ميرنا ياغي ميرنا ياغي

حتى الزفت.. زفت!

هذه الحكاية عن حارة ما في جرمانا.. بعد عمليات الحفر والنكش الملتوية التي طالت شوارعها، وبعد وضعها على لائحة الانتظار شهوراً عديدة.. حان دور صيانتها، فاستقدمت بلدية جرمانا أحد المتعهدين المعلومين ممن يتكلم لغتها ويفكر بعقلها، وكلفته بتعبيد بعض الشوارع المقلوبة المنتظرة
 

 

 

يبدأ المتعهد المتعاون عمله بترك حوالي نصف متر من كل جانب في الشارع دون تزفيت، ليقوم بعدها بإضافة مواد رخيصة غريبة عجيبة إلى خلطة الزفت، لتأتي النتيجة أخيراً مزفتة كما مقدماتها.. زفت مزفّت!
البلدية التي راقبت سير العمل خطوة بخطوة بدت فرحة بما تم إنجازه، أما الناس الذين كانوا ينتظرون أن تصبح الشوارع طبيعية بالنسبة للسيارات، سهلة الارتياد للأرجل والأقدام التي تقعرت، والأحذية التي تشوهت لفرط الحفر والمطبات؛ فأصيبوا بالخيبة..
المهم أن الشوارع قد تم تعبيدها، والأهم أن أصحاب الشأن أثبتوا جدارتهم بعدم تركهم سنتيمتراً واحداً يفلت من جيوبهم... فتبارك زفتنا بهم... وليتباركوا بزفتنا!.