معضمية الشام.. أزمات متعددة!
قطع التيار الكهربائي عن معضمية الشام بشكل نهائي منذ يوم السبت 18/11/2012 الساعة 12 ظهراً ومازالت بجميع الأحياء مقطوعة.
سألنا.. قيل لنا لضرورات أمنية، وسألنا مرة أخرى قيل لنا... العصابات المسلحة ضربت المحولات وخربت المحطة، وسألنا أيضاً قيل لنا لن يرجع التيار قبل شهر أو أشهر، اتصلنا وسألنا الطوارئ قالوا لنا لا نعرف لماذا قطع التيار.
المعضمية في كل أحيائها الشرقية والغربية والشمالية تضم أكثر من 70 ألف مواطن ماذا يعني قطع التيار الكهربائي عن هذه المنطقة وأغلب سكانها من الفقراء وذوي الدخول المحدودة هذا السؤال أوجهه إلى وزير الكهرباء وإلى الجهات الأخرى أمنية وسياسية، وأعلم أنهم لن يجيبوا وأجيب عنهم نيابة عن الفقراء في هذه المنطقة وخصوصاً في الأحياء الشرقية والشمالية والتي تفتقد إلى الحد الأدنى من الخدمات أبرزها:
عدم وجود مدارس ومركز صحي وشوارع نظيفة وأية خدمات أخرى يحتاجها الإنسان، وتستنزف دخول هؤلاء أجور نقل أبنائهم إلى مدارس دمشق وإلى المزة تحديداً حيث يكلف الطالب شهرياً 3500 ل.س، ولن أتحدث عن الخدمات المفقودة الأخرى لأن شرحها يطول، أقول بشكل واضح إن هناك قوى وفئات تعمل على مفاقمة الأزمة في سورية، ونحن نعلم أن حكومة العطري الدردري خلقت الحاضنة لما يجري في سورية، وسبق أن قال لي الدردري حرفياً في أحد الاجتماعات:
«أنت تعرف إلى أين أقود سورية اقتصادياً، أجبته: إلى الخراب أعرف ذلك».
لقد فرخ الدردري العشرات والمئات يقيمون بيننا ولكن ليس في المعضمية، بعضهم هرب إلى الخارج والآخرون في أبو رمانة والأحياء الراقية وهؤلاء لا ينقطع التيار الكهربائي عن بيوتهم، قطع التيار الكهربائي لأيام عديدة وربما يدوم شهراً أو أكثر لا يتسبب في خسائر لسكان المعضمية لأن براداتهم خاوية على عروشها ولا يوجد بداخلها سوى المكدوس والزعتر والخبز وهو غذاؤنا اليومي، ولكن تضررنا أكبر في انقطاعنا عن العالم، لأن انقطاع التيار رافقه انقطاع الاتصالات كافة وتضرر أطفالنا الذين يدرسون ويكتبون واجباتهم المدرسية على ضوء الشموع وتضررنا في أمراض بدأت تظهر بين الأطفال وكبار السن بسبب عدم وجود تدفئة مازوتية أو كهربائية في بيوت تفتقد إلى الحد الأدنى من الخدمات وأصبحنا نتساوى مع الذين هربوا من جحيم القصف ويعيشون في الخيام.