طلاب معهد فلسطين بين الفساد والليبرالية
بدأت مشكلة طلاب معهد فلسطين التقني والفني/المدينة التعليمية لأبناء شهداء فلسطين في عدرا بعد صدور نتائج امتحانات الفصل التكميلي لهذا العام وأثناء مقابلتنا مع طلاب من المعهد تحدثوا بالتفصيل عما حدث.
محاسب.. أم والٍ عثماني؟
يشكو الكثير من طلاب المعهد من أسلوب تعامل الإداريين اللاحضارية مع الطلاب، وخاصة محاسب المعهد المدعو(خ.ع) بحجة أنه يملك الصلاحيات لغرض رقابة إجبارية على الطلاب، علماً أن هذا الموضوع هو من اختصاص شؤون الطلبة. ويتساءل الطلاب هل هذا الموظف محاسب أم وال عثماني على الطلاب؟ كما أن الهيئة الطلابية المنتخبة لا تمارس دورها بحجة الأوضاع الراهنة في البلاد.
اعتصامات وعريضة
برزت مشاكل أخرى في المعهد أولها قضية الرسوم التعليمية السنوية والتي تبلغ حوالي 80 ألف ليرة سورية، حيث اعتصم الطلاب من أجل عدة مطالب أولها تغيير مكان المعهد كونه يقع في منطقة توتر أمني، كما طالبوا بدفع الرسوم السنوية على دفعات بسبب الأوضاع المعيشية السيئة، وثالثاً عدم التعامل مع الطلاب بأساليب غير حضارية مثل التمييز بين الطلاب.
وبعد اعتصامين وعريضة موقعة من الطلاب، وفي أول رد لمسؤولي واتحاد الطلبة الفلسطيني على مطالب الطلاب المحقة، هددوهم بـ«الأجهزة» إذا لم يكفوا عن مطالبهم، كما بادرت إدارة المعهد إلى معاقبة الطلاب بأسلوب جديد وهو منع الطلاب الذين لم يدفعوا الرسوم من الدوام في المعهد في السنة الدراسة الجديدة (ما بتدفع... ما بتطلع)!
فيسبوكيات
واحتجاجاً على هذا الظلم الواقع على كاهل الطلاب أطلق مجموعة منهم صفحات وكروبات على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك منها صفحة تسمى «معهد فلسطين بلا إدارة»، بعد أن ذهبت جهودهم ومطالباتهم المستمرة أدراج الرياح وبعد إتباعهم كل الأساليب المتاحة من اعتصام وتوقيع عريضة وتشكيل وفود، فتوجهوا إلى صفحات العالم الافتراضي للتعبير عن هواجسهم اليومية ومعاناتهم الدراسية.
إبداع كل الوسائل لنهب الطلاب
منذ العام الدراسي 2011 ــ 2012 أصدرت إدارة المعهد قراراً تعسفياً يقضي بفرض غرامة مالية قدرها 50 ل.س على كل طالب يتغيب عن حضور محاضرة واحدة وذلك بحجة إن باصات نقل الطلاب تعود فارغة إلى دمشق علماً إن الإدارة تخبر كل طالب مستجد إن تكاليف نقل الطلاب مؤمنة على المعهد وتفاجأ الكثير من الطلاب نهاية العام الدراسي إذا بوجود غرامات مفروضة بحقهم على الشكل التعسفي وغيرها الكثير من القرارات والتحايل على الطلاب.
ضد الفساد والليبرالية
عندما وقفت صحيفة «قاسيون» ضد الفساد والليبرالية واعتبرتهما ثنائية أضرت بالشعب والوطن أذن من طين وأخرى من عجين، كانت في استقبال صوت قاسيون الجريء، ورغم ذلك بقيت الصحيفة على عهدها في كشف مواقع الفساد في البلاد والوقوف في وجه الليبرالية الجديدة التي جلبتها لنا الخطة الخمسية العاشرة وممثلو الدردرية في البلاد وأثبتت الحياة بعد انفجار الأزمة في سورية أن اجتثاث مواقع الفساد والتراجع عن الإجراءات الليبرالية وحدها كفيلة بإنقاذ البلاد من الفرق. إن المطالب المحقة لطلاب معهد فلسطين وأسلوب تعامل الإدارة معها هو مجرد غيض من فيض مما يحدث في مؤسساتنا التعليمية تحت وطأة الفساد والليبرالية إن مصلحة الأغلبية الساحقة من السوريين تتعارض اليوم أكثر مما مضى مع منظومة الفساد والليبرالية لذلك فإن مطالب طلاب الوطن برسم من بقي نظيفاً في جهاز الدولة.