الصحة.. والفساد‏‏

من المعروف أن الأدوية التي يحتاج إليها مرضى السرطان في بلدنا غالية الثمن لأن معظمها أجنبي، يتم استيراده بواسطة مؤسسات صحية أو شركات أو جهات أو وسطاء من القطاع الخاص، أو العام، وهنا تنشأ مشكلة كبيرة،

 وربما مزمنة كبقية المشكلات الصحية المستعصية، شقها الأول أن المريض محدود الدخل والإمكانات والحلول، لا يمكنه أن يحصل على دوائه إلا عن طريق المشافي العامة، وشقها الثاني أن بعض الشركات التي يتم التعامل معها على نطاق كبير محلياً، وخاصة في مشافي القطاع العام، تعمد إلى الاحتيال والغش، وتشرع بالترويج لأدويتها التي غالباً ما تكون غير مطابقة للمواصفات المطلوبة، ولكنها تنجح بالفوز بالمناقصات المطروحة بمساعدة عملائها المحليين، المتنفذين الذين لا يقوى أحد على مواجهتهم بفسادهم، ويصبح الدواء غير النافع، أو الضعيف الفعالية، أو المخالف للمواصفات قيد التداول بعد الفوز بالمناقصة بوقت قصير، وبالتالي لا يدفع ثمن هذا الفساد ولا يقع ضحيته إلا المواطنون السوريون، والفقراء منهم على وجه الخصوص..
نقول هذا الكلام بناء على جملة من المعطيات التي نعرفها يقيناً، والتي أكدها لنا عدد من الأطباء والعاملين الإداريين في مشفى البيروني، وعليه، فإننا نطالب وزارتي الصحة والتعليم العالي بفتح تحقيق جدي بهذا الموضوع، وتحويله للتفتيش المركزي إن تطلب الأمر، فصحة الناس ليست للبيع والربح والعبث