ملف التهميش التهميش العمد مع سبق الإصرار والترصد

أسئلة امتحانية:

ما هي حاجات الكائن البشري الفيزيولوجية الأساسية؟ 

إنها الماء والطعام والدفء والملبس والمسكن. 

من يؤمن هذه الحاجات لإنساننا السوري؟

يبدو أن المنطقة الشرقية من سورية هي التي تؤمن الماء (من الفرات) والقمح أي الأمن الغذائي من محافظة الحسكة والوقود أي الدفء من نفط دير الزور والملبس أي القطن والكهرباء من سد الفرات من الرقة ولم يبق سوى المسكن الذي لا تستطيع المنطقة الشرقية تأمينه لنا رغم أنها معروفة بكرم الضيافة الأصيل.

يتخيل المرء بعدما يجيب عن هذه الأسئلة أن هذه المنطقة هي جنة الله على الأرض اقتصادياً واجتماعياً وتعليمياً وثقافياً وخدماتياً وهلمجرا. لكن زيارة واحدة إلى هناك كافية بتبديد كل هذه الأوهام.

فنسبة الأمية في هذه المحافظات (النامية) هي الأعلى في سورية وخاصة بين الفتيات، مما يتناقض مع السياسة الرسمية في محو الأمية، ولا يتناسب عدد المدارس والمعاهد إطلاقاً مع عدد السكان، أما إن تحدثنا عن التعليم العالي فنرى بأن المحافظات الثلاث لديها كلية وحيدة هي كلية الزراعة الثانية بدير الزور التابعة لجامعة حلب (ولن نذكر هنا الجامعة الخاصة لأنه معروف ما هي الشرائح التي تخدمها). 

لا توجد سوى كلية زراعة واحدة رغم أن المنطقة تنتج حوالي 70% من القمح والشعير وحوالي70% من اللحوم (الأغنام).

لا توجد كلية هندسة بترولية رغم أن المنطقة تنتج 100% من النفط السوري.

لا توجد كليات آثار رغم أن المنطقة هي موطن أعرق الحضارات البشرية وموطن أول زراعة قمح واستئناس للحيوان في التاريخ.

لا توجد كليات آداب رغم أن المنطقة تزخر بتاريخ حضاري متنوع القوميات.

لا توجد مراكز ثقافية كافية لأنه على ما يبدو لا حاجة لزيادة المعرفة.

إن أدرك سكان المنطقة وجودهم وتاريخهم وأهميتهم بعدما أدركوا واجباتهم ربما يدركون حقوقهم وهذا مالا يمكن السماح به!

ومنعاً لمثل هذه الحالات يقوم القائمون على وضع السياسات بتجنب مثلا هذه الأخطاء الفادحة، فيجري التبرع بنسبة كبيرة من مخصصات محافظة دير الزور مثلاً للخدمات لمحافظة أخرى ككرم أخلاق من السيد المحافظ، فلا حاجة لتحسين الأوضاع.!

ويستقبل أبناء المنطقة بكل رحابة صدر أي مصائب تنتج عن الأمراض التي يسببها التلوث بسبب استخراج النفط والعمليات الزراعية المكثفة فهم قادرون على التحمل (ولكن للصبر حدود).

لكن سؤالاً كان يدور في رأسي دوماً: هل هذا خطأ غير مقصود أم هي سياسة متعمدة متبعة لتكريس هامشية المنطقة؟.

 إن كان الوضع صدفة فقد حان الوقت لتصحيحه، وإن كان متعمداً فالقادم أعظم.

٭ عروب المصري

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

معلومات إضافية

العدد رقم:
225