حقائق صادمة حول كوفيد-19
Swiss Policy Research Swiss Policy Research

حقائق صادمة حول كوفيد-19

بعد أكثر من ستة أشهر على بداية جائحة فيروس كورونا المستجد، أخذت تتزايد الأبحاث والآراء التي تعيد تقييمه، في محاولة للإجابة على سؤال خطورته ومعرفة أين يقع المؤشر الحقيقي له على مقياسٍ مدرَّجٍ بين أقصى «الاستثنائية» وأقصى «العاديّة»، ولا سيّما بعد توضُّح وتغير المزيد من الإحصاءات حول الوفيات والإصابات والفحوصات والشفاءات... تغيّراً كبيراً عمّا كان في البداية. وبالتالي تغيرت بعض النسب والتقديرات المهمّة المبنية عليها تغيراً جذرياً. وفي آخر تحديث لاستنتاجاته حول هذا الوباء (حزيران 2020) بعنوان «حقائق حول كوفيد-19» نشر مركز «أبحاث السياسات السويسرية» ثلاثين نتيجةً بناها ونَسَبَها إلى عددٍ من المراجِع المتنوِّعة التي أحالَ إليها في تحديثه هذا، والذي ننشر ترجمته أدناه.


تعريب: عروة درويش

«الوسيلة الوحيدة لمقارعة الوباء هي الصدق» – ألبير كامو 1947

1.    وفقاً لأحدث الدراسات المصليّة والمناعيّة، فإن الفتك الكلي لكوفيد-19 «معدَّل وفيّات العدوى IFR» هو حوالي 0.1%، وعليه فإنّ نسبته هي ضمن حدود الأنفلونزا الموسميّة القويّة.

2.    في بلدان مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وكذلك السويد «حيث لا إغلاق»، فكامل نسبة الوفيات منذ بداية العام هي في حدود موسم أنفلونزا قوي. وفي بلدان مثل ألمانيا والنمسا وسويسرا فالوفيات الكليّة في حدود موسم أنفلونزا معتدل الشدة.

3.    حتّى في «البؤر الشديدة» العالمية، بقي خطر الموت بين السكان عامّة في المدارس وفي سنّ العمل بشكل نموذجي ضمن حدود الموت جرّاء ركوب السيارة اليومي إلى العمل. لقد تمّ تعظيم الخطر بشكل كبير بسبب عدم احتساب الناس الذين لديهم أعراض خفيفة أو لم يعانوا من أعراض على الإطلاق.

4.    حتّى 80% من الأشخاص الذين أظهرت الفحوصات إصابتهم بالفيروس بقوا دون أعراض. وحتّى بين المصابين من أعمار 70 إلى 79، فإنّ حوالي 60% بقوا دون أعراض. وأكثر من 95% من جميع الأشخاص المصابين عانوا من أعراض متوسطة الشدة.

5.    حتّى 60% من جميع الأشخاص لديهم بالفعل مناعة خلوية سابقة لكوفيد-19 بسبب اتصالهم مع فيروسات كورونا سابقة «فيروسات نزلة البرد العادية». الافتراض بعدم وجود مناعة ضدّ كوفيد-19 ليس صحيحاً.

6.    متوسط عمر الوفيات في معظم البلدان «إيطاليا ضمناً» هو فوق 80 عاماً «المتوسط 86 في السويد كمثال»، ونسبة 4% من المتوفين فقط لم يعانوا من مشاكل صحية خطيرة سابقة. وعليه فإنّ عمر ومخاطر الوفيات يتوافقان بشكل رئيسي مع الوفيات الطبيعية.

7.    في الكثير من الدول، حتّى ثلثي عدد الوفيات الإضافية قد حدثت في دور رعاية المسنين، والتي لم تستفد من تطبيق الحظر العام. علاوة على ذلك، ففي الكثير من الحالات لم يكن واضحاً فيما إن مات الناس متأثرين بكوفيد-19 أم بسبب أسابيع من الضغط والعزلة الشديدة.

8.    حتّى نسبة 30% من الوفيات الإضافية، ربّما حدثت لأسباب غير كوفيد-19، إنّما بتأثير الحجر والذعر والخوف. مثال: تراجع علاج حالات الذبحات الصدرية والسكتات الدماغية بمقدار 60% لأنّ العديد من المرضى لم يعد يجرؤ على الذهاب إلى المستشفى.

9.    حتّى ضمن ما يدعى «وفيات كوفيد-19»، ليس من الواضح إن كان هؤلاء قد ماتوا بسبب فيروس كورونا أم بالتزامن مع وجوده وحسب «أي من أمراض كامنة أو موجودة مسبقاً»، أو إن تمّ احتسابها بوصفها «حالات مفترضة» ولم يتم فحصها على الإطلاق. بأيّ حال، لا تعكس الأرقام الرسمية عادة هذا التمييز.

10.    تبيّن بأنّ الكثير من التقارير الإعلامية عن الشباب والأصحاء الذين ماتوا جراء الإصابة بفيروس كورونا مغلوطة: فالكثير من هؤلاء الشبان إمّا لم يمت من كوفيد-19 بل كانوا مصابين بمرض خطير «مثال: بسبب سرطان الدم الابيضاضي غير المشخص»، أو أنّهم كانوا في حقيقة الأمر بعمر 109 وليس بعمر 9 أعوام [المقصود حادثة الخطأ في تسجيل بيانات أحد الوفيات في سويسرا، بأنه من مواليد 2011 بدل 1911]. وقد تبيّن بأنّ الادعاء بازدياد عدد حالات داء كاوازاكي لدى الأطفال مغلوط.

11.    يمكن أن تحدث زيادة كبيرة في نسبة فتك الفيروس إقليمياً إن كان هناك انهيار في رعاية المسنين والمرضى كنتيجة للوباء أو للذعر، أو إن كان هناك عوامل خطر أخرى مثل التلوث الحاد في الهواء. يمكن للتشريعات الجدلية الخاصة بالتعامل مع الموتى أن تقود أحياناً إلى مأزق إضافي في مرحلة الجنازات أو خدمات الدفن.

12.    في بلدان مثل إيطاليا وإسبانيا، وإلى حدّ ما بريطانيا والولايات المتحدة، ليس اكتظاظ المستشفيات بسبب موجات الأنفلونزا العادية الشديدة أمراً غير معتاد. علاوة على ذلك، فقد تمّ وضع حتّى 15% من عمّال الرعاية الصحية هذا العام في الحجر، حتّى عندما لم يكن لديهم أعراض.

13.    جداول المنحنيات الأسيّة «لحالات كورونا» التي يتم عرضها مضللة، حيث إنّ عدد الاختبارات يزداد أيضاً بشكل أسّي. في معظم البلدان، بقيت نسبة الحالات المختبرة الإيجابية بالمقارنة مع كامل الاختبارات ثابتة ما بين 5% إلى 25% أو ازدادت بشكل طفيف فقط. في العديد من البلدان، كانوا قد وصلوا إلى ذروة الانتشار بالفعل حتّى قبل الإغلاق العام.

14.    لم تختبر البلدان التي لم يحصل فيها حظر تجوال أو منع اقتراب، مثل اليابان أو كوريا الجنوبية أو بيلاروسيا أو السويد، تداعيات سلبية أكبر من التي اختبرتها بقية البلدان. حتّى أنّ السويد تلقت المديح من منظمة الصحة العالمية وهي الآن تتمتع بمناعة أكبر بالمقارنة مع البلدان التي أعلنت الإغلاق.

15.    لم يكن الخوف من نقص أجهزة التنفس الاصطناعي مبرراً. وفقاً لمختصي الصدرية، فإن القيام بالتهوية الاصطناعية الشديدة عبر إجراء غَازٍ «التنبيب العنيف» لمرضى كوفيد-19، وهو الأمر الذي أجري بسبب الخوف من انتشار الفيروس، كانت له نتائج عكسية وأضرّ بالرئتين.

16.    بشكل معاكس للافتراض السائد، فقد أظهرت عدّة دراسات عدم وجود دليل على انتشار الفيروس في الحلالات الهوائية (aerosols) الجوية «الجزيئات الصغيرة التي تطفو في الهواء» أو عبر العدوى باللمس «كمقابض الأبواب أو أجهزة الموبايل». نمط الانتقال الرئيسي هو الاتصال المباشر والقطيرات التي تخرج مع السعال أو العطس.

17.    ليس هناك أدلّة علمية على فاعلية كمامات الوجه للأشخاص الأصحاء أو الذين لا أعراض لديهم. بل على العكس، حذّر الخبراء من أنّ مثل هذه الكمامات تعرقل التنفس الطبيعي وقد تصبح «حاملة للجراثيم». وهناك أطباء بارزون أطلقوا عليها لقب «موضة إعلامية» و «سخيفة».

18.    الكثير من العيادات في أوروبا والولايات المتحدة بقيت غير مستعمَلة كثيراً أو شبه فارغة أثناء ذروة كوفيد-19، واضطرّت في بعض الأحيان لإرسال طواقمها إلى المنزل. تمّ إلغاء ملايين الجراحات والعلاجات، ومن ضمنها الكثير من عمليات فحص السرطان وزراعة الأعضاء.

19.    تمّ كشف عدّة وسائل إعلام وهي تسعى لتصوير الوضع في المستشفيات بشكلٍ مأساوي، وذلك باستخدام صور وفيديوهات تضليلية في بعض الأحيان. في العموم، فاقمت التقارير غير الاحترافية للكثير من وسائل الإعلام الخوف والذعر لدى العامة.

20.    معدات الاختبار المستخدمة عالمياً عرضة للخطأ ويمكنها أن تعرض نتائج إيجابية خاطئة وسلبية خاطئة. علاوة على ذلك، فإنّ اختبارات الفيروس الرسمية لم يتم التحقق منها سريرياً نظراً للضغط الناجم عن ضيق الوقت، وقد تكون أحياناً إيجابية لتشخيص الإصابة بفيروسات من أنواع أخرى من الكورونا.

21.    يعتبر الكثير من الخبراء العالميين في مجال علم الفيروسات وعلم المناعة وعلم الأوبئة بأنّ الإجراءات المتخذة كانت حصيلتها نتائج عكسية ونصحوا بالقيام بسرعة بترك السكان يشكلون مناعة طبيعية والقيام بحماية المجموعات المعرَّضة للخطر.

22.    لم يكن هناك في أيّ وقت سبب طبي لإغلاق المدارس، حيث إنّ خطر إصابة الأطفال بالمرض وانتقاله فيما بينهم منخفض بشكل كبير. ليس هناك أيضاً أيّ سبب طبي لاعتماد صفوف صغيرة أو ارتداء الكمامات أو قواعد «التباعد الاجتماعي» في المدرسة.

23.    الادعاء بأنّ كوفيد-19 الحاد فقط، وليس الأنفلونزا، قد تسبب الخُثار الدموي الوريدي والانصمام الرئوي ليس صحيحاً، فكما هو معروف على مدى 50 عاماً فالإصابة بالأنفلونزا قد تزيد بشكل كبير خطر الخُثار والانصمام أيضاً.

24.    وصف عدّة خبراء طبيين لقاح فيروس كورونا بأنّه غير ضروري، بل وخطر أيضاً. فعلى سبيل المثال: قاد ما يسمّى بلقاح أنفلونزا الخنازير في عام 2009 في بعض الحالات إلى ضرر عصبي حاد ودعاوى قضائية بالملايين. في اختبار لقاح فيروس كورونا أيضاً حدثت بالفعل عدّة مضاعفات وإخفاقات خطيرة.

25.    يمكن لأنفلونزا عالمية أو وباء كورونا أن تَحدث لعدّة أسباب، لكنّ العديد من الدراسات عن «الموجة الثانية» تعتمد على افتراضات غير واقعية بشكل كبير، مثل افتراضها أنّ مخاطر المرض والموت ستكون ثابتةً عبر كلّ المجموعات العمريّة.

26.    وصفت عدّة ممرضات «مثال: في مدينة نيويورك» أخطاء طبية فادحة في التعامل مع مرضى كوفيد-10 بسبب استخدام حوافز مالية مشبوهة أو بسبب اعتماد بروتوكولات طبية غير ملائمة.

27.    وصل عدد الناس الذين يعانون من البطالة والاكتئاب والعنف الأسري كنتيجة للإجراءات التي تمّ اتخاذها معدلات قياسية. توقّع عدّة خبراء بأنّ الإجراءات قد حصدت حيوات أكثر ممّا فعل الفيروس نفسه. وفقاً للأمم المتحدة، فإنّ 1.6 مليار إنسان حول العالم يعيشون في حالة خطر مباشر من فقدان سبل عيشهم.

28.    حذّر مسرِّب معلومات وكالة الأمن القومي الأمريكية إدوارد سنودن من أنّ «أزمة كورونا» ستستخدم لمصلحة التوسع المطّرد في المراقبة العالمية. عالم الفيروسات المرموق بابلو غولد شميدت تحدث عن «الرعب الذي بثّه الإعلام العالمي» وعن «الإجراءات التوتاليتارية/الاستبدادية». بروفسور الأمراض الفيروسية البريطاني الرائد جون أوكسفورد تحدث عن «وباء إعلامي».

29.    حذّر أكثر من 600 عالم من «رقابة غير مسبوقة للمجتمع» من خلال تطبيقات مثيرة للجدل «لتعقّب المُخالِطين». أدارت الأجهزة الأمنية في بعض البلدان عمليات «تعقّب المُخالِطين» هذه بشكل مباشر. يتم مراقبة السكان بالفعل في بضع أجزاء من العالم من خلال الطائرات المسيرة ويواجهون خطر التجاوزات الشرطية بحقهم.

30.    وجدت دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية في عام 2019 بأنّ إجراءات الصحة العامة لمواجهة وباء الأنفلونزا المتضمِّنة «تعقّب المُخالِطين» لا ينصح بها بأيّ شكل من الأشكال من وجهة نظر طبيّة. ورغم ذلك فإنّ تطبيقات تعقّب المُخالِطين قد أصبحت بالفعل شبه إلزامية في العديد من البلدان.

المصدر: Facts about Covid-19

آخر تعديل على الثلاثاء, 30 حزيران/يونيو 2020 12:07