هل هناك فرق بين الموارد المتجددة وغير المتجددة؟

يعتقد البعض أن البديل القادم للموارد المالية العائدة عن استثمار النفط هو بلا شك توسيع الثروة الحيوانية والاعتماد عليها كمدخل اقتصادي أساسي، هذا بالإضافة إلى كونها حلاً مستقبلياً لمشكلة البطالة.

قد يكون هذا صحيحاً في بلد ليست أكثر من نصف أراضيه بادية غير صالحة للزراعة، أو يعتمد على لحوم غير الأغنام أما في حالتنا فذلك يعني حتماً:

- زيادة الحمولة الرعوية المفروضة على البادية.

- تدهور الغطاء النباتي المتدهور أساساً.

- فقدان ما تبقى من الأنواع البرية الرعوية التي تشكل المصدر الأساسي للرعي.

- إدخال أنواع رعوية جديدة متحملة للظروف الأكثر قساوة التي تنشأ وستنشأ.

- تدهور نوعية الثروة الحيوانية مع نقصان حصة الرأس من المرعى الطبيعي.

- زيادة حدة الخلافات الموجودة أساساً والتي ستنشأ بسبب التنافس على المراعي.

- زيادة المخالفات المتعلقة بحراثة البادية.

- تدهور نوعية التربة في البادية ومناطق الاستقرار الرابعة.

- زيادة التعرية والانجراف الريحي وتشكل الكثبان الرملية.

- زيادة التصحر.

- فقدان إمكانية استعادة الوضع السابق أو حتى الحالي للمراعي.

- أي أنه في الواقع لا فرق بين الموارد غير المتجددة المتمثلة بالنفط الذي ينضب والموارد المتجددة إذا لم نعطها الفرصة بالتجدد من خلال الاستثمار الجائر للأرض والطبيعة والانسان والحيوان والنبات وثروة الأجيال القادمة.

وهناك أمثلة عديدة للمناطق المعرضة للانجراف  ومنها مثلاً:‏

ـ جبل البشري والمناطق المحيطة حيث يغطي مساحة /5000/ كم2 وعرف تاريخياً بأنه أحد أفضل مواقع الرعي في البادية السورية، إلا أن هذه الصورة تغيرت خلال السنوات الماضية نتيجة للممارسات الزراعية الخاطئة مما أدى إلى تدمير الغطاء النباتي، وتفاقم ظاهرة التعرية الريحية في المنطقة.‏

ـ سهول الرصافة: التي تتعرض منذ مدة طويلة للحراثة والزراعات البعلية، نظراً للارتفاع النسبي بمعدلات الهطول المطري مقارنة بالمناطق الأخرى من البادية السورية ويعتقد بأنها تشكل مصدراً كبيراً للعواصف الغبارية في المنطقة الشرقية، وكذلك الرمال الزاحفة منها باتجاه الشرق حيث الفلاحات المحددة نتيجة لانخفاض الهطول المطري، وتتراكم الرمال على الشجيرات الرعوية، وتغطي سطح التربة بارتفاعات لا يستهان بها في المناطق المنخفضة.‏

ـ هضبة الحماد: تتلقى أدنى المعدلات للهطول المطري في سورية أي ما يزيد قليلاً عن الـ /100/ ملم بالعام، ورغم ذلك فيمكن اعتبارها الأقل تعرضاً للتعرية الريحية في البادية السورية حيث تنحصر الفلاحة في بعض الفيضات الصغيرة.‏

ـ المناطق الزراعية وسرير نهر الفرات في منطقة أبي ذر الغفاري في محافظة دير الزور حيث تعمل الرياح في هذه المناطق على تشكيل الكثبان الرملية، وتعمل على طمر /40/ دونماً سنوياً من هذه الأراضي الخصبة في سرير النهر، إضافة إلى زحف الرمال النهرية بشكل كبير في منطقتي الكسرة والضفة.‏

ـ منطقة جيرود وتتعرض لزحف الرمال الجبسية على خط سكة القطار.‏

فهل يكون التصحر مورداً اقتصادياً بديلاً؟ دعونا نفكر بجدية أكبر.

 ■ عروب المصري

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.