اليهود يتبرّؤون من «إسرائيل»
ترجمة وإعداد: قاسيون ترجمة وإعداد: قاسيون

اليهود يتبرّؤون من «إسرائيل»

القنابل التي رمتها «إسرائيل» على منازل الفلسطينيين، فجّرت تحولات في المجتمع اليهودي الأمريكي. أكثر من أيّ وقت مضى، ينتقد اليهود الأمريكيون العنف ويطالبون الكونغرس بإنهاء التمويل العسكري والمساعدات «لإسرائيل».

في 14 أيّار 2021، تجمّع أكثر من 700 يهودي للتظاهر في بروكلين، حيث ذكروا بأسى أسماء الضحايا الفلسطينيين جرّاء الهجمات «الإسرائيلية» الأخيرة. ثم في اليوم التالي انضمّ آلاف من أهل نيويورك للمتظاهرين في بروكلين للتعبير عن غضبهم. في الأسبوع التالي ازدادت الأعداد، ومشى اليهود المحتجون إلى مقرّ منظمة «العلاقات العامة الأمريكية-الإسرائيلية AIPAC».

وكما عبّر آرييل إنجل من مؤسسة «اليهود اليوم»: «كنّا نشعر بالوحدة عندما تضامنّا مع الفلسطينيين في 2014، أمّا اليوم لم يعد لدينا هذا الشعور».

قال مورغان باسيتشس عن منظمة «يهود لأجل السلام» التي تملك أكثر من 70 مركزاً حول الولايات المتحدة: «يفعل الفلسطينيون كلّ شيء ممكن لينجوا، ومسؤوليتنا والتزامنا أنْ نفعلَ كلَّ ما بوسعنا للتضامن معهم».

وتقول إميلي شاكتر، المنضمّة للتظاهرات لأوّل مرة: «الآن بات لدينا شجاعةٌ وواجبٌ أكبر كي لا نخاف ونحن نقول بأنّ الصهيونيّة خاطئة، وبأنّ إسرائيل دولة فصل عنصري».

في آذار، أصدرت مجموعة مؤلفة من 200 أكاديمي يهودي أمريكي تقريراً بعنوان: «إعلان القدس لمناهضة العداء للساميّة» وضّح بأنّ مناهضة الصهيونية و«إسرائيل» ليس عداءً للساميّة.

انضمّت مجموعات يهودية أخرى للحراك، وعقدت مؤتمراً افتراضياً لدعم النوّاب الذين اقترحوا قوانين وضع شروط لتمويل «إسرائيل». كان الشعار الذي ردَّده جميع الحضور «نحن نحبّ تقييد الدعم».

رغم أنّ المسافة كبيرة بين المجموعات اليهودية التي تطالب بوضع قيود وشروط على الدعم، وتلك التي تطالب بمقاطعة «إسرائيل» بشكل نهائي، فاللافت في الأمر أنّ الطيف السياسي الأوسع الذي يحوي اليهود متفق على مناهضة الأعمال «الإسرائيلية»

كما عبّرت تاليا، اليهوديّة الناشطة ضدّ «إسرائيل»: «أنا لا أستحق التصفيق لأنني تأخرت كثيراً. فكلّ يوم يمرّ لا نقوم به نحن اليهود بدعم تحرير فلسطين، هو يوم متأخر جداً».

يعاني هؤلاء الناشطون من محاولات قمعهم المستمرة عبر تخويفهم وطردهم من عملهم. ذكر تقرير للأسوشييتد برس كمثال، طرد إيميلي وايلدر من عملها في أريزونا بسبب ماضيها كناشطة طلّابية لنصرة تحقيق العدل في فلسطين.

لكن كما لاحظت إيلينا شتاين، فالناس تودّ الانضمام غير عابئة بالمخاطر والتخويف. بات لدى منظمة «يهود لأجل السلام» التي تدعو لمقاطعة «إسرائيل» كليّاً أكثر من 500 ألف مؤيّد موزَّعين على 70 مركزاً.

وفقاً لاستطلاع مؤسسة «PEW»، 75% من اليهود الأمريكيين يرون بأنّ دعم «إسرائيل» ليس حلاً مفيداً لزيادة أمان اليهود. ويشير الاستطلاع نفسُه بأنّ غالبية اليهود الأمريكيين لا يقفون ضدّ مقاطعة «إسرائيل»، ويرون بأنّه تكتيك جيّد للضغط.

وفي تقرير «Data for Progress» يرى غالبيّة اليهود الأمريكيين بأنّ الإدارات الأمريكية بدءاً من ترامب، تُفْرِطُ في دعم المتطرِّفين «الإسرائيليّين» بتشجيعٍ ودفعٍ من منظمات الصهيونيّة-المسيحيّة.

 

المصدر: وكالات