لماذا ترك أهل قرية السعادة قريتهم؟!
الجزيرة المعطاءة، سلة سورية الغذائية ومصدر بترولها، في منطقة القامشلي وتحديداً ناحية الجوادية قرية السعادة، اشتكى إلى «قاسيون» عدد من أهالي القرية الذين هاجروا أرضهم إلى الساحل طلباً للعيش وكسب الرزق، الذي يبدو صعب المنال في منطقتهم بعد جفاف من الطبيعة من جهة وظلم وإهمال الحكومة السابقة الفاشلة من جهة ثانية.
يعرض أهالي قرية السعادة معاناتهم ويوضحون أسباب هجرتهم تتعلق بعدد من المشكلات، منها مشكلتهم مع مختار القرية الذي ما يزال يفرض عليهم دفع خوة وحصة من محاصيلهم من القمح والشعير والكمون، ويتعامل مع أهالي القرية كأنه في أيام الإقطاع، والمشكلة الثانية التي تعاني منها أهل القرية هي مشكلة مياه الشرب، فعلى الرغم من الموافقة على فتح بئر ارتوازي في القرية منذ خمس سنوات فما زالت هذه الموافقة حبراً على ورق وهذا ما جعل الأهالي يفتحون الآبار المنزلية (جب عربي) على بعد أكثر من /500/ م عن منزل كل مواطن، للحصول على المياه، وكأنهم يعيشون بالعصر الحجري، ولهذا يناشد الأهالي مؤسسة المياه بالقامشلي بإرواء القرية بمياه الشرب فبدونها لا يوجد حياة.
أما المشكلة الأخرى الهامة التي يعاني منها أهل القرية وعشرات القرى الأخرى في منطقة الجزيرة، فهي الظلم الذي وقع عليهم منذ أكثر من 30 عاماً، عندما تمت مصادرة أراضي قريتهم الطيبة وتمت مبادلتها بأراض بعيدة عن سكنهم وغير خصبة، وهذا شكّل ظلماً وتمييزاً كبيرين بين المواطنين السوريين المتساوون في نظر القانون!..
ولهذا يطالب أهالي القرية والقرى الأخرى المشابهة، بالتراجع عن هذا الظلم الكبير الذي صدر بحقهم وكلهم أمل في أن تطال الإصلاحات الموعودة وضعهم كما حدث مثلاً حين السماح للمزارعين بفتح آبار ارتوازية وعودة العقارات السابقة في مناطق مختلفة من سورية إلى أصحابها، لأننا مواطنون سوريون متساوين بالحقوق والواجبات.
( أهالي قرية السعادة بالقامشلي)