غابة «اللزّاب» تعود للحياة..
يلفت الانتباه بشدة عودة الحياة لسلسة جبال القلمون، عبر عودة أشجار «اللزّاب» الرائعة إلى التكاثر والنمو مؤخراً، بعد نحو قرن من اقترابها من حالة الانقراض، نتيجة قيام «العسكر العصمللي» أثناء الحرب العالمية الأولى، أو «السفر برلك»، باحتطاب معظمها ليطعهما لقطار سكة الحجاز..
وقد ساعد الأشجار على النمو والتكاثر مجدداً التوقف الكلي للسكان المحليين عن احتطاب ما تبقى منها بعد توفر الطاقة النفطية، وتواجد حطب التدفئة بكثرة مع الإقبال الكبير على زراعة الأشجار المثمرة في المنطقة، وخاصة التفاحيات والكرز، وأيضاً مع اعتبار المنطقة محمية طبيعية وتوقف الصيد فيها..
يذكر أن شجرة «اللزّاب» التي تصنف ضمن فصيلة السرو، هي شجرة نادرة الوجود في العالم، وربما لا مثيل لها إلا في جبال القلمون، وهي لا تنمو إلا في المناطق التي يزيد ارتفاعها عن /1500/ متر، أي أنها شجرة سورية بامتياز...
يقال في الأسطورة الشعبية إن هذه الشجرة تموت إذا قطع أعلى غصن فيها، وإنها تتكاثر بمساعدة الصقور.. فهل هذا يعني أن الصقور السورية بدورها لم تنقرض بعد، وأنها ما تزال تعيش في أعالي جبال القلمون؟؟
يبقى أن نقول إن من يرغب برؤية هذه الشجرة العظيمة، ما عليه إلا التوجه إلى جبال «عسال الورد» أو «الجبة» أو «رأس المعرة» أو «المشرفة» ليرى شجرة لا تشبه أي شجرة رآها في حياته.. والدعوة عامة!.