تحويل كلية الهندسة المعمارية إلى ورشة بناء وصيانة

لماذا على طالب كلية الهندسة المعمارية أن يشعر وهو يدخل إلى =كليته في الصباح أنه يدخل إلى خرابة، مع العلم أنه ملزم بالبقاء فيها حوالي 6 ساعات وسطياً في اليوم؟

ولم عليه أن يتحمل البقاء ساعتين في أحد مدرجات كليته لحضور محاضرة لا يسمع فيها إلا أصوات (الكومبريسات)؟!!

ولمَ ولمَ ولمَ....؟؟!!

منذ نحو ثلاث سنوات بدأت عملية بناء توسع لكلية الهندسة المعمارية في جامعة دمشق، وطبعأً لم ينته هذا العمل حتى هذا اليوم، وبما أن عدد طلاب الكلية يزداد كل سنة عن السنة التي سبقتها، لذلك راحت الكلية تضيق على طلابها سواء في مدرجاتها التي لا يتسع أكبرها لـ100 طالب تقريباً مع أن الحد الأدنى لعدد طلاب كل دفعة أصبح يترواح بين 150إلى 180 طالباً، أو في أبنيتها التي أصبح من المستحيل أن تستوعب كل طلاب الكلية مرة واحدة، أو حتى مراسم الكلية الـ(16) التي لايستطيع كل مرسم فيها أن يستوعب أكثر من عشرين طالباً!!

المشكلة الكبيرة هنا هي أن التوسع في بناء الكلية يقع في جهة المراسم والمدرجات، مما يعني أن أصوات الآلات المستخدمة في البناء وضجيجها المزعج جداً هي الأصوات الوحيدة التي يسمعها الطلاب في محاضراتهم.

لذا فإن الطلاب الذين يستطيعون أن يجلسوا في الصفين الأول والثاني من المدرج قد يتمكنوا من فهم المحاضرة، أما بقية الطلاب الذين يجلسون في الصفوف الأخرى فذلك مستحيل عليهم!!

هناك مشكلة كبيرة أخرى ظهرت مؤخراً، وهي أنه تم إزالة الجدار بين المبنى الأساسي للكلية وبين التوسع، مع أن البناء لم ينته بعد، لذا باستطاعتكم تخيل ما يعانيه الطلاب أئناء دروسهم أو خلال وجودهم في الجامعة (وخصوصاً في قبو الكلية) من الغبار والأوساخ التي تدخل إلى الكلية من ورشة بناء التوسع بعد إزالة الجدار، إن مجرد التنفس يصبح صعباً فيضطر الطلاب إلى الخروج من مراسمهم.

السؤال هو: لم استغرقت عملية بناء التوسع كل هذا الوقت مع أنه كان من الممكن أن تنجز العملية خلال سنة واحدة؟؟!!

إنه لمن غير المفهوم أيضاً نشاط ورشات العمل في فترات الدوام، بينما تدخل في حالة من السبات في أيام العطل (عطلة الصيف مثلاً)؟؟!!

إن ماذكر سابقاً ليس كل مايحدث في كلية العمارة، فنحن لم نتحدث بعد عن أعمال الصيانة الداخلية التي بدأت مع بدايات العام الدراسي 2006 -2007، والتي كان أولها أعمال طلاء جدران الكلية أثناء وجود الطلاب في المكان نفسه لتقديم الأقسام العملية لموادهم.

لذا من المستغرب جداً أنه لم يتم إنهاء الطلاء بالصيف بدلاً من فرض المشاكل الصحية التنفسية على الطلاب.

أما بالنسة لأعمال الصيانة بالمدرجات، فهناك المدرج الكبير في الكلية الذي بدأت صيانته مع بداية العام الدراسي الحالي ولم تنته حتى الان، وهو مدرج من ثلاثة مدرجات في الكلية فقط، ولكم أن تتخيلوا كيف أصبح الوضع في ظل ذلك، فعدد الطلاب كبير جداً والتوسع لم ينته بعد، وفوق كل هذا أكبر مدرجات الكلية لا يمكن استخدامه منذ نحو 4 أشهر.

أما بالنسبة للمراسم بما تحتويه من كراسي وطاولات وأجهزة تدفئة، فبالامكان إخباركم أن طاولات الطلاب وكراسيهم التي لا يمكن العمل دونها كانت قيد التبديل والتجديد طوال الفصل الأول، أي استغرقت صيانتها نحو 4 أشهر من بداية العام الدراسي.

ومن غير المعروف لم بقيت أجهزة التدفئة في هذه المراسم معطلة كل هذا الوقت؟ حيث لم يجر إصلاحها إلا منذ فترة وجيزة ولبعضها فقط!

أما بالنسبة لدورات المياه التي بدأت صيانتها مع بداية الدوام في الفصل الثاني من هذا العام، فمن أولى نتائجها أنه لم يعد هناك أي دورة مياه في الكلية قابلة للاستعمال، لذا فعلى الطلاب إذا أرادوا استعمال دورات المياه أن يلجؤوا إلى كلية الهندسة المدنية!

هذا كله ولم نصف بعد حالة واجهة الكلية الرئيسية التي يتراكم أمامها معظم مواد البناء ومخلفات الصيانة، وكذلك بهو الدخول إلى الكلية الذي تحتل هذه الأشياء نصفه، وهناك الممر الواصل بين المكتبة وقاعة الحواسيب وهو مسدود كلياً، وأصبح المكان عبارة عن ساحة للأسمنت..

هذه هي كلية الهمدسة المعمارية، وهذا حالها، فبدلاً من أن تكون نموذجاً للفن المعماري، أصبحت في حالة يرثى لها.

 إلى متى ستستمر معاناة طلاب الكلية ودفهم ضريبة تراخي الجهات المسؤولة عن التنفيذ؟ ومن هو المسؤول عن المماطلة والتقصير سواء في أعمال البناء التي بدأت منذ ثلاث سنواات أو أعمال الصيانة التي بدأت منذ 5 أشهرعلى الأقل؟

آخر تعديل على الجمعة, 11 تشرين2/نوفمبر 2016 13:08