في استعادة لـ «التهديد الحضاري ومصير الإنسان» لدى تولياتي (2)

في المادة السابقة حاولنا الإشارة إلى بعض طروحات وأفكار بالميرو تولياتي حول التهديد الحضاري، والذي يمكن تحديده بمستويات ثلاثة عامة، هي الكارثة التدميرية لأسلحة الدمار الشامل، والكارثة البيئية، والتدهور العقلي الاجتماعي في نمط الحياة. هذا الموقف يلتقي مع طروحات لآخرين، كأوليغ شينين وفيديل كاسترو الذي سنحاول الإطلالة عليه لاحقاً، حول تجاوز الطروحات ضيقة الأفق من حيث التوصيف والبرنامج. وفي المادة الراهنة سنعرض بعض الأفكار العملية-السياسية التي قدمها تولياتي في مواجهة التهديد الحضاري.

كانوا وكنا

في ربيع 1945 اشتعلت انتفاضة الجلاء التي كانت تتويجاً لنضال استمر 25 عاماً لطرد الاستعمار والاحتلال الأجنبي عن أرض سورية. ورغم التضحيات الغالية والقمع الفرنسي المتوحش، نجح أبناء البلاد في وضع حد للاحتلال الأجنبي. في الصورة: أبناء البوكمال يشاركون في عرض الجلاء في أيار 1945 بعد تحرير المنطقة وإعلان حكومة وطنية مؤقتة في البوكمال ريثما يتم تحرير كامل سورية.

البريكست والخوف من الاشتراكية

بسبب النقص في المحاولات الجادة لفهم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، يحاول الكتّاب الإنكليز وضع الآراء المختلفة في محاولة لاستكشاف مستقبل بريطانيا القريب والبعيد بعد البريكست.

غوردن تشايلد منتصراً في الشرق

الرأسمالية أكبر عدو للعلم والمعرفة والثقافة، ولكن الحياة أكبر صديق للعلم والمعرفة. إذ تنتصر الأفكار التي حان أوانها، وهي تتسرب بعناد من على بزات السجانين وشقوق الزنازين، وقوانين المنع وسطوة القوى السائدة، ولو بعد حين. وتنتشر مثل الهواء العابر للحواجز وحدود البلدان.

من المستفيد من الجوع العالمي؟

تتزايد هذا العام المناشدة المؤلمة من برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أكبر منظمة إنسانية في العالم يفترض أنّها تنقذ الأرواح من الجوع. يتوقعون الآن أن أكثر من 345 مليون شخص سيواجهون عدم الأمان الغذائي - ضعف العدد في عام 2020. زيادة عدد الأشخاص الجائعين كبيرة ببساطة. يعاني أكثر من 900,000 شخص في جميع أنحاء العالم للبقاء على قيد الحياة بسبب الجوع.

الانتصار على الفاشية كان أكثر من مجرّد عسكر وسلاح

بمناسبة الاحتفال بالنصر السوفييتي على الفاشيّة، على العالم ليس أن يتذكّر فقط الجنود الذين دافعوا عن الحرية والاستقلال في ساحات المعارك، بل أيضاً العمّال الذين كانوا في الخلف، فهذا النصر صُنع ليس في ساحات القتال وحسب، بل أيضاً في المصانع والمعامل والمناجم ومكاتب الهندسة والمزارع الجماعية والنقل السككي وغيرها من قطاعات الاقتصاد الوطني السوفييتي. استمرّت هذا الفترة من نهاية العشرينات تقريباً حتى نهاية الخمسينات. كانت هناك «معجزة اقتصادية» في البلاد طوال هذه العقود الثلاثة.