الحرب على الفساد مجرد شعارات.. من ينصف المتضررين من الاستهتار الحكومي؟
لعل السيد رئيس مجلس الوزراء السوري الموقر يعلم بحقيقة المآسي التي تعرضت لها مدينة السلمية التابعة لمحافظة حماه خلال وقت قصير..
فقد أصيبت هذه المدينة بكارثتين، أواخر أيار الماضي، الكارثة الأولى من صنع الله، أمطار غزيرة أدت إلى سيول وفيضانات، كان من نتائجها إتلاف المحاصيل الزراعية كافة. وكان من الممكن تلافي هذه الكارثة، حتى في بلدان نتهمها بالتخلف كبنغلاديش وأرتيريا. والكارثة الثانية تمثلت في إصابة 600 مواطن في السلمية بمرض اليرقان (تلوث الكبد)، نتيجة تغيير شبكة المياه، في صفقة فساد بين البلدية، ومتعهد مدعوم من الجهات الوصائية، وكان من نتيجة ذلك تسرب مياه المجارير إلى مياه الشرب، دون تنبيه المواطنين ودون إنذارات. شرب المواطن البول والبراز، وتعطل الطلاب عن الامتحانات الجامعية وعن الثانوية والإعدادية، ولكن مازالت اللجان تتشكل، وتزور المدينة، تبحث عن التفاصيل.
السيد رئيس مجلس الوزراء: أنت أصدرتَ أكثر من تعميم للجهات العامة المعنية، لإعطاء مشاريعها للشركات الإنشائية الحكومية، ولكن هذه الجهات لا تلتزم بالتعليمات، والفساد عشش في المواقع كافة ، والحصص متبادلة بين هذا المسؤول وذاك بشكل شبه علني. نسألك: متى نحارب الفساد في المواقع كافة؟ إن كل الكلام والشعارات عن الإصلاح الإداري تصبح مجرد لغو في حال استمرت الأمور كما هي عليه الآن، لأن الفساد قضية اقتصادية، والحلول الواقعية هي حلول سياسية.
السيد رئيس مجلس الوزراء: من حقي ،كمواطن، أصيب أبناؤه بالتهاب الكبد، قبل بدء الامتحانات الجامعية والثانوية العامة بيومين، وقد منعهم هذا المرض الوبائي من تقديم امتحاناتهم، أن أقيم دعوى قضائية على مدير وحدة المياه في السلمية، ومدير مؤسسة المياه، وعلى سيادتكم، كأعلى سلطة في الجهاز التنفيذي في سورية، خصوصاً وأن بعض الطلاب استنفد فرص الرسوب. وأسأل سيادتكم: على حساب من يتعطل مستقبل هؤلاء الطلاب؟! ومن سيعوضهم عن كل ما أصابهم؟؟
■ نزار عادلة