من الفرات إلى العاصي الشرفاء يصرّون على محاسبة المفسدين

استطاعت التحقيقات الهامة والجريئة التي نشرتها «قاسيون» في أعداد سابقة عن التجاوزات والمخالفات التي جرت وتجري في شركة ألبان حمص أن تضع الناس في صورة الواقع السيئ الذي تعاني منه بعض شركات القطاع العام، وأن تحفز الكثيرين على إبداء الرأي والمساهمة في محاربة المظاهر السيئة التي ماتزال تنهك الوطن واقتصاده.

وقد وصلت إلى جريدتنا رسالة من دير الزور، موقعة باسم «ابن الفرات العظيم» تشيد بما تمتلكه أقلامنا من مصداقية وجرأة، وتؤكد تضامنها مع كل الشرفاء.. وهذا أهم ما جاء فيها:

رسالة تضامن وتأييد... واستنكار وتنديد من دير الزور البعيدة إلى شركة ألبان حمص العتيدة:

السيد رئيس تحرير جريدة «قاسيون» الغراء:

تحية طيبة وبعد:

من مدينة دير الزور أقصى الشرق البعيد في هذا الوطن الحبيب، حيث الشمس الساطعة الحارقة من شدة وضوحها تغازل السواعد السمر والجبين العالي الباني لسياج هذا البلد المعطاء... ليكون قلعة منيعة في وجه الفاسدين والمتسلطين في الداخل والطامعين من الخارج، أكتب إليكم ورجائي الشديد نشر كلامي في زاوية شؤون داخلية بالذات حيث تنشرون حلقات مسلسل (ألبان حمص).

السيد رئيس التحرير:

بعد أن دخلت الحصادة الآلية لحقلي، نتيجة ثورة التطور الزراعي ـ الصناعي، ساعدتني ثورة المعلوماتية على إدخال الحاسوب إلى بيتي ودخلت عالم الإنترنت وخاصة عالم جريدة «قاسيون» والتي أرغمتني وبكل صراحة على متابعة أعدادها واحداً تلو الآخر وصرت من متتبعيها الشغوفين لما تنشره من مقالات وحوارات وتحقيقات، هي جديرة بالمتابعة وخاصة لما تتطرقه لشؤون داخلية حساسة وهامة لكشف السلبيات وتعريتها وتسليط الأضواء على مفاصل الترهل والفساد في قطاعنا العام، قطاع الشعب والوطن، الأنترنت أتاح لي متابعة المسلسل الفضائحي لشركة ألبان حمص ـ في حلقته الأولى ـ حيث نعيتم شركة من شركات قطاعنا العام وبينتم كم من المآسي والجرائم التي ترتكب بحق قطاعنا العام وكيف أثقلوه بالجراح، وأكدتم النعوة ـ في الحلقة الثانية ـ لعل بعض المسؤولين كانوا في مهمة خارجية ولم تسمح لهم الفرصة لتلقي نبأ اغتصاب الشركة وموتها، متحدين مديرها العام العنتري (عنترنيت) الذي لوح وهدد واستقوى بنفوذه لإغلاق «قاسيون» فكان ردكم بالفرزدقية الشهيرة خير تنفسية لطبله القعقاع الأجوف.

وفي الحلقة الثالثة وعندما بدأت بقراءة الأنترنت قلت في قرارة نفسي بأنه من المؤكد أن أحداث هذه الحلقة تدل على أن أحد المسؤولين المعنيين بشؤون الشركات بالذات أو المعنيين بموضوع الفساد الإداري والسرقات والإثراء غير المشروع بشكل عام، قد قرأ النعوة أو سمع بها فمن غير المعقول وأنا القابع في أقصى الشرق قرأت وتتبعت ترهات وتجاوزات ومخالفات والصفقات المشبوهة لمدير ألبان حمص والمآسي والويلات التي يعاني منها عمال هذه الشركة العامة.

أقول من غير المعقول أني عارف وسامع بذلك ولاأحد من المسؤولين القابعين في العاصمة من مدير مؤسسة أو وزير مختص أو وزير غيور أو مسؤول أمني أو مدير رقابة وتفتيش أو محافظ أو رئيس اتحاد عمال أو أي شريف في هذه الدولة لم يقرأ أو يسمع أو نُقل له، وكأننا نعيش في واد والمعنيون في واد آخر.

ولقد تساءلت: لماذا تناشد الشرفاء ولم تناشد وزير الصناعة مباشرة للتدخل، ووضع حد لذلك المدير الاستثنائي ؟ وتساءلت أكثر وهل يحتاج الأمر لأكثر من تلك الوقائع والتجاوزات التي تقولون بأنها مرفقة بأدلة دامغة لكف يد مدير مستهتر بقيم الإنسانية والإنتاجية، مستهتر بقيم القانون والمحاسبة مستهتر بكل الشعارات المطروحة التي تنادي بالإصلاح الإداري ومكافحة الفساد الذي أصبح يشكل خطراً وعقبة على مسيرة الإصلاح والتحديث والتجديد، وهل يحتاج الأمر لتعداد الحلقات؟!!

فمن المفترض أن تكون مهمة السلطة الرابعة وهي سلطة جريدتكم وسلطة كل جريدة غيورة، رسمية أو مستقلة كشف نقطة البداية أو كما يقولون بداية الخيط وعلى الجهات المسؤولة متابعة سحب الخيط حتى النهاية.

لقد أثار مدير عام شركة ألبان حمص الحشرية في داخلي، والتساؤلات الكثيرة حول شخصيته حتى حول اسمه ومن وراء ذلك الاسم حتى يستمر ـ كما ذكرتم في الحلقة الرابعة ـ وأرجو ألا تكون الأخيرة ـ بأن ولايته مستمرة لأكثر من ستة عشر سنة فلماذا هذه الفترة الطويلة وأية سياسة متبعة من الجهات العليا في تعيين المدراء على هذه الشاكلة، فإن تحاكياً بسيطاً يفرض نفسه: فإذا أثبت هذا المدير جدارته في حسن إدارة الشركة وأرباحه مستمرة، فيجب أن نستغل خبرته في شركات أخرى متعثرة، وأما إذا كانت مسيرته وأرباحه تدل على عكس ذلك فكان بالأحرى خلعه ومحاسبته، لا تثبيته لكي يبسط خيوط شبكته، خاصة وأن شركة مثل شركة ألبان حمص يجب ألا تخسر على حين كما بينتم بأن ألبان حمص خاسرة أكثر من /113/ مليون.

بدون مراوغة أني متضامن مع عمال شركة ألبان حمص خاصة وأني تألمت أيضاً لما نشرتموه مباشرة بعد شؤون داخلية (كيف تغطى السرقات في شركة ألبان حمص ـ العدد الأخير)، في شؤون (أمريكيات) حول سجن أبو غريب والآلام والمعاناة والتسلط والتجبر والفساد والاغتصاب وتلك الأحداث الدائرة فيه فما كان مني إلا أن قارنت وضع شركة ألبان حمص مع وضع أبو غريب.

إخواني وأخواتي العمال والعاملات في شركة ألبان حمص:

أتضامن معكم وأشعر بألمكم وأندد بكل الممارسات والمؤامرات التي تحاك ضدكم من متسلطكم (مديركم العام) وكونوا على ثقة بأن الشرفاء كثر في هذا الوطن ولابد من محاسبة الفادسدين والمفسدين لأن أملنا كبير بالوطن والشعب.

السيد رئيس التحرير:

وفقكم الله في نشر خاتمة مسلسل ألبان حمص وأملي وأمنياتي بأن أقرأ على أنترنت «قاسيون» عنوان:

وأخيراً.. محاسبة المدير الاستثنائي المتجبر

نهنئكم بولادة شركة ألبان حمص من جديد

ولكم جزيل الشكر

 

٭ ابن «الفرات العظيم»

معلومات إضافية

العدد رقم:
225