معاناة أهالي حي «الشوربجي» تتفاقم

يستغيث أهالي حي «الشوربجي» (على أطراف دمشق) منذ سنوات بأهل الخير والنخوة بلا طائل.. فما من سامع وما من مجير!!

هذا الحي لمن لا يعرفه امتداد لشارع دف الشوك قرب حي التضامن، وهو يعد امتداداً لبساتين الشاغور التي كانت موجودة في الأيام الغابرة، وتكمن طرافة ومأساة وضعه أنه مجهول الهوية والانتماء، أي أنه غير واضح التابعية، وسكانه لا يعلمون إن كانوا على ملاك محافظة دمشق أو ريفها؟؟!!

وعلى سبيل المثال فهم يدفعون فواتير الكهرباء في «ببيلا» التابعة لمحافظة ريف دمشق، وإصلاح أعطال الكهرباء تقوم بها طوارئ «يلدا» (أيضاً ريف دمشق)، بينما هاتفياً يتبع الحي لمقسم اليرموك (محافظة دمشق) وكذلك المالية.. وهكذا، وكما يقال: (ضايعة الطاسة)!

حي «الشوربجي» هذا غارق في الطين وأكوام القمامة والسكن العشوائي، بسبب الإهمال واللامسؤولية وضياع التابعية.. ويبلغ تعداد سكانه نحو 100 ألف نسمة وهم في تزايد مستمر..

من الناحية الخدمية حدث ولا حرج.. فرغم أننا في القرن الواحد والعشرين إلا أن هذا الحي البائس ما يزال خارج التاريخ، إذ لا توجد فيه حتى الآن مدرسة ابتدائية، وأقرب مدرسة منه تبعد عنه أكثر من 2 كيلومتر، كذلك لا توجد هواتف خاصة إلا لدى شريحة محدودة، ولا تتوفر الهواتف الطرقية رغم وجود الكابينات المخصصة لهذا الغرض. أما الطرقات فهي الأكثر بؤساً حيث لا وجود للأرصفة ولا لإشارات مرور، ومعظم الشوارع غير مزفتة او تآكل فيها الزفت منذ مدة طويلة، وخدمة الإنارة تكاد تكون معدومة..

الداخل إلى الحي أول ما تستقبله هي روائح القمامة التي تملأ المكان.. والتي لا يتم ترحيلها إلا مرة أو مرتين في الأسبوع، وهي تشكل تلالاً عالية على أحد جانبي الطريق الرئيسي للحي كون المنطقة مليئة بورش تصليح السيارات وكل البقايا المعدنية والبلاستيكية وغيرها بالإضافة إلى النفايات المنزلية والطرقية تقذف عشوائياً في الطريق فتنبعث منها روائح كريهة وتصبح ملجأ للحشرات والجراثيم، فتؤثر في المحصلة على صحة السكان كباراً وصغاراً مما يؤدي إلى تفشي الكثير من الأمراض والأوبئة بينهم ويساهم في خلق جيل مشوّه، خصوصاً إذا أضفنا لكل ما سبق أن الصرف الصحي الموجود في الحي عفا عليه الزمن وبات غير صالح، لا بل وفي بعض أطرافه لا تتوفر أساساً خدمة الصرف الصحي.

المثير للسخرية في هذا الوقت بالذات هو الانتشار التلوثي لصور مرشحي مجلس الشعب في الحي ومعظمهم من قوى الفساد الذين لا يعنيهم من هذه المناطق البائسة سوى شراء أصوات سكانها الفقراء، دون تقديم أية خدمة لهم عند فوزهم في الانتخابات..

لذا، فالمطلوب من أصحاب الشأن التوقف عن التشدق بإنجازاتهم الخدمية، والتدخل الفوري لإيقاف هذه المهزلة التي تتم بحق المواطنين، وتقديم الخدمات للحي وإصلاح شؤونه كافة، وتوضيح ما إذا كان هذا الحي تابعاً لمحافظة دمشق أم ريفها؟

فهل من مغيث؟؟

■ دمشق - مراسل قاسيون

آخر تعديل على الأحد, 13 تشرين2/نوفمبر 2016 23:11