«الشعب يريد إسقاط التطبيع»
بكلمات واضحة تماماً ولا تقبل التأويل عبّرت الحشود الشعبية في العاصمة المغربية الرباط يوم الأحد 6 نيسان الجاري عن موقفها الداعم والمؤيد والمتضامن مع الشعب الفلسطيني في غزة في مظاهرات حاشدة ضد التطبيع شارك فيها عشرات الآلاف.
لم تأت هذه المظاهرات فقط للتعبير عن «التعاطف مع غزة» كما وصفتها وسائل إعلام عالمية وعربية، وليست مجرد تعبير عن «مشاعر إنسانية» لمواساة شعب يعاني من أقصى درجات الهمجية والوحشية والتي تجاوزت الصهيونية بها كل معايير الحروب والأخلاق في العالم ووصلت بإجرامها لحدود لا يصدقها عقل، بل جاء هذا التحرك كموقف شعبي جرى إظهاره بوضوح عبر الهتافات واللافتات المنددة بالإبادة والتجويع، والمطالبة بوقف الحصار. والأهم من ذلك مطالبة المتظاهرين بـ«قطع العلاقات مع إسرائيل» بوضوح لا لبس فيه، مرددين «الشعب يريد إسقاط التطبيع». و«فلسطين أمانة، التطبيع خيانة»، و«فلسطين مقتولة... أمريكا مسؤولة»، داعين أيضاً إلى مقاطعة سلع شركات أمريكية تساهم في الإبادة في غزة. كما دعا المتظاهرون أيضاً إلى مقاطعة شركات أجنبية أخرى ووصفوها بمساندة «تقتيل وتجويع الفلسطينيين».
وحرق المتظاهرون العلم «الإسرائيلي»، واصفين بنيامين نتانياهو بالمجرم. بينما رفعوا الأعلام الفلسطينية وقاموا بتحية قادة المقاومة الذين استشهدوا منذ بدء الحرب. كما هتفوا: «الشعب يريد تحرير فلسطين».
لم تخطئ يوماً بوصلة الشعوب وهي تعي من هو عدوها الأساسي، وإذا كانت الأنظمة المتخاذلة محكومة بضروراتها، فإن للشعوب خياراتها ومواقفها التي تظهر في الملمات والشدائد. وما هذه المظاهرات سوى أحد تعبيراتها.
يرتقب أن تنظم مظاهرات في مدن مغربية أخرى منها مدينة الدار البيضاء في وقت لاحق حسب ما أكدته وسائل إعلام.