الصينيون مطمئنون حيال ما يجري في باكستان

الصينيون مطمئنون حيال ما يجري في باكستان

بعد إعلان البرلمان الباكستاني حجب الثقة عن رئيس الوزراء عمران خان بدعم من 174 عضو من أصل 342، بدأت العيون تشخص إلى هناك في محاولة فهم إنْ كانت الولايات المتحدة التي تبذل أقصى جهودها لدقّ إسفين بين باكستان والصين، ستستفيد من الوضع. السيناريو الذي يستبعد باحثون من الصين وباكستان حدوثه على الإطلاق.

ألمح عمران خان في وقت مبكر من آذار الماضي بأنّ الولايات المتحدة تقف خلف اقتراح عزله في البرلمان. لكنّ عدداً من الباحثين الصينيين يجادلون بأنّ الحيل التي تلعبها الولايات المتحدة خلف الكواليس لا يمكنها التأثير على العلاقات الصينية الباكستانية.
يقول كيان فينغ، مدير قسم الأبحاث في مركز الاستراتيجية الوطنية في جامعة تسينغوا، للوسيلة الإعلامية الصينية المملوكة للدولة غلوبال تايمز: «لا يوجد فارق بين الأحزاب السياسية الباكستانية الرئيسية في صداقتها وشراكة التعاون الاستراتيجي مع الصين في جميع الأحوال. إذا كان هناك خلاف بينها في هذا الشأن، فهو حول أيّ حزب سيحافظ على هذه العلاقات بشكل أفضل».

الجيش يلعب دوراً مهمّاً في السياسة

أشار كيان فينغ إلى أنّ الجيش الباكستاني يلعب دوراً مهماً في السياسة الباكستانية. في 23 آذار، خلال زيارة عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي إلى باكستان، عقد وانغ يي اجتماعاً مع رئيس أركان الجيش الباكستاني قمر جاويد باجوا، حيث أشاد باجوا بالتعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين البلدين، وأشاد بالسياسات الخارجية للصين وأعرب عن دعمه لها.
كان الموقف الرسمي الصيني متوقَّعاً، ولكن معبّراً. ففي لقاء روتيني، قال المتحدث باسم الخارجية الصينية زاو ليجيان للصحفيين ردّاً على سؤال حول ما يجري في باكستان: «تتبع الصين مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. لكنّ الصين وباكستان شريكان في تعاون استراتيجي في جميع الأحوال. أثبت التاريخ مراراً وتكراراً بأنّ العلاقات بين الصين وباكستان كانت دائماً متينة غير قابلة للكسر، وذلك بغض النظر عن الكيفية التي يتغيّر فيها المشهد الدولي والأوضاع المحليّة في كلّ منهما... نعتقد أنّ الوضع العام للتعاون بين الصين وباكستان وبناء الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان لن يتأثر بالوضع السياسي في باكستان».

من حكومة صديقة لحكومة صديقة أخرى

علّق المحلل المتخصص في الشؤون الدبلوماسية والعسكرية يانغ شينغ على الأمر بالقول: «...الخليفة المحتمل لخان هو شهباز شريف الذي لطالما انتمى لعائلة تعمل على تعزيز العلاقات الصينية الباكستانية لفترة طويلة، ويمكن أن يكون التعاون بين البلدين أفضل حتّى من عهد خان».
وفقاً لشينغ: «عندما كان شريف زعيماً إقليمياً في إقليم البنجاب الشرقي، أبرم العديد من اتفاقيات التعاون مع مبادرة الحزام والطريق مع الصين بشكل مباشر من أجل تحسين البنية التحتية المحلّية والتنمية الاقتصادية. كما أنّه ينحدر من أسرة على علاقات طويلة الأمد مع الصين لأنّ شقيقه نزار شريف الذي استلم رئاسة الوزراء ثلاث مرّات، هو من أطلق مشروع الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني».
تقول الصحفيّة ليو كايو: «نجمت الصراعات السياسية الداخلية الحالية في باكستان عن المشكلات الاقتصادية التي نجمت بشكل رئيسي عن جائحة كوفيد-19. بينما يلعب الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني ومبادرة الحزام والطريق، وكذلك التعاون الصيني الباكستاني في مجالات مثل مكافحة الإرهاب وفيروس كورونا، دوراً مهماً بالنسبة لباكستان للتغلّب على مشكلاتها الاقتصادية. يرى المحللون بأنّ الصين هي الشريك الأكثر موثوقية وقوة، ولا يمكن لباكستان الاستغناء عنها».
وكما تحدثت رنا علي قيصر خان، العضو التنفيذي في اللجنة المركزية الدائمة للحزب الوطني الباكستاني والخبيرة في العلاقات الصينية الباكستانية: «الصين صديقة باكستان في جميع الأحوال، لذا بغض النظر عمّن يقود الحكومة، فهم لا يمكن أنْ يؤثّروا على العلاقات مع الصين».

بتصرّف عن:
Pakistan’s political change ‘won’t affect solid friendship with China’
Futile for US to sow discords between Pakistan and China