شكاوى بالجملة على مدير مدرسة المحدثة الأولى في صحنايا المدير متهم بالتسلط والضرب والأساليب الزجرية

بدأت تصلني منذ ثلاث سنوات، شكاوي شفهية على مدير مدرسة المحدثة الأولى في صحنايا، تتعلق بأسلوبه القاسي (الزجري)، وقيامه بعملية ضرب الطلاب. ويومها حدثوني عن حالة ضرب قام بها هذا المدير لطالب والده يعمل مذيعاً في التلفزيون. ودائماً كان جوابي صحافياً أننا لا نتعامل مع الشفاهية والثرثرات، ومن دون شكاوى خطية موثقة لا يمكن أن تتحرك.

ومنذ أيام جاءتني شكوى موقعة من (15) مدرّسة وموظف تتعلق بالتجاوزات القانونية والإدارية لمدير المدرسة.. هذا نصها:

«إلى من يهمه الأمر..

شكوى مقدمة من مدرسات ومعلمات مدرسة المحدثة الأولى في صحنايا

نتقدم بشكوى ضد مدير المدرسة الأستاذ أيمن اسحق لتجاوزاته القانونية المتكررة التالية:

ـ التعامل مع المدرسات والطلاب معاملة متسلطة وغير لائقة وتوجيه ألفاظ نابية وضرب الطلاب.

ـ إخراج المعلمة من الصف خلال الحصة الدرسية لتوجيه ملاحظات لها وإشغالها عن درسها واقتحام الصف دون إذن أو قرع الباب.

ـ التعامل مع بعض الأهالي بطريقة غير لائقة والإساءة لهم.

ـ استخدام المدرسة للترويج عن دورات تعليمية لصالح معهده الخاص به، وعدم السماح للآخرين بذلك.

ـ غسل السيارة الخاصة به في باحة المدرسة من مستخدم المدرسة بمياه الشرب وحرمان الطلاب منها.

ـ إهانة مستخدم المدرسة أمام الجميع يوم الاستفتاء.

ـ يقوم بإعطاء ثلاثة أو أربعة دروس خلال حصة درسية واحدة بشكل مستمر وجمع أكثر من شعبة واحدة في حصة درسية واحدة مع العلم أنه يدرس مادة القومية في المدرسة.

ـ إعلام المدرسات بأن موعد تسليم الجلاء يوم 26/5/2007 مع العلم أن المدرسة حلقة ثانية والضغط على المدرسات بالإسراع بتسليم النتائج مما دفعهن لإهمال دراسة أولادهن مع العلم أن موعد تسليم الجلاء هو 26/6/2007م.

ـ وضع البرنامج الدراسي بشكل غير تربوي وتعمد تخريب البرنامج بعد إصلاحه من المدرسات.

ـ الإساءة لمدرسة التربية الفنية.

ـ استخدام تعابير مثل (مدرستي ـ آنساتي) وكأنها مدرسته الخاصة.

ـ إبلاغنا ببعض قرارات التربية بطريقة مختلفة عن مضمونها بحيث تخدم أهواءه الشخصية وتسلطه».

حملنا هذه الأوجاع والشكاوى إلى المدير والتقيناه في معهده الخاص مساء الخميس 14/6/2007.

بداية، سألناه عن وضع البرنامج الدراسي بشكل غير تربوي، وتعمد تخريب البرنامج بعد إصلاحه من المدرسات، فدافع عن نفسه معتبراً أن ضرورات العمل التربوي تقتضي من المدير أن يوازن بين الشعب أثناء وضع البرنامج وحسب توجيهات التربية مراعاة البرنامج لرغبات المدرسات ليس حقاً، فحسب القانون المدرسة أو المدرس موظف مستنفز كامل فترة الدوام، عموماً ضرورة توزيع البرنامج لا ترضي جميع المدرسين.

ونحاول الوصول إلى أقرب صيغة تحقق الهدف التربوي ورغبات المدرسات بحيث لا تتضرر العملية التربوية.

ورداً على موضوع ترويجه لدورات تعليمية في معهد الخاص، ذكر أن هذا الكلام كذب فاضح، وحين يسألني تلميذ ما عن الدورات في معهدي داخل المدرسة لا أجيبه وأقول له: اذهب إلى المعهد بعد الدوام واسألني.

وبعض المدرسات تحدثن عن حادثة ضرب مارسها الأستاذ اسحق بحق طالب شاهده يروّج لدورات تعليمية لوالده داخل المدرسة. ووصلنا إلى النقطة الأهم المتعلقة بأسلوب الإدارة التسلطي الذي يمارسه بحق الطلاب والمدرسات فردّ على هذا الإتهام معتبراً أنه لا يمكن أن يتقصّد معلمة بعينها وهو يعامل الجميع بعدالة وهذا الاتهام جاء استجابة لحادثة فبعد مشاهدته لمدرستين تتحادثان بعد بدء الدرس بـ12 دقيقة قام بمناداتهما بصوت عالٍ «ماذا تفعلن هنا؟» «تفضلن على صفكما». وهناك من يقول إن المدير تابع «بهدلة» المدرسين في الإدارة. وفي اليوم ذاته حدث اتصال من مكتب مدير التربية في ريف دمشق تخص شكوى بحقه وقام المدير بمقابلة مدير التربية الذي رأى أن الأستاذ اسحق لم يخطئ وطالبه بالقيام بعملية استجواب للمدرستين.

وفي نفيه لتهمة التسلط والضرب بادر بسؤالي: إذا كنت متسلطاً ونمروداً وو... لماذا يصرّ «كل الأهالي» في صحنايا على نقل أولادهم إلى مدرستي؟ ويتابع أنا لست نبياً. أنا إنسان من لحم ودم أعصب ولكن لا أضرب. فالضرب جريمة في التربية. لكن ماذا تقول لطالب يأتيك يومياً وعلى شعره «جل» ورغم التنبيه المتكرر يمارس القصة ذاتها؟

هنا من واجبك أن تقول لهذا الطالب إذا بقيت على هذا الحال لا تأتِ إلى المدرسة فوجودك ليس وجود طالب.

وفي دفاعه عن موضوع التسلط المتهم به قال الأستاذ إسحق، أن نوعيات معينة من الطلبة الكسالى تستوجب الزجر.

وسألته حول موضوع إعطائه عدة دروس دفعة واحدة للشعبة ذاتها ذكر أن ذلك لم حدث خاصة هذا العام وإذا حدث وتأخرت بسبب اجتماع تربوي فأعطيهم درسي بدل درس رياضة.

وأتابع حواري: البعض يقول إنك تغسل سيارتك داخل المدرسة. كما إنك تدخل السيارة إلى باحة المدرسة!

طبعاً. لم ينكر السيد اسحق موضوع وضع السيارة داخل المدرسة لكن غسيل السيارة يرد عليه بأن ذلك حدث مرة واحدة وكان ثمن مياه الخزان من حسابه الخاص. وقد دفع ثمن غسلها للمستخدم.

ـ وأسأله حول إهانته للمستخدم يوم الاستفتاء فيرد بأنه زجره ولم يقم بعملية الإهانة، طالبته بالشغل فلم يعمل وطلبت منه كتابة استجواب ولم يقم بعملية الرد على استجوابي وأرسلت ذلك إلى تربية الريف.

في النهاية نحن لا ننكر السمعة الجيدة للمستوى التعليمي في هذه المدرسة. والأكيد أن الأهالي سيكونون سعداء بنتائج أبنائهم وطبعاً لا توجد جهود فردية تحقق نجاحات عامة فطاقم التدريس مضاف إليه الإدارة الجيدة كفيل بتحقيق نتائج جيد’.

ثمة مشكلة دائمة تجعل الكثير من المدرسين والمدرسات من الشكاوي على إداراتهم تتعلق بالدعم الذي يعطى لبعض الإدارات من جهات لا علاقة لها بالتربية. وفي أحيان كثيرة تأتي نتائج التحقيق عكس توقعات المشتكين فيبدأ ذلك المدير بتصفية حساباته مع المشتكين.

نحن من موقعنا الصحفي نأمل تحقيق العدالة للجميع. ونعد أي مدير متسلط أياً كان دعمه أن نكون له بالمرصاد شريطة أن تكون الشكاوى موثقة وجماعية وحقيقية، بالنهاية شكوى يوقعها 15 مدرسة وموظف تستحق التوقف والتحقيق والمتابعة، والأكيد سنتابع الظلم أينما كان لندافع عن المظلومين. وكلنا ثقة أن السيد وزير التربية مع الإنسان المظلوم أينما كان.

 ■ مصطفى علوش

آخر تعديل على الأحد, 20 تشرين2/نوفمبر 2016 22:19