مقابلة مع رئيس البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية
أعرب رئيس «البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية» عن اعتقاده بأن مبادرة «الحزام والطريق» سوف تمثّل تحولاً جذرياً في مجالات يعمل فيها البنك منذ سنوات طويلة.
وقال رئيس البنك، سوما تشاكرابارتي، خلال مقابلة مع «شينخوا» الصينية، إن القيم الأساسية للبنك هي ذاتها القيم الأساسية الخاصة بمبادرة الحزام والطريق ، مضيفا بقوله «هناك مساحة كبيرة جداً من التوافق والتشابك بين ما نقوم به وما تطرحه مبادرة الحزام والطريق».
وقال تشاكرابارتى إن رؤية المبادرة تمثّل إطاراً للتعاون والتنمية عبر الدول والقارات التى يدعمها البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية.
وأشار تشاكراباتي إلى أن قيماً مثل التكامل والتنمية الخضراء والشمول، قد وَردَ ذكرها بشكل متكرر خلال منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي الذي عُقد في مدينة بكين في شهر مايو من العام الجاري، وهي قيم تمثل أيضاً جزءً من القيم الأساسية للبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية.
صرح تشاكرابارتي بذلك قبل توجيه رسالة دعم قوي للمبادرة خلال الاجتماع السنوي لمركز التنمية العالمية في واشنطن الذي يبحث كلاً من الفرص والتحديات الخاصة بمبادرة الحزام والطريق. وتشاكراباتي هو أيضاً الرئيس المشارك للاجتماع السنوي لمركز التنمية العالمية .
تجدر الإشارة إلي أن البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية قد تأسس في عام 1991 كبنك للتنمية، حيث عمِلَ مبدئياً في منطقة شرق ووسط أوروبا، من مقره في لندن. وقد توسعت مجالات عمل البنك خلال العقود الماضية لتشمل مناطق آسيا الوسطى والبحر المتوسط وشمال أفريقيا.
وقد أصبحت الصين المساهم ال67 في البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية في عام 2016، والدولة ال65 في امتلاك أسهم في البنك، بالرغم من أنها ليست من البلدان التي يمارس فيها البنك أنشطته.
رؤية متكاملة
وقال تشاكرابارتي إن رؤية الصين وعمليات البنك تتكاملان مع بعضهما البعض.
وأضاف بقوله «إذا ما نظرتَ إلى عدد الدول التى نعمل فيها، وجدت أنها 37 دولة، ثم سوف ترى بعد ذلك أن 32 منها تقع في نطاق مبادرة الحزام والطريق. في الحقيقة، لقد اتسعت مساحة تواجدنا في آسيا الوسطى التي تعد قلب مبادرة الحزام و الطريق».
وأوضح تشاكرابارتى أن استثمارات البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية قد زادت بنحو 75 بالمائة سنوياً في آسيا الوسطى خلال الأعوام الخمسة الماضية، بما إجماليه 12 مليار دولار أمريكي.
وأكد تشاكرابارتي أيضاً على أهمية القطاع الخاص في بناء مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين . وتابع بقوله «نعتقد أن مبادرة الحزام والطريق لا يمكن أن تحظى بالنجاح دون التركيز الهائل على استثمارات القطاع الخاص -- ففي قطاعات الطاقة أو النقل أو أياً كان القطاع، سواء كان قطاعاً مادياً أو غير مادي، فأنت تحتاج إلى شراكة بنوك استثمارية متعددة الأطراف. أنت تحتاج خليطاً من الاستثمارات، ولكنك أيضاً تحتاج إصلاحاً للسياسات لاجتذاب المزيد من المستثمرين إلى هذه الدول».
وأشار تشاركرابارتي إلى أن نمط البنك يركز أيضاً على القطاع الخاص. ومنذ أصبحت الصين أحدث مساهم في البنك، ازداد التعاون بين البنك متعدد الأطراف والمنظمات الصينية،عمقاً واتساعاً.
التعاون مع البنك الآسيوي للاستثمار في البنية الأساسية
تجدر الإشارة إلى أن البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية رحّب وسارع في تقديم الدعم للبنك الآسيوي للاستثمار في البنية الأساسية.
وأوضح شاكرابارتي أن التعاون بين البنكين يظهر بوضوح، حيث يعمل فريق يضم مسؤولين من البنكين، في مقر البنك الآسيوي للاستثمار في البنية الأساسية في بكين.
وقال تشاكرابارتي «سوف يساعد ذلك على تعميق الترابط فيما بيننا، والذي ينتقل من قوة إلى قوة، فلدينا استثمارات واتفاقات جديدة».
وأضاف «بالمشاركة مع البنك الآسيوي للاستثمار في البنية الأساسية، قمنا بتمويل مشروع طاجيكستان، وهو الطريق من دوشانبي حتى الحدود الأوزبكية».
إن أول مشروع مشترك بين البنكين هو الطريق الشرقي- الغربي السريع في آسيا الوسطى، وهو المشروع الذى حاز على موافقة البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية بتمويل منفصل يبلغ 35 مليون دولار أمريكي في عام 2015 .
وقد صُممَ الطريق للربط بين كل من طاجيكستان وأوزبكستان و أفغانستان وقازاقستان و قيرغيزستان وتركمانستان.
وقال تشاكرابارتي إنه يأمل في أن تتمكن المؤسستان من زيادة توسيع التعاون فيما بينهما، مضيفا ًبقوله «هناك احتمالات لتقديم تمويل مشترك لمشروعات في جورجيا ومصر وقازاقستان و أوزبكستان، وهذه هي مشروعات جديدة سوف يشارك البنكان سوياً في تمويلها».