركوا الدراسة بعد الابتدائية. حياتنا تنحصر بتلك المسافة الضيقة ما بين المعمل والمنزل حتى في المنزل لا نستريح فالكنس والغسيل والطبخ بانتظارنا أما الراتب فلا نرى منه شيئاً نستلمه من رب العمل ونسلمه إلى رب الأسرة.)
هكذا تستنزف المرأة جسدياًَ، ولكن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد فالشركات العصرية من استيراد وتصدير واتصالات وأسواق حرة تبحث في المرأة عن شيء آخر. الراتب يكون مقبولاً، والمرأة يجب أن تكون هنا ذات وجه حسن وتتقن جذب الزبون. هنا تصبح المرأة قشرة خارجية قيمتها تكمن في مدى قدرة جسدها على جلب الزبون. فالمرأة خلقت كأداة ويجب أن تبقى كذلك.
إعلام الجسد والجنس
لم ينشأ الإعلام في واقع آخر، وإنما نشأ وترعرع ضمن نفس الشروط الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. شروط القمع،انعدام الحريات،وسطوة الرأي واللون الواحد، وكان هذا الإعلام أشد وطأة في قهر المرأة من الرجل والقانون والاقتصاد ذلك لأنه حارب المرأة من داخل المرأة، أي من خلال تقديم صورة زائفة عن واقع المرأة تحاول تفسير ما يحيط بها على أنه نتاج البنية النفسية والذهنية للمرأة، وليس على أساس عملية التشريط الاجتماعية التي تعرضت لها المرأة على مر التاريخ.
أنظروا كيف يقدم الإعلام المرأة وخاصة في الإعلان، المرأة مجرد جسد، تختزل المرأة إلى حدود جسدها، ويختزل هذا الجسد في بعده الجنسي،و هكذا تصبح المرأة أداة للجنس ووعاءً للمتعة، أنه يمحور المرأة ويركزها حول المسألة الجنسية على حساب بقية أبعادها الإنسانية.
تقول إحدى الباحثات الإعلاميات..(صورة المرأة استخدمت في الإعلان كأداة جذب وكطعم للتشجيع على الاستهلاك، وفي كل الأحوال تظهر المرأة كمخلوق ساذج. لا هم له إلا الأكل والشرب والتجميل، فالمرأة تستخدم للإعلان عن السلع لجذب الرجل والمرأة على السواء، أنه يدعو المرأة أن تجعل نفسها في دور المرأة التي حصلت على أغلى أمنية بشراء السلعة وهي الرجل ،أما الرجل فيغريه بالحصول على المرأة التي تعرض السلعة كجائزة لشراء هذه السلع).
فيما تضيف باحثة أخرى بأن الصحف والمجلات حين تخاطب المرأة، تخاطبها كطبقة من الجلد تحتاج إلى تدليك بأنواع خاصة من الكريم، وكرموش تحتاج إلى تغذية وتقوية، وكشفاه تحتاج إلى طلاء بلون الورد، وكشعر يحتاج إلى صبغات تتناسب مع لون الفستان.
هكذا تقدم المرأة، فلكي تصبح عصرية وقادرة على حيازة قلب الرجل عليها أن تخضع للوصفة الإعلامية (موبايل فاخر،بنطال من كيكرز، سترة من بينتون، إكسسوارات من بيير بالمان، وأن تنتعل حذاء من صنع جورجيو ارماني)
تقول ر.ع طالبة جامعية: ليس صعباً الحصول على ذلك، تكفي ليلة حمراء واحدة مع أولئك الذين يصفون طوابير سياراتهم أمام المدينة الجامعية حتى نحصل على ما نريد، أعرف طالبات كثيرات يفعلن ذلك ،متطلبات الحياة أصبحت كثيرة، ولم يعد الشكل السابق للمرأة مرغوباً به، وغالباً لا يكون هناك من حل إلا الرضوخ للمغريات ولكن الثمن لا يكون قليلاً في أغلب الأحيان.
هكذا يقوم الإعلام بتقديم نانسي عجرم على أنها البديل الإيديولوجي لزنوبيا. الغريب أن وزيراً سابقاً للإعلام بدأ ينتقد الممارسة الإعلامية، ووكأن الرجل الذي بقي ثلاثة عشر عاماً في هذا المنصب نسي بأنه الذي وضع الأساس النظري والعملي لهكذا ممارسة.
إن ما يحيط بالمرأة من مآسٍ وأوهام هو نتاج عملية التهميش الطويلة التي تعرضت لها المرأة على مر التاريخ،عندما بدأ المجتمع ينتقل من الحكم الأمومي إلى الحكم الأبوي الطغياني وتلك المأساة مرتبطة إلى حد كبير بما يعانيه الرجل من قيود وأوهام.
كتب حيدر حيدر ذات يوم: هذا الشرق البائس لا أمل منه. من ظلمة الكهوف ولد، وإلى كهوفه يعود. إذ لم يحطم أصنام آلهته الخزفية فلا أمل في شروق شمس العقل.
ولكن مَن يحطم تللك الأصنام..... مَن؟؟؟؟
٭ كاسترو نسي
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 225