عرض العناصر حسب علامة : الفساد

أعمال المجلس العام لاتحاد العمال في يومه الثاني: القضاء على الفاسدين الكبار ومحاسبة الحيتان الكبيرة ومحتكري السوق!

 المجلس العام الذي اختتم أعمال دورته العادية الحادية عشرة صباح الخميس الماضي، (والذي نشرنا فعاليات اليوم الأول منه في العدد الماضي) ألقى أعضاؤه مداخلات هامة في يومه الثاني، أكدوا فيها على ضرورة العودة إلى مفهوم الاعتماد على الذات في مواجهة الضغوط والعقوبات والحصار الاقتصادي، وأهمية حل مشكلات الحياة اليومية للمواطن من الجهات المعنية، كما دعاالأعضاء في مداخلاتهم الحكومة إلى اتخاذ خطوات عملية أوسع وسريعة لمعالجة وحل مشكلة البطالة والاهتمام بالقطاع العام والعمل الجاد لتطويره وتعزيز دوره في عملية التنمية، مطالبين بالتشدد في محاسبة المحتكرين والمفسدين ومستغلي الأزمات حتى الوزراء منهم، والمقصرين ووضع آليات فعالة لتعزيز الرقابة التموينية لمواجهة الارتفاعات الجنونية للأسعار.

المصروفون من الخدمة في مؤسسة الطيران العربية السورية: الحكومة السابقة ظلمتنا.. والحكومة الحالية تتلكأ بإنصافنا

لعب الفاسدون في سورية دوراً مهماً في تشويه الحقائق وقلبها والتسويق للمشوه منها، حتى أصبح الفساد ثقافة بحد ذاتها، فجرى عن سابق إصرار وترصد وضع الخطط المدروسة للإيقاع بجميع فئات الشعب السوري، لينغمسوا في مستنقع الفساد.. هذه الخطط التي كانت تحاول التواري خلف التصريحات المتواصلة من المسؤولين الرسميين في الحكومة وزعمهم أنهم يعملون ليل نهار من أجل القضاء على الفساد والمفسدين، وأن مهمتهم الرئيسية (وتحديداً)  في الخطة الخمسية العاشرة كانت محاربة الفساد، ما لبثت أن تعرت وفُضحت تماماً عند أول محك حقيقي تمر به البلاد. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: عن أي فاسدين كانوا يتحدثون، وماذا كانوا يقصدون بتصريحاتهم «الخلبية» التي تعد اليوم من أبرز أسباب تفجر الأزمة؟.

ضاحية قدسيا.. بعض ما خلّفه الفساد وسوء التخطيط!

تعدّ ضاحية قدسيا في ريف دمشق امتداداً لما يسمى بـ«الشام الجديدة»، وتتميز من حيث المبدأ باتساع مساحاتها وكثرة مبانيها السكنية.. وكذلك بضيق شوارعها ذات الزفت المنّقر على امتداده، كما تتميز بما تضمه حدودها الإدارية؛ من أوقح ملامح الفساد، وأبشع مظاهر سوء التخطيط، وشتى أشكال رداءة التنفيذ، وخلافه من مباعث الامتعاض المواطني، ولكنها رغم ذلك بقيت حتى وقت قريب تمثّل الملاذ الوحيد لسكن أصحاب الدخل المتوسط (والمحدود إذا تعلّق الأمر بالسكن الشبابي)..

العمال والمهندسون المصروفون من الخدمة

إن أكثر القضايا التي شغلت الرأي العام والمجتمع السوري منذ سنوات وإلى الآن هي قضية الفساد الكبير، الذي كان وما زال سمة أساسية من سمات السياسات الليبرالية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، والفساد الكبير ليس المقصود به نهب المال العام فقط على أهمية هذه المسألة من حيث نتائجها السياسية والاجتماعية، بل نعني به أيضاً الفساد الإداري (الكبير) الذي هو وجه آخر من أوجه الفساد لا يقل تأثيره من حيث نتائجه عن الفساد المالي، ومكمل له.

هذا ما يجري عندما يصبح الفساد قانوناً


◄ ستيركوه ميقري

إذا كان الدستور يعد أبا القوانين، حيث أنه يكفل في الدولة الحديثة «كونه العقد الاجتماعي» حماية حرية المواطنين وحقوقهم من اعتداءات الدولة، لما تتمتع به من سلطة ونفوذ، وضمان المساواة والعدالة بين أفراد المجتمع، وباعتبار أنه يجب التمييز بين وظائف الدولة الثلاث، التشريعية و التنفيذية والقضائية.

وإن تقرير مبدأ دستورية القوانين يعني أن يكون سن أي قانون خاليا من العيوب، شكلية كانت أو موضوعية، وأن لا يشوب تفسيره أية التباسات قد تؤدي إلى أخطاء كبرى عند تطبيقه، وهذا الوضع يتبدى بوضوح في تلك المجتمعات والدول التي يكفل فيها الدستور الفصل بين السلطات الثلاث ، التنفيذية والتشريعية والقضائية ، وتمنح السلطة الرابعة جلالة الملكة «الصحافة الحرة » الحق بممارسة دورها الرقابي المهم، أما عندنا فالأمر مختلف جدا، وعلى سبيل المثال المادة 137 من النظام الأساسي للعاملين في الدولة، والتي تنص على: «مع الاحتفاظ بأحكام قانون الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش وأحكام قانون الجهاز المركزي للرقابة المالية:‏

1- يجوز بقرار من رئيس مجلس الوزراء بناء على اقتراح لجنة مؤلفة من وزير العدل ووزير الشؤون الاجتماعية والعمل ورئيس الجهاز المركزي للرقابة المالية صرف العامل من الخدمة وتصفى حقوق العامل المصروف من الخدمة وفقا للقوانين النافذة.‏

2- لا يسمح باستخدام العامل المصروف من الخدمة بموجب الفقرة/1/من هذه المادة /وذلك مهما كانت صفة هذا الاستخدام/ إلا بقرار من رئيس مجلس الوزراء يجيز ذلك» والالتباس الموضوعي الواقع في هذه المادة هو خروجها ومخالفتها لروح ومحتوى الدستور، أو إنكار حق من الحقوق المقررة فيه وهو حق العمل.

ولو كان يجري تطبيق هذه المادة تطبيقاً موضوعياً لا دخل للإرادات والميول الشخصية عند تنفيذ القانون لما حدث الالتباس، ولكن المشكلة أن تطبيق القانون في مجتمعنا لا يسير بخط مستقيم لا اعوجاج فيه بل العكس هو الذي يجري في أحيان كثيرة ودائما هناك «خيار وفقوس» عندنا ،وأول التباس يبدو في نص هذه المادة هي كلمة «يجوز» ، فالبعض فسرها أن المادة أعطت حقا مطلقا لرئيس الوزراء بصرف الموظف من الخدمة دون مراعاة الشرط الوارد بعد هذا الجواز، وهو أن يستند بقراره إلى اقتراح لجنة مؤلفة من وزير العدل ووزير الشؤون الاجتماعية والعمل ورئيس الجهاز المركزي للرقابة المالية صرف العامل من الخدمة، في حين أن المشرع يقصد بكلمة « يجوز » أنه أعطى الحق لرئيس الوزراء بالصرف من الخدمة على أن يستند إلى اقتراح اللجنة التي حددتها هذه المادة، وبمعنى أوضح أنه لا يجوز ولا يحق لرئيس مجلس الوزراء أن يصدر قرارا بصرف العاملين من الخدمة إلا بعد أن يستند في إصداره على اقتراح اللجنة، ويأتي الالتباس الثاني في تشكيل اللجنة، فرغم النص على أعضائها بصفتهم الوظيفية إلا أنه لم يحدد من هو رئيسها وكيف تقوم بأداء عملها وآلية عقد اجتماعاتها لأداء هذه المهمة الملقاة على عاتقها حسب نص المادة، وإن إغفال المشرع لهذه القضية نتج وينتج عنه تطبيق مخالف لها من جهة، ولروح الدستور من جهة أخرى، وحتى لا يقال إننا نتكلم بالعموميات ودون تحديد نبين أنه تم تطبيق المادة 137 هذه على عدد من المهندسين والإداريين والعمال في محافظتي دمشق وحلب، حيث تم صرفهم من الخدمة وبجرة قلم من رئيس الوزراء لأسباب تمس بالنزاهة دون أن يسند هذا القرار إلى اقتراح اللجنة التي كان يفترض بها أن تجري تحقيقا شفافا مع إيراد الإثباتات التي تدين هؤلاء.

إن المشكلة التي يعاني منها وما زال المصرفون من الخدمة ، تتمثل في أنه تم صرفهم من الخدمة بقرار «قراقوشي» بامتياز، حيث تم صرفهم هكذا فجأة ودون إنذار مسبق، بل حتى دون تحقيق يصدر عنه إدانة لهم، وإن الفساد المستشري في مجتمعنا «والذي هدد ويهدد الوطن ليس في استمراره فقط بل حتى في وجوده كبلد حر مستقل يحافظ على كرامة مواطنيه ويحفظ حقوقهم ويعاقبهم متى خالفوا القانون ومدوا أياديهم إلى المال العام»، هو الواقف فعلياً خلف اتخاذ هذا القرار ليخفي فساده ونهبه للمال العام باتهامه الناس الشرفاء بمثل هذه التهم، وذلك تطبيقا للمثل الشعبي «يريد تغطية السموات بالقبوات».

تقول القاعدة الفقهية إنه «عندما تتعارض المصلحة العامة مع المصلحة الخاصة فتفضل المصلحة العامة»، لذلك أصبح طي هذا القرار الذي صدر مخالفا لنص القانون وبالتالي طي ذيوله الاجتماعية الكبيرة التي أصابت بسهامها هؤلاء الموظفين من مهندسين ومهندسات وإداريين وإداريات وعمال وعاملات أمرا فيه الكثير من المصلحة العامة، وإن إعادة الأمور إلى نصابها بعد ثمانية شهور يقتضي أن لا يصح في وطننا إلا الصحيح، فهل من مستجيب يحافظ على الوطن وعلى كرامة المواطن أم لا؟ إنه سؤال لا بد للأيام القليلة القادمة أن تجيب عليه.

صحنايا: جولة للفساد.. وقرارات «ظالمة»!

تستغل بعض الجهات الوصائية في الدولة الفوضى التي تعيشها البلاد لكي تمرّر تجاوزات غير قانونية تتماشى مع مصالحها. وتبلغ تلك التجاوزات، أحياناً، درجة الاستخفاف بالدستور والقوانين العامة، وإحلال التقديرات الشخصية للمسؤولين محلّها، والتي تأتي بدورها بدفعٍ من قوى فاسدة، تبذل قصارى جهدها لضمان استمرار نهبها وفسادها، وتقويتهما في ظلّ الظروف الصعبة التي تعصف بالبلاد

مساكن عمّرها الفساد.. مزة 86 نموذجاً

منذ أن بدأت الاضطرابات الأمنية في سورية، وزحف المخالفات العمرانية يتوسع في جميع المدن والبلدات، وذلك في غياب قمع المخالفات لأسباب تتعلق في تشاركية المصالح بين متصيدي فرص فوضى البناء والأوصياء على رسم المخالفات وتجار القوانين.. خلال الأشهر الستة الماضية قامت تقريباً مدن وأحياء كاملة في البلاد، بشكل يدعو الإنسان إلى السخرية في عالم تسوده الفوضى البصرية والتلوث البصري.

 

 

مكافحة الفساد بشكل حقيقي لا بالكلام المنمق فقط!!

مع إغلاق هذا العدد من «قاسيون» اختتمت المؤتمرات النقابية بدمشق، والتي قدمت تقاريرها السنوية الشاملة، التي سلطت الضوء على جميع مكامن الخطأ لتكون خطة عمل للمرحلة القادمة سواء مع الأزمة أو بعد الانتهاء منها، لأن القضايا والمطالب العمالية لا يمكن تأجيلها لأي سبب كان بل تتطلب جهوداً مضاعفة للحفاظ على كل المكتسبات التي حققتها عبر مسيرتها النضالية طبقياً ووطنياً