المطلوب محاصرة «تجّار الأزمات» وتفعيل المبادرات الشعبية
يعتبر حي «المسلخ» في مدينة السويداء من أكثر الأحياء كثافة سكّانية، والنسبة العظمى من قاطنيه هم من أصحاب الدخل المحدود الذين يعانون اليوم مجدداً من التطاول على حقوقهم في مسألة توزيع الغاز.
فقد اختار أهل الحي مجموعة من المتطوعين المعروفين بنزاهتهم ويتمتعون بثقة أهالي الحي لتشرف تلك المجموعة على توزيع الغاز بدل اللجنة القديمة التي كثرت الاعتراضات عليها خلال العامين الماضيين.
ممنوع الاكتفاء!
ونتيجة التنظيم الصحيح والعادل للقوائم على مدى شهور تمكّنت هذه اللجنة المختارة شعبياً من تحقيق الاكتفاء لدى أهالي الحي لدرجة أن سيارات محروقات السويداء عادت أكثر من مرة دون أن يبيعوا أي أسطوانة غاز بسبب الاكتفاء المحقق.
يبدو أن هذه الحال لم ترق لتجّار الأزمات والحرامية الجدد وأرادوا تعويض «خسائرهم» بسبب توقف نهبهم، فعمدوا إلى عزل مجموعة المتطوعين واستبدالهم بمجموعة من معتمدي الغاز ليسهل التلاعب بقوائم التوزيع، والحصول على حصة لبيعها في السوق السوداء، وقد كانت نتائج عملية النهب الواضحة هذه حصول نقص شديد في مادة الغاز، ما دفع أهالي الحي لتنظيم عريضة تطالب محافظ السويداء ومجلس المدينة تأمين الحاجات الضرورية للمواطنين ومنع ممارسات تجّار الأزمة وإهانتهم للناس في لقمة عشهم.
وكلاء الفاسدين..
وقد توجّهت «قاسيون» إلى حي «المسلخ»، والتقت الأهالي الذين أكّدوا النقص الشديد في مادة الغاز من خلال إبراز بطاقاتهم المخصصة للغاز، والمدوّنة عليها تواريخ الاستلام العائدة للشهر الثامن أو التاسع من عام 2013، واتفق جميع من التقيناهم أن سبب المشكلة يبدأ من إبعاد مجموعة الشباب المتطوّعين الذين حققوا التوزيع العادل لمادة الغاز، واستبدالهم بمعتمدي الغاز «وكلاء النهب»، وأكدّ لنا كل أهالي الحي قيام أحد أفراد اللجنة الحالية في الحي ببيع أسطوانة الغاز بـ 2500 ل.س «وعلى عينك يا تاجر»، وأيضاً استغرب أهالي حي «المسلخ» وجود أربعة أفراد من عائلة واحدة في لجنة الحي، لتصبح كأنها لجنة عائلية تقدم خدمات مأجورة لأهالي الحي..!
أحد المسنين من أهالي الحي قال لنا: «عادت حليمة لعادتها القديمة، حلّوا اللجنة التي شكلها الأهالي بشكل مباشر، وعيّنوا اللجنة ذاتها التي كنّا اعترضنا عليها قبل عام، واليوم الغاز مفقود في حيّنا ومتوافر لدى أحد أفراد اللجنة بـسعر 2500 ليرة في أي وقت».
مطالب محقة
إننا في «قاسيون» نضم صوتنا إلى صوت أهالي حي «المسلخ»، ونقف إلى جانب مطالبهم المحقّة حتماً، وندعم جهودهم في التوجه بعريضة إلى محافظ السويداء ومجلس المدينة لإيقاف البلطجة والتمادي من لجنة التوزيع الحالية، وضرورة اعتماد اللجنة التي يشكلّها أهل الحي كي تكون مسؤولة أمامهم وليس أمام المسؤولين ونفوذهم.
ونؤكد مجدداً أن حل الأزمة يبدأ بإشراك المواطنين في الدفاع عن مصالحهم عبر اتخاذ القرار وتنفيذه والرقابة عليه، إذ لا يمكن محاصرة الحرامية وتجّار الأزمات إلاّ بنقل مركز السلطة في الشؤون التي تمس لقمة الناس إلى الناس أنفسهم أصحاب المصلحة الحقيقية والمدافعين الوحيدين عن تلك المصلحة.
ونطالب الجهات المعنية بإرسال (500) أسطوانة غاز كل أسبوعين لسد النقص الشديد المتراكم في حي «المسلخ»، على أن توزّع مباشرة للأهالي من لجنة المتطوعين تحت إشراف لجنة محروقات السويداء والأهالي.