عين العرب.. حصار «تكفيري»!!
منذ تفجر الأزمة السورية بشكلها العنفي، وامتداد الأزمة إلى محافظة حلب وريفها، شهدت العديد من بلدات ومناطق المحافظة أوضاعاً خاصة تجلت بحصار مناطق محددة، بعضها كان ذا بنية طائفية وإثنية محددة، كما حدث في «نبل والزهراء وعفرين، والباب وغيرها»
وفي هذا السياق تشهد منطقة «عين العرب» منذ أشهر حصاراً خانقاً من قبل الجماعات التكفيرية المسلحة، أدى إلى حدوث مأساة إنسانية، حيث تعرض خلال هذه الفترة المئات من أبناء المدينة للخطف بمن فيهم أطفال ونساء وشيوخ، ومنهم150 طالباً كانوا في طريقهم الى حلب لتقديم امتحانات الشهادة الثانوية، وذهب العشرات من المدنيين الأبرياء ضحية هجمات متكررة قامت بها هذه الجماعات، في حين تتحدث الأنباء مؤخراً عن السيطرة على بعض القرى المتاخمة للبلدة، والعمل على استباحة المدينة، كل ذلك في ظل صمت إعلامي كامل؟!
إن هذا العمل المدان بكل المقاييس الدينية والوطنية والإنسانية، يستوجب عدا عن استنكاره السؤال عن هدفه، وغايات من يقوم به؟
ولدى الوقوف عند ما تقوم به الجماعات التكفيرية ودورها في الأزمة يتبين بجلاء أنها تقوم بمهمة إثارة الفوضى، عبر إثارة الفتن على أساس قومي وديني ومذهبي، وتحاول أن تشرعن الانقسام المجتمعي، وعدا عن ذلك تساهم باللعب بالديمغرافيا السورية من خلال التهجير، وإثارة الرعب، وتعميم الموت على أساس «الهويات» تحضيراً لفرض الخرائط التي يعمل أسيادها لفرضها على شعوب المنطقة.
إن الجميع مدعو إلى التنبه لهذه الأساليب القذرة التي تسعى إلى ضرب النسيج المجتمعي السوري، عبرافتعال الصراعات العرقية والدينية والطائفية، فالوقائع الملموسة تؤكد أن الكل مستهدف من هذه الجماعات.